Page 135 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 135

‫‪133‬‬  ‫تجديد الخطاب‬

  ‫الزمان للقرن السادس ويتحول‬                   ‫إسلام البحيرى‬            ‫على مكتبات كليات الدراسات‬
   ‫كل مكان لوادي غير ذي زرع‪.‬‬                                            ‫الإسلامية‪ ،‬بل صارت متاحة‬
   ‫بينما العلماني رأيه‪ /‬حله أكثر‬        ‫أو هدف العلمانيين سياسيًّا‬      ‫أي ًضا على «النِت»‪ .‬قام بعض‬
‫بساطة ووضوح ومواكبة للعصر‬             ‫ومجتمعيًّا‪ ،‬فأزمة زي الطلاق‬     ‫السلفيين مشكورين بطرح كل‬
    ‫وهو ببساطة أن تتبنى الدولة‬        ‫الشفوي عند الأخوة المسلمين‬        ‫كتب التراث الهامة مجا ًنا على‬
                                       ‫أو انعدام الطلاق عند الأخوة‬  ‫«النِت» ظنًا منهم أن هذا سيجعل‬
                ‫«الجواز المدني»‪.‬‬    ‫المسيحيين‪ ،‬هي قضية مجتمعية‬      ‫المسلمين يتفقهون في دينهم أكثر‬
 ‫وعلى الصعيد المسيحي هتحصل‬             ‫بامتياز‪ ..‬هكذا أرى كعلماني‬    ‫فيصيروا أكثر ور ًعا‪ ..‬ولكن كان‬
  ‫نفس الخطوات أو شبهها كتير‪،‬‬         ‫بينما يرى المتدين (تقليدي كان‬   ‫لإتاحة هذه المصادر للعامة آثار‬
                                      ‫أو ُمجدد) إنها قضية فقهية‪/‬‬         ‫عكسية حيث انكشفت عورة‬
     ‫المحسوبين على تيار التنوير‬                                         ‫التراث التي كان رجال الدين‬
   ‫والتجديد هيدوروا على مخارج‬                   ‫لاهوتية بالأساس‪.‬‬      ‫يغطونها طوال كل تلك القرون‪.‬‬
 ‫لاهوتية لأزمة الطلاق والكنيسة‬     ‫على الصعيد الإسلامي يفتح الأخ‬    ‫كل هذه المدخلات الجديدة أرخت‬
                                                                      ‫قبضت الدين على عقول البشر‬
        ‫ومن خلفها حماة الإيمان‬       ‫إسلام البحيري حقيبة التنوير‬     ‫المزنوقين في منطقتنا‪ ،‬أو بتعبير‬
     ‫هيصروا على أن لا طلاق إلا‬        ‫ليستخرج ِعدة انتقاء وتطويع‬      ‫أدق بدأت القبضة الحجرية دي‬
 ‫لعلة الزنا‪ ..‬إلخ‪ .‬وبرضك هيكون‬        ‫وجرح وتعديل نصوص الفقه‬         ‫تتشقق وتبوش وتفرول‪ ..‬نتيجة‬
 ‫رأي العلماني أن الحل في اعتماد‬    ‫ليثبت شرعية عدم الأخذ بالطلاق‬    ‫لتعرضها القوي والمفاجئ لعوامل‬
     ‫الدولة للجواز المدني كشكل‬                                        ‫«تعرية» كانت محمية منها عبر‬
     ‫وحيد للجواز الرسمي‪ ..‬مع‬            ‫الشفوي أو تعطيل العمل به‬     ‫قرون خلف درع الرقابة وسيف‬
    ‫كامل الحق لأصحاب الأديان‬        ‫(أسوة بتعطيل عمر بن الخطاب‬
    ‫والمعتقادات المختلفة في إقامة‬     ‫«المؤقت» لحد السرقة أو وقفه‬                        ‫حد الردة‪.‬‬
  ‫شعائرهم بالإشهار في الكنيسة‬        ‫«النهائي» لسهم المؤلفة قلوبهم‬    ‫بالتالي فعملية «تجديد الخطاب‬
‫على أيد قسيس أو الجامع بمعرفة‬                                           ‫الديني» مسؤولية المؤسسات‬
 ‫شيخ أو على الكورنيش بواسطة‬           ‫من المصارف الشرعية لأموال‬       ‫الدينية الحريصة على بقاء أكبر‬
                                                       ‫بيت المال)‪.‬‬    ‫قدر من مكاسبها ورجال الدين‬
                    ‫الكلاكسات‪.‬‬                                      ‫لإنقاذ لقمة عيشهم من الانقراض‬
                                          ‫من جانبه سيضرب إمام‬
   ‫القانون هو الحل‬                    ‫السرسجية غطس في مستنقع‬             ‫والمؤمنيين المهتمين بتلصيم‬
                                       ‫التراث ليستخرج كل ما يقيد‬    ‫إيمانهم المبني «غالبًا» على الوراثة‬
       ‫مختلف المشاكل والقضايا‬         ‫المرأة ويحط من شأنها ويؤكد‬    ‫عبر موائمة معتقداتهم بنت القرن‬
   ‫والأزمات‪ ،‬خاصة على مستوى‬        ‫على أن الإسلام صالح لكل زمان‬
                                       ‫ومكان بشرط أن تعود عجلة‬         ‫السادس الميلادي مع المنظومة‬
       ‫الأحوال الشخصية‪ ،‬تعود‬                                          ‫القيمية والمعرفية للقرن الواحد‬
      ‫لصراعات فقهية‪ /‬لاهوتية‬                                          ‫وعشرين‪ ..‬والمقاربة بين ثقافة‬
   ‫مستمرة منذ عشرات القرون‪..‬‬
‫بلا حل‪ ،‬من حق المؤمنين ورجال‬                                             ‫شبه جزيرة العرب وثقافات‬
   ‫الدين والمؤسسات الدينية لكل‬                                            ‫إنسانية متنوعة ومتطورة‪.‬‬
 ‫دين إنها تدور على حل أو مخرج‬
     ‫لللأزمات اللي من النوع ده‪،‬‬                                     ‫الطلاق وحتمية تحييد‬
    ‫ينجحوا‪ ..‬يفشلوا‪ ..‬دي حاجة‬                                           ‫الخطاب الديني‬
‫ترجع لهم‪ ،‬أتمنى لهم التوفيق من‬
                                                                     ‫تحييد الخطاب الديني هي مهمة‬
                      ‫كل قلبي‪.‬‬
‫الدولة‪ ،‬بمفهومها الحديث اللي يعد‬

   ‫النواة المكونة للمجتمع الدولي‪،‬‬
   130   131   132   133   134   135   136   137   138   139   140