Page 140 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 140

‫العـدد ‪31‬‬                             ‫‪138‬‬

                             ‫يوليو ‪٢٠٢1‬‬                           ‫الغروب‬

           ‫الأشجار الذابلة‪.‬‬  ‫بحيرات لازوردية مستديرة‪،‬‬                  ‫مثل غلالة رقيقة‬
   ‫وعندما يشتد البرد‪ ،‬يغرد‬        ‫مثل نجوم سماء باهتة‪.‬‬               ‫يمتد غسق الغروب‬
                                                            ‫على البحيرة التي لا نهاية لها‬
       ‫طائر النمنمة الصغير‬   ‫لكن الآن يومض ضوء الفجر‬           ‫على الجبال والمروج لتحل‬
 ‫فوق سياج الأشجار وفوق‬                  ‫عمي ًقا في البحيرة‬
                                                                            ‫ظلمة الليل‪،‬‬
              ‫نبات البردي‪.‬‬            ‫تنسل نجمة النهار‪،‬‬          ‫يهبط من السماوات على‬
                                                  ‫تذوب‬
     ‫آه‪ ،‬كم كان جمي ًل طائر‬                                                     ‫المدينة‪،‬‬
                    ‫اللقلق‪،‬‬   ‫مثل قطعة من حلوى السكر‬
                                                                 ‫لا يسمع أي صوت عبر‬
‫كم كان هزي ًل وجمي ًل يخطو‬                        ‫أنظر‪،‬‬         ‫الأرض الواسعة‪ ،‬سوى‪:‬‬
    ‫ببطء مثل عريس متوج!‬                 ‫يبزغ فجر اليوم‬      ‫في القرية صوت صرير الباب‬
                               ‫يومض الضوء من الأعماق‬         ‫على البحيرة صمت المجداف‬
  ‫إلى جواره‪ ،‬بصدره المتألق‪،‬‬              ‫مثل تحذير الأم‬         ‫وفوق جبال «مالي ثاتي»‬
              ‫طائر الكركي‪،‬‬      ‫يظهر طائر أبيض‪ ،‬بجعة‪.‬‬
                                                                       ‫يحلق نسر حائر‬
   ‫بخطوات متناسقة‪ ،‬عينين‬        ‫نهاية الخريف‬                     ‫يتراجع قلبي الشاب إلى‬
 ‫مرفوعتين‪ ،‬يداعب عروسه!‬
                             ‫آخر طائر لقلق‪ ،‬مهيب وحيد‪،‬‬                    ‫أعماق روحي‪.‬‬
      ‫الشتاء‬                   ‫يحلق فوق الجبال الجليدية‬
                                         ‫مع بزوغ النهار‬       ‫المدينة بأكملها‪ ،‬كل الحياة‪،‬‬
    ‫من اليوم روحي متعبدة‬        ‫بعد أن نقر الباب بمنقاره‬             ‫تتراجع لعالم النوم‬
      ‫ومطرودة كل بهجتي‪.‬‬                           ‫القوي‬
                                ‫ترك عشه في رعاية الرب‬          ‫يعم الظلام أركان الأرض‬
   ‫مضى وقت طويل والثلج‬                ‫ورحل مثقل القلب‪.‬‬                          ‫الأربعة‬
                     ‫يغطي‬                                                        ‫والآن‬
                               ‫لم يعد هذا الطائر المشئوم‬
           ‫الجبال والغابات‪.‬‬      ‫يمشط الحقول المحروثة‪،‬‬           ‫ينهض الأب الأسطوري‬
                                  ‫والأخاديد التي حرثتها‬       ‫«درين» في كنيسة القديس‬
       ‫يتوالى تساقط الثلوج‬
        ‫على القرية المهجورة‬              ‫الثيران الجبلية‪،‬‬                      ‫«ناعوم»‬
        ‫مرتعدة أسفل الثلج‬     ‫لم يعد يسمع الفأر الرمادي‬          ‫ليبدأ رحلته عبر ألبانيا‪.‬‬
     ‫تنام الأرض‪ ،‬تدفن مرة‬
                                ‫يعدو مسر ًعا على الأرض‬            ‫الصباح‬
                    ‫أخرى‪.‬‬                      ‫السمراء‪،‬‬
   ‫وببطء تغوص روحي إلى‬                                       ‫مثل روح حبيسة في الصدر‬
                                 ‫وفي الأجمة القاحلة مات‬         ‫توجد البحيرة بين التلال‬
                   ‫الأرض‬                  ‫الثعبان المرقط‪.‬‬          ‫وينعكس على أعماقها‪،‬‬
      ‫وفي حداد‪ ،‬ومثل ورقة‬
                               ‫تحت الرياح الثلجية‪ ،‬ترقد‬      ‫زفير الليل‪ ،‬نف ًسا بعد نفس‪.‬‬
           ‫الشجر الساقطة‬        ‫الأرض العتيقة في صمت‪،‬‬
  ‫لا صوت يسمع لأي روح‪،‬‬                                               ‫أراقب كيف تعاني‪،‬‬
   ‫لا ناس ولا علامة للحياة‪،‬‬       ‫تهب رياح الشمال عبر‬                      ‫كيف تموت‪،‬‬
‫وفي مثل هذا السلام والهدوء‬                                                       ‫عيناها‬

    ‫أسمع صوت طائر ينوح‬
       ‫يطلق تنهيدة ضعيفة‪،‬‬
     ‫في خوف أن يترك هذه‬
                    ‫الحياة‪.‬‬
   135   136   137   138   139   140   141   142   143   144   145