Page 145 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 145

‫حول العالم ‪1 4 3‬‬

   ‫تزارا فتصالح مع بروتون‬         ‫الأخير ‪-‬وليس برونيل‪ -‬هي‬               ‫الغالب‪ ،‬والصدمة البصرية‬
     ‫العام ‪ .1929‬ولكن البعد‬          ‫التي دفعت السريالية إلى‬               ‫الناتجة عن تجميع هذه‬
                                     ‫العمل السينمائي‪ .‬إن كلب‬
 ‫السياسي للسريالية سيتأ ّكد‬                                           ‫ال ّرسوم والأشياء غير اللائقة‬
     ‫في الثلاثينيات‪ ،‬وبإرادة‬     ‫أندلسي الذي ُكتب بالاشتراك‬              ‫هي التي تغرق المشاهد في‬
                                    ‫في ستة أيام‪ ،‬هو ثمرة لقاء‬           ‫الهلسنة البصرية‪ .‬إن الجثة‬
‫بروتون‪ ،‬ستصبح الحركة في‬             ‫بين خيالين انحرفت فيهما‬             ‫الرائعة واحدة من التقنيات‬
 ‫خدمة الثورة الشيوعية‪ .‬لقد‬
 ‫نظمت عدة عروض سريالية‬           ‫تيمات دالي ‪-‬البيانو ذو الذيل‬         ‫الساحرة‪ ،‬لعبة رمزية لنشاط‬
 ‫خلال هذه العشرية‪ ،‬المتّسمة‬        ‫المرتبط بالنعش‪ ،‬النّمل‪ -‬كما‬         ‫الجماعة الجماعي التي تر ّكز‬
  ‫أي ًضا بانتشار الحركة‪ ،‬التي‬
   ‫ستصل إلى تشيكوسلافيا‪،‬‬               ‫ظهرت رغبة برونيل في‬                ‫كثي ًرا على أهمية الصدفة‬
                                     ‫الخلط بين الحلم والواقع‬               ‫في العمل الإبداعي‪ .‬لقت‬
    ‫بلجيكا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬بريطانيا‬      ‫في عمل فني تطبعه الحرية‪.‬‬              ‫ت ّمت اللعبات الأولى خلال‬
 ‫العظمى‪ ،‬اليابان‪ ،‬ث ّم الولايات‬     ‫إن العمر الذهبي (‪،)1930‬‬                ‫السنوات ‪1928 -1925‬‬
 ‫المتحدة خلال الحرب العالمية‬       ‫عملهما الثاني المشترك‪ ،‬هو‬            ‫بشارع شاطو بباريس عند‬
  ‫الثانية‪ .‬لقد جعل العديد من‬        ‫نشيد للحب الجنوني كق ّوة‬          ‫جاك بريفير رفقة إيف طاغيا‬
‫الفنّانين المنفيين من نيويورك‬        ‫مد ِّمرة قادرة على تحطيم‬               ‫ومرسيل دوهاميل‪ .‬أما‬
 ‫المدينة السريالية الثانية بعد‬       ‫الأخلاق البرجوازية‪ .‬هذا‬           ‫الجيل الثاني‪ ،‬مع أعمال أكثر‬
                                  ‫الفيلم السريالي‪ ،‬المط َّور ج ًّدا‪،‬‬   ‫إتقا ًنا‪ ،‬فت ّم خلال الثلاثينيات‬
  ‫باريس‪ .‬وسيؤ ّسس أندريه‬         ‫يهاجم بعنف ُم ُثل البرجوازية‪:‬‬         ‫عند تريستان تيارا وزوجته‬
   ‫بروتون بها رفقة مارسيل‬           ‫العائلة‪ ،‬الوطن والدين‪ .‬إنه‬          ‫السويدية جريتا كروتسون‬
 ‫ديشان مجلة ‪ ،VVV‬وبعودته‬          ‫يظهر فكر السريالية الثوري‬               ‫بمونمارتر‪ .‬كان منزلهما‪،‬‬
  ‫إلى باريس‪ ،‬سيعاود نشاطه‬                                                  ‫والذي ما يزال موجو ًدا‪،‬‬
                                        ‫ض َّد هذا النظام القائم‬          ‫مكا ًنا للمواعيد السريالية‪:‬‬
     ‫من غير أن يغير موقفه‪،‬‬        ‫والمسؤول عن الحرب العالمية‬          ‫إيلوار وزوجته ناش‪ ،‬بروتون‬
 ‫ولكن الحركة ستهت ّز بسبب‬                                             ‫وعشيقته ثم صديقته فالنتين‬
‫الخلافات المتتالية‪ .‬خصومات‪،‬‬         ‫الأولى‪ .‬لقد كانت الفضيحة‬               ‫هوغو يأتون إليه للعب‪.‬‬
                                  ‫كبيرة‪ .‬سيمنع العمر الذهبي‬                 ‫إن ل ّذة الحرية والبحث‬
     ‫قطائع‪ ،‬طرد‪ ،‬انخراطات‬                                                    ‫الشعري موجودان في‬
    ‫جديدة لا تك ّف عن تغيير‬               ‫بفرنسا حتى ‪.1981‬‬                  ‫رسوم ولوحات ال ّرمل‬
   ‫تكوين الجماعة‪ .‬وسيحدث‬           ‫ولأن الحركة السريالية لها‬              ‫واللصق لأندريه نلسون‬
   ‫موت رئيسها العام ‪،1969‬‬        ‫بعد سياسي أي ًضا‪ ،‬وأن بعض‬
      ‫انتفاضات كبيرة‪ .‬وبعد‬         ‫أعضاء الجماعة انخرطوا في‬                  ‫ولصق وصقل ماكس‬
 ‫ثلاثة سنوات‪ ،‬يوم ‪ 4‬أكتوبر‬       ‫الحزب الشيوعي‪ ،‬فإن الأمور‬                ‫إرنست‪ ،‬لوحات الهلوسة‬
   ‫العام ‪ ،1969‬سيعلن جون‬            ‫ستعرف بعض الاصطدام‪.‬‬                  ‫ورسومات‪ -‬أشعار خوان‬
 ‫شوستر‪ ،‬الشاعر والصحافي‬            ‫فخلال العشرينيات‪ ،‬ظهرت‬                 ‫ميرو‪ ،‬والنحوت‪-‬الأشياء‬
                                    ‫توترات وانشقاقات بسبب‬               ‫العنيفة لألبيرتو جياكميتّي‪،‬‬
      ‫الذي التحق بالسريالية‬        ‫الطابع الاستبدادي لأندريه‬           ‫الأعمال الفنية المتش ِّكلة لجان‬
   ‫العام ‪ ،1947‬ح ّل الجماعة‬         ‫بروتون إضافة إلى مسألة‬              ‫أرب وأعمال سلفادور دالي‬
 ‫ويو ّقع على شهادة وفاتها في‬        ‫الالتزام السياسي‪ .‬سيبتعد‬               ‫الهاذية‪ .‬إن مساهمة هذا‬
 ‫مقال نشر بصحيفة لوموند‬            ‫البعض مثل بريفير طانغي‪،‬‬
  ‫بعنوان النشيد ال ّرابع‪ .‬ومع‬        ‫سوبو أو جياكوميتّي‪ .‬أ ّما‬
 ‫ذلك‪ ،‬ستبقى السريالية حية‬
   140   141   142   143   144   145   146   147   148   149   150