Page 206 - merit 50
P. 206

‫العـدد ‪50‬‬                        ‫‪204‬‬

                                   ‫فبراير ‪٢٠٢3‬‬                           ‫بيبي الثاني‬

‫أحمس بن إبانا‬                                                             ‫ولجأ ملوك الدولة الوسطى‬
                                                                      ‫‪ 1776 -2052‬ق‪.‬م‪ .‬إلى توسيع‬
     ‫ضعف البلاد‪ ،‬واضمحلالها‬            ‫ذلك بما خلف من آيات الفن‬
                      ‫وكبوتها‪.‬‬     ‫الرفيع من نقوش وتماثيل رائعة‬         ‫رقعة الأرض الزراعية‪ ،‬وإقامة‬
                                                                      ‫مشروعات جديدة تخدم الزراعة‬
       ‫الهكسوس‬                       ‫لها خصائصها المتميزة‪ ،‬فض ًل‬
                                      ‫عن مشروعات الري وإصلاح‬             ‫في المنطقة القريبة من الفيوم‪،‬‬
‫في تلك الفترة تسللت من الشمال‬       ‫الأراضي الزراعية في الفيوم‪ ،‬ما‬   ‫وتمكن ملوك الأسرة الثانية عشر‬
‫الشرقي أفواج وهجرات متعاقبة‪،‬‬          ‫عاد على البلاد بالخير الوفير‪.‬‬
                                    ‫وبانتهاء عصر الدولة الوسطى‪،‬‬           ‫‪ 1786 -1991‬ق‪.‬م‪ .‬الأقوياء‬
     ‫دون مقاومة‪ ،‬استطاعت أن‬           ‫وما شهد من ازدهار في كافة‬            ‫من إخضاع القبائل النوبية‬
 ‫تتملك سهول النيل شرق الدلتا‪،‬‬        ‫النواحي‪ ،‬دخلت مصر في فترة‬         ‫المولعة بالحرب‪ ،‬وإثارة القلاقل‬
                                     ‫أخرى من الفوضى والتدهور‪،‬‬           ‫في العصور السابقة‪ ،‬واتخذوا‬
      ‫وسيطرت على أرض مصر‬               ‫والتفكك والانقسام‪ ،‬إذ تتابع‬     ‫من طيبة عاصمة لهم‪ ،‬وأنشأوا‬
‫الخصبة‪ ،‬فيما بين الأسرة الثانية‬                                       ‫سلسلة من القلاع بالطوب اللبن‬
                                        ‫ملوك الأسرة الثالثة عشرة‬           ‫عند الشلال الثاني؛ لإحكام‬
   ‫عشرة التي بدأت حكمها سنة‬         ‫‪ 1633 -1768‬ق‪.‬م على العرش‬              ‫السيطرة على الملاحة النيلية‪،‬‬
 ‫‪ 1991‬ق‪.‬م‪ .‬بالفرعون أمنمحات‬                                          ‫وترتب على ذلك انتعاش الاقتصاد‬
‫الأول‪ ،‬ثم سنوسرت الأول الذي‬            ‫بسرعة مثيرة للدهشة‪ ،‬فكان‬          ‫في ذلك العصر؛ نتيجة لبسط‬
                                   ‫يحكم البلاد لضعف هؤلاء طائفة‬         ‫الفراعين سيطرتهم على مناجم‬
   ‫حكم في الفترة ‪1928 -1971‬‬        ‫من كبار رجال الدولة أو الوزراء‬         ‫الذهب‪ ،‬وغيرها من مصادر‬
    ‫ق‪.‬م‪ ،.‬وشهد عهده زيارة أبو‬                                        ‫الثروات الطبيعية بالنوبة‪ ،‬وعادت‬
     ‫الأنبياء إبراهيم الخليل عليه‬     ‫الأقوياء‪ ،‬ولاشك أنه دليل على‬        ‫الحياة المعمارية والفنية مرة‬
‫السلام إلى مصر‪ ،‬ثم تتابع بعده‬                                           ‫أخرى للازدهار‪ ،‬ويستدل على‬
   201   202   203   204   205   206   207   208   209   210   211