Page 214 - merit 50
P. 214

‫أربعين سنه‪ ،‬بينما فترة التيه هنا‬                              ‫العـدد ‪50‬‬                          ‫‪212‬‬
‫تتجاوز القرنين من الزمان‪ .‬كما أن‬
‫القول إن طرد الهكسوس من مصر‬                                                  ‫فبراير ‪٢٠٢3‬‬       ‫الحديث عن كليم الله موسى‬
                                                                                           ‫عليه السلام‪ ،‬إذ دعاه ربه «اذهب‬
    ‫هو قصة خروج بني إسرائيل‬                ‫فرعون موسى‬
    ‫يتعارض مع ما جاء في التوراة‬                                                                 ‫إلى فرعون إنه طغى» (طه‪:‬‬
   ‫والإنجيل والقرآن‪ ،‬فلم يتحدثوا‬       ‫اختلفت الآراء فيمن هو الفرعون‬                          ‫‪ ،)24‬لأن فرعون موسى‪ ،‬إما‬
‫أب ًدا عن دخول بني إسرائيل لأرض‬          ‫الذي كان ُيعذب بني إسرائيل‪،‬‬                          ‫هو رعمسيس الثاني ‪-1290‬‬
   ‫الكنانة غزاة‪ ،‬أو أن ملوك مصر‬                                                             ‫‪1224‬ق‪.‬م‪ ،‬أو مرنبتاح ‪-1224‬‬
  ‫يو ًما ما كانوا ينتمون إلى اليهود‪،‬‬  ‫فيذبح أبناءهم ويستحي نساءهم‪،‬‬                          ‫‪1214‬ق‪.‬م‪ ،‬وكلاهما من أصول‬
‫فقد كان دخول بني إسرائيل لمصر‬          ‫ثم رفض بعد ذلك دعوة موسى‪،‬‬                          ‫فرعونية خالصة من طيبة في عهد‬
    ‫بحثًا عن المأوى والطعام بعدما‬                                                            ‫الإمبراطورية المصرية الثانية‪.‬‬
 ‫ضرب الجفاف أرض كنعان‪ ،‬وهو‬                 ‫عليه السلام‪ ،‬فأغرقه الله في‬                    ‫أما ملك يوسف عليه السلام فهو‬
     ‫ما يؤكد أنه ليست هناك صلة‬            ‫البحر لتجبره وكفره‪ ،‬وما آل‬                       ‫سوبك حتب ‪1730 -1740‬ق‪.‬م‪.‬‬
    ‫بين الهكسوس واليهود‪ ،‬وذلك‬             ‫إليه أمره من الطغيان والكفر‪،‬‬                     ‫من الأسرة الثالثة عشرة‪ ،‬وهناك‬
    ‫لأن اليهود لم يكونوا حينئ ٍذ قد‬       ‫وادعاء الألوهية‪ ،‬ويذهب رأي‬                          ‫اختلاف في أنه عاصر ملكين‪،‬‬
     ‫استوطنوا فلسطين كقوم لهم‬            ‫إلى أن هذا الفرعون هو أحمس‬                       ‫فكان هناك من شهد نزوله مصر‪،‬‬
  ‫كيان يستطيعون أن يحتلوا دولة‬        ‫الأول‪ ،‬مدع ًما بأن طرد الهكسوس‬                      ‫وهو نفر حوتب الأول‪ ،‬وكان الملك‬
‫كبرى كمصر‪ ،‬بل أكبر وأعظم دول‬             ‫من مصر هو الخروج اليهودي‬                          ‫سوبك حتب هو الملك الذي جعله‬
  ‫الشرق الأدنى قاطبة‪ .‬ولهذا ليس‬           ‫منها‪ ،‬وأصحاب هذا الرأي هم‬                          ‫أمينًا على خزائن الأرض‪ .‬وهذا‬
‫تحرير أرض الكنانة من الهكسوس‬            ‫من ذهبوا إلى أن الهكسوس هم‬                          ‫يدل على اختلاف نوع الحكم في‬
                                           ‫اليهود‪ ،‬الذين جاء ذكرهم في‬                         ‫العهدين‪ ،‬ويدل دلالة واضحة‬
     ‫تحت ظلال فرسانها المغاوير‬            ‫التوراة والقرآن الكريم‪ ،‬ولكن‬                      ‫على أن هبوط يوسف الصديق‪،‬‬
    ‫من أمثال سقنن رع‪ ،‬وكاموزا‪،‬‬          ‫ما يدحض هذا الرأي أن التوراة‬                        ‫عليه السلام‪ ،‬إلى أرض الكنانة‪،‬‬
 ‫وأحمس الأول‪ ،‬هو خروج اليهود‬          ‫تجعل إقامة بني إسرائيل في مصر‬                         ‫بلد الأمن والأمان‪ ،‬كان في زمن‬
    ‫من مصر بقيادة كليم الرحمن‬         ‫‪ 430‬سنة‪ ،‬بينما يتفق العلماء على‬
                                       ‫أن مدة حكم الهكسوس في مصر‬                                              ‫الهكسوس‪.‬‬
             ‫موسى‪ ،‬عليه السلام‬          ‫لا تتجاوز القرن ونصف القرن‬
                                         ‫‪ 1570 -1725‬ق‪.‬م‪ .‬بالإضافة‬
                                        ‫إلى أن التوراة والإنجيل والقرآن‬
                                         ‫الكريم ينص على أن فترة التيه‬

