Page 205 - merit 50
P. 205

‫‪203‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫مصريات‬

   ‫الخوف والفزع‪ ،‬ومقاطعات‬                      ‫كانوا يسعون إلى الفوز‬
  ‫الوادي راحت تتقاتل فيما‬                      ‫بإحدى المقابر المجاورة‬
  ‫بينها بعدما انفصلت كل‬
   ‫منها عن الوحدة تحت‬                                 ‫لمقبرة الفرعون؛‬
 ‫قيادة حكامها‪ ،‬فكما كان‬                             ‫أصبحوا يشيدون‬
‫الاتحاد سببًا لتقدم مصر‬
                                                      ‫لأنفسهم المقابر‬
    ‫ونهضتها‪ ،‬كانت الفرقة‬                         ‫المتسعة في المقاطعات‪،‬‬
     ‫والانفصال هما الطريق‬
  ‫إلى الفوضى والانهيار‪ ،‬الذي‬                         ‫ويشيدون حولها‬
      ‫أصاب دولة الفراعنة‪ ،‬بناة‬                  ‫عدة مقابر أخرى لكبار‬
                                             ‫رجالهم وأفراد عائلاتهم‪،‬‬
                ‫الأهرام العظام‪.‬‬             ‫وبدأت وحدة مصر تتفكك‪،‬‬
        ‫وحكمت الأسرة التاسعة‬                  ‫وعاشت مدنها وقراها في‬
‫والعاشرة ‪ 2052 -2242‬ق‪.‬م‪.‬‬                     ‫أسوأ الأحوال‪ ،‬فمقاطعات‬
‫من أهناسيا‪ ،‬ببني سويف‪ ،‬وهي‬                 ‫الدلتا تعرضت لغارات قبائل‬
  ‫الفترة التي يطلق عليها “عصر‬              ‫البدو‪ ،‬التي تنشر في ربوعها‬
      ‫الانتقال الأول” أو “العصر‬
   ‫الأهناسي”‪ ،‬وهو العصر الذي‬      ‫أوسركاف‬
     ‫بدأت منه الثورة الاجتماعية‪،‬‬
‫وسادت مصر في تلك الفترة حالة‬
‫من الاضطراب والفوضى‪ ،‬ويعتقد‬
  ‫البعض أن فترة الاضطراب إنما‬
    ‫وقعت نتيجة لنقص شديد في‬
  ‫الفيضان‪ ،‬أو زيادة مفرطة فيه‪،‬‬
    ‫أدت إلى إغراق الأرض‪ ،‬وتلف‬
 ‫المحاصيل‪ ،‬وبالتالي نقص الموارد‬
 ‫الاقتصادية والغذائية‪ ،‬وإشراف‬
    ‫البلاد على المجاعة‪ ،‬وتعطلت‬
    ‫أعمال الإنشاءات الضخمة‪،‬‬
    ‫والأعمال الفنية‪ ،‬وتعرضت‬
 ‫معظم المقابر والأهرام للسرقة‬
  ‫في هذه الفترة‪ ،‬وبعد قرن من‬
   ‫الفوضى والاضطراب عادت‬
  ‫مصر إلى الوحدة مرة أخرى‪،‬‬
   ‫عندما تمكن ملك من الجنوب‬
   ‫أن يوحد البلاد‪ ،‬عرف باسم‬
    ‫منتوحتب الثاني‪ ،‬الذي بنى‬
   ‫مقبرته على شكل هرم تقلي ًدا‬
    ‫لما قام به الأجداد في الدولة‬

                      ‫القديمة‪.‬‬
   200   201   202   203   204   205   206   207   208   209   210