Page 131 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 131

‫‪129‬‬  ‫تجديد الخطاب‬

 ‫أصبح هو الاعتماد وهو المستند‪،‬‬        ‫التقارب السياسي بين البلدين‪،‬‬    ‫لجنة مصحف المدينة المنورة‬
‫وكأنه تنزيل من رب العالمين‪ ،‬ولم‬          ‫في محاولة لإعادة العلاقات‬     ‫أم مصحف المنوفية؟‬

            ‫يقم على إنتاجه بشر‪.‬‬       ‫السياسية التي كانت قد ُقطعت‬         ‫المصحف المنتشر على مستوى‬
     ‫فعدت للتقرير وللجنة في أول‬     ‫ظاهر ًّيا منذ معاهدة السلام التي‬    ‫العالم الآن هو «مصحف المدينة‬
   ‫مصحف أنتجه المجمع‪ ،‬وأسماء‬                                           ‫المنورة»‪ ،‬الصادر عن مجمع الملك‬
                                       ‫وقعتها السلطات المصرية مع‬        ‫فهد بالمملكة العربية السعودية‪.‬‬
                  ‫اللجنة العلمية‪:‬‬      ‫الحكومة الإسرائيلية‪ .‬فأقامت‬
              ‫عامر السيد عثمان‬     ‫المملكة معر ًضا في أرض المعارض‬           ‫والذي تم طبع ما يقرب من‬
      ‫د‪.‬عبد العظيم علي الشناوي‬     ‫بالقاهرة‪ ،‬على ما أذكر تحت عنوان‬      ‫‪ 300‬مليون نسخة منه بأشكال‬
          ‫محمود سيبويه البدوي‬           ‫«المملكة بين اليوم والأمس»‪،‬‬      ‫وبأحجام مختلفة خلال الثلاثة‬
‫عبد الفتاح السيد عجمي المرصفي‬      ‫وكنت قد ذهبت إلى المعرض الذي‬         ‫عقود ونصف الماضية منذ بداية‬
        ‫محمود عبد الخالق جادو‬           ‫تم الإنفاق عليه ببذخ‪ ،‬عملية‬
          ‫عبد الرافع رضوان علي‬      ‫بهرجة كبيرة عن التعمير والبناء‬         ‫عمل المركز عام ‪ .1984‬حيث‬
   ‫عبد الرزاق علي إبراهيم موسى‬        ‫الذي يتم في المملكة منذ ارتفاع‬   ‫تقوم السلطات الدينية السعودية‬
    ‫عبد الحكيم عبد السلام خاطر‬        ‫أسعار البترول في السبعينيات‪،‬‬      ‫بتوزيع هذا المصحف مجا ًنا على‬
         ‫عبد العزيز محمد عثمان‬       ‫والنهضة التي تشهدها‪ .‬لكن ما‬       ‫الحجاج في موسم الحج‪ .‬فأصبح‬
     ‫عبد الله عبد الرحمن البعادي‬       ‫ظل معي من هذه المهرجانات‬
              ‫رشاد مرسي طلبة‬          ‫هو المصحف بجلدته الخضراء‬             ‫هذا المصحف‪ ،‬بحجم طباعته‬
                                                                            ‫وبمعدلات توزيعه‪ ،‬وبأناقة‬
                 ‫فرغل سيد فرج‬                     ‫وتنسيقه الجميل‪.‬‬         ‫وفخامة طبعاته‪ ،‬هو المصحف‬
             ‫عبد الله ردن البداح‬    ‫وحين نظرت في التقرير الموجود‬          ‫الأكثر تواج ًدا في العالم اليوم‪.‬‬
       ‫عبد الرحمن عبد الله عقيل‬     ‫في ختام المصحف لاحظت بعض‬           ‫فقررت أن أبدأ من هذا المصحف‬
        ‫على عبد الرحمن الحذيفي‬                                            ‫وكيف تك ّون وما هي قصته؟‬
    ‫عبد العزيز عبد الفتاح قاريء‬       ‫الأسماء المشهورة لي في اللجنة‬   ‫فعادت بي الذاكرة إلى عام ‪،1987‬‬
   ‫بحث ُت عن معلومات عن أعضاء‬             ‫العلمية‪ ،‬وكونهم مصريين‬      ‫حين تم توزيع هذا المصحف علينا‬
  ‫اللجنة التي أقرت هذا المصحف‪.‬‬                                            ‫في المدرسة‪ ،‬كهدية من «خادم‬
   ‫وأول واحد في اللجنة وأكبرهم‬      ‫متخصصين في القراءات‪ ،‬وكتبت‬          ‫الحرمين»‪ ،‬وكانت الطبعة الأولى‬
     ‫سنًّا ومقا ًما هو الشيخ عامر‬         ‫تعلي ًقا علي الأسماء‪ ،‬ومرت‬      ‫من طبعات هذا المركز‪ ،‬في ظل‬
  ‫السيد عثمان (‪.)1988 -1900‬‬
  ‫شيخ عموم المقارئ المصرية منذ‬      ‫السنون لأهتم بالمصحف وتاريخ‬                      ‫مصحف الملك فهد‬
  ‫‪ .1980‬وهو من قرية “ملامس”‬             ‫تشكله‪ ،‬وخصو ًصا في القرن‬
     ‫منيا القمح بمحافظة الشرقية‬
     ‫بمصر‪ .‬وذهب إلى السعودية‬       ‫التاسع عشر وفي القرن العشرين‪،‬‬
   ‫‪ 1984‬خصي ًصا لهذا المصحف‪.‬‬            ‫فعدت لنسختي هذه لأراجع‬
  ‫العضو الثاني‪ :‬عبد العظيم علي‬                     ‫التقرير واللجنة‪.‬‬
   ‫الشناوي (‪ ،)1991 -1911‬ولد‬
      ‫بالمطرية‪ ،‬بمحافظة الدقهلية‪،‬‬    ‫حيث إن المصحف الآخر الجديد‬
  ‫بمصر‪ .‬حصل على عالمية الأزهر‬      ‫الأزرق الكبير‪ ،‬الذي حصلت عليه‬
     ‫في النحو ‪ ،1945‬وحصل على‬
‫الأستاذية في النظام الجديد ‪،1982‬‬      ‫أمي وهي تحج منذ عدة أعوام‪،‬‬
  ‫وكان يعمل بالجامعة الإسلامية‬     ‫وأصرت أن تهديه لي لأنها تعرف‬

                                      ‫اهتمامي بالمصاحف‪ ،‬ولرغبتها‬
                                      ‫‪-‬تقريبًا‪ -‬أن يحميني المصحف‬
                                     ‫ويعصمني في حياتي ببلاد العم‬
                                     ‫سام من الشرور‪ ،‬لكنني وجدت‬
                                     ‫أن المصحف الجديد ليس به أي‬
                                      ‫تقرير في نهايته‪ ،‬وكأن المجمع‬
   126   127   128   129   130   131   132   133   134   135   136