       ‫والعراق‪ ،‬الجزء الأول‪ ،‬القاهرة‪ :‬مكتبة الأنجلو‬                      ‫المصادر والمراجع‪:‬‬
                                 ‫المصرية‪.2004 ،‬‬
                                                     ‫‪ -1‬أحمد بدوي‪“ :‬أيام الهكسوس”‪ ،‬المجلة التاريخية‬
      ‫‪ -7‬عبد المنعم عبد الحليم سيد‪ :‬حضارة مصر‬        ‫المصرية‪ ،‬المجلد الأول‪ ،‬العددان الأول والثاني‪ ،‬مايو‬
‫الفرعونية‪ ،‬الإسكندرية‪ :‬دار المعرفة الجامعية‪.1999 ،‬‬
                                                                         ‫وأكتوبر ‪ ،1948‬ص‪.86 -41‬‬
  ‫‪ -8‬محمد بيومي مهران‪ :‬مصر‪ ،‬الجزء الثاني‪ :‬منذ‬           ‫‪ -2‬أسامة حسن‪ :‬مصر الفرعونية‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار‬
  ‫قيام الملكية حتى قيام الدولة الحديثة‪ ،‬الإسكندرية‪:‬‬
                                                                        ‫الأمل للنشر والتوزيع‪.1998 ،‬‬
                      ‫دار المعرفة الجامعية‪.1996 ،‬‬       ‫‪ -3‬جيمس هنري برستد‪ :‬تاريخ مصر منذ أقدم‬
  ‫‪ -9‬محمد بيومي مهران‪ :‬مصر‪ ،‬الجزء الثالث‪ :‬منذ‬         ‫العصور إلى العصر الفارسي‪ ،‬ترجمة حسن كمال‪،‬‬
‫قيام الدولة الحديثة حتى الأسرة الحادية والثلاثون‪،‬‬
                                                                        ‫القاهرة‪ :‬مكتبة مدبولي‪.1990 ،‬‬
          ‫الإسكندرية‪ :‬دار المعرفة الجامعية‪.1997 ،‬‬       ‫‪ -4‬سليم حسن‪ :‬موسوعة مصر القديمة‪ ،‬الجزء‬
  ‫‪ -10‬محمد علي سعد الله‪ :‬في تاريخ مصر القديمة‪،‬‬          ‫الرابع‪ :‬عهد الهكسوس وتأسيس الإمبراطورية‪،‬‬

      ‫الإسكندرية‪ :‬مركز الإسكندرية للكتاب‪.2001 ،‬‬           ‫القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪.2001 ،‬‬
‫‪11- Margaret R. Bunsen: Encyclopedia of‬‬                 ‫‪ -5‬سمير أديب‪ :‬تاريخ وحضارة مصر القديمة‪،‬‬
‫‪Ancient Egypt, Revised Edition, U.S.A.:‬‬
‫‪Facts on File, 2002.‬‬                                                                  ‫القاهرة‪.1997 :‬‬
                                                     ‫‪ -6‬عبد العزيز صالح‪ :‬الشرق الأدنى القديم‪ ،‬مصر‬
   209   210   211   212   213   214   215   216   217   218   219