Page 143 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 143

‫حول العالم ‪1 4 1‬‬

‫لويس برونويل‬  ‫خوان ميرو‬        ‫أندريه بروتون‬                        ‫الأحلام مترابطان بعمق‪،‬‬
                                                                 ‫كما أن هناك استمرارية بين‬
‫حضن إلى حضن‪ ،‬ومن فراش‬                         ‫المغناطيسي‪.‬‬        ‫حالة اليقظة وحالة النوم‪ .‬إن‬
   ‫إلى آخر! ه ّن غالا‪ ،‬نانسي‪،‬‬     ‫كتّاب آخرون انخرطوا في‬          ‫السريالية‪ ،‬في الفنون بصفة‬
                                   ‫الحركة منذ بداياتها مثل‬
 ‫كيكي‪ ،‬فالنتين‪ ..‬ك ّن ملهمات‪،‬‬    ‫بول إيلوار‪ ،‬لويس أراغون‪،‬‬            ‫عامة‪ ،‬تكمن في اكتشاف‬
 ‫عشيقات‪ ،‬زوجات‪ ،‬صديقات‬         ‫أنطونين أرتو‪ ،‬بنيامين بيري‪،‬‬            ‫اللاوعي‪ ،‬عالم الأحلام‪.‬‬
                               ‫روبير‪ ..‬وكلّهم دعوا إلى شعر‬       ‫وباعتباره مراقبة العقل أم ًرا‬
   ‫وفنّانات‪ .‬ولكن بخصوص‬           ‫ثوري‪ ،‬بع ًدا عن أ ّية قاعدة‪،‬‬    ‫مضاي ًقا ومه َم ًل‪ ،‬فلا ب ّد من‬
    ‫هذه النقطة الأخيرة‪ ،‬فإن‬    ‫مستلهمين العجائبي‪ ،‬الغريب‪،‬‬            ‫التخلص منه! على الكائن‬
 ‫الأمر كان يحرج قلي ًل هؤلاء‬   ‫ما هو غير منتظر‪ ،‬اللامعقول‪،‬‬        ‫البشري أن يتح ّرر من قيود‬
    ‫السادة‪ :‬نلاحظ أن النساء‬                                         ‫وعقلانية الثقافة الغربية‪،‬‬
   ‫يجدن صعوبة في أن ُيق َبلن‬          ‫ق ّوة الحدس‪ ،‬الصدفة‬          ‫والأخلاق الاجتماعية وكل‬
    ‫كمبدعات‪ ،‬وأن زملاءهن‪،‬‬                        ‫والجنون‪.‬‬        ‫ما هو أكاديمي‪ ،‬وهي الأمور‬
                                                                     ‫التي تعرقل وتؤثر سلبًا‬
       ‫الأصدقاء‪ ،‬العشاق‪ ،‬أو‬        ‫نشيد الح ّب‬                     ‫على قدرته الإبداعية‪ .‬لا بد‬
   ‫الأزواج المتسامحون كانوا‬                                       ‫أن يربط الاتصال بسريرته‬
                                ‫إلى الحرية والبحث الشعري‪،‬‬         ‫ويختبر حقيقة أفكاره دون‬
     ‫يبعدوهن إلى الظ ّل‪ ،‬رغم‬   ‫ينضاف الجناح الثالث‪ :‬الح ّب‪.‬‬      ‫أ ّية رقابة‪ .‬ولن يصل إلى هذا‬
      ‫أنهن كن يملكن مواهب‬                                         ‫إلا بالكتابة الآلية‪ .‬لقد ج ّرب‬
‫متفجرة مثلهم! ك ّن محبوبات‪،‬‬       ‫الح ّب الجنوني‪ ،‬الانتقائي‪،‬‬     ‫بروتون وسوبو هذه التقنية‬
   ‫مرغوبات‪ ،‬مك ّرمات‪ ،‬ولكن‬           ‫ق ّوة الرغبة‪ ،‬الشهوانية‬     ‫في الحقول المغناطيسية التي‬
   ‫ليس باعتبارهن مساويات‬                                             ‫ح ّرراها م ًعا العام ‪1919‬‬
   ‫على مستوى المشهد الفنّي‪.‬‬       ‫الحكيمة‪ ،‬الجمال المرتعش‪،‬‬           ‫ونشراها العام الموالي في‬
‫ومع ذلك‪ ،‬شاركن في الحركة‬           ‫المرأة‪ .‬وبما أنه ّن جميلات‬      ‫مجلة الأدب ‪Littérature‬؛‬
‫بنشاط‪ ،‬وساهمن بالخصوص‬            ‫وملهمات فإنهن ينتقلن من‬            ‫لقد اعتبر هذا الم َؤلَّف أول‬
                                                                ‫كتابة سريالية‪ .‬فسح المؤلِّفان‬
                                                                ‫المجال لخيالهما‪ ،‬كتبا بأقصى‬
                                                                    ‫سرعة ممكنة‪ ،‬دون رقابة‬
                                                                   ‫العقل‪ ،‬لم يهت ّما بالانسجام‬
                                                                ‫النحوي‪ ،‬ولم يحترما اللغة‪ .‬إن‬
                                                                 ‫ن ّصهما المح َّرر للوهلة الأولى‬
                                                                  ‫ولغته التي تو ّظف بعي ًدا عن‬
                                                                     ‫أ ّية رقابة‪ ،‬يتحرر من أ ّي‬
                                                                    ‫قانون أخلاقي أو جمالي‪.‬‬
                                                                 ‫وللقيام بهذا العمل‪ ،‬لا ب ّد من‬
                                                                ‫نسيان حالة الفصل بين النوم‬
                                                                  ‫واليقظة‪ ،‬القريبة من التنويم‬
   138   139   140   141   142   143   144   145   146   147   148