Page 126 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 126

‫العـدد ‪31‬‬   ‫‪124‬‬

                                                    ‫يوليو ‪٢٠٢1‬‬

 ‫حكيت هذا لزوجي ونحن نجلس كأسرة وطنية‬                                             ‫صالحة ومطيعة‪.‬‬
                        ‫تشاهد قنوات الأخبار‬                 ‫بينما هناك حروب أخرى تخصني وحدي‬

                 ‫يجرحنا ما يجري في فلسطين‬                                       ‫لا تعرف عنها شيئًا‬
               ‫ولا نفعل شيئًا سوى أن نشاهد‬                                        ‫وقد ربحتها كلها‪.‬‬
‫نشاهد بيوتهم التي تعرف سكانها؛ وحين تمسك‬
                                                    ‫كنت أريد أن أخبرها في آخر مرة عن موت «عناية‬
                                       ‫ثيابهم‬                                               ‫جابر»‬
                  ‫وهم يرحلون؛ يقطعون يدها‪.‬‬
           ‫لأجل أطفالي أغير على قناة الكارتون‬                                 ‫لكنها لا تعرفها مثلي‪.‬‬
  ‫وحين يمر أمامي مشه ٌد ساخ ٌن لفتا ٍة تنام على‬           ‫ماتت عناية جابر‪ .‬عرفت ذلك من أصدقائي‬

                           ‫بطنها على الشاطئ‬                               ‫ماتت كما تموت العصافير‬
‫بينما يضع لها حبيبها كري ًما على ظهرها العاري‬                 ‫فوق عشها البعيد‪ ،‬ماتت وحيدة وهادئة‬

     ‫أراق ُب لثوا ٍن أصابع يده وهي تدلك الكتفين‬                      ‫أظن أني سأموت مثلها يا أمي‪.‬‬
                             ‫ومنتصف الظهر‬                          ‫لكن شيئًا ما في ملامحها يخبرني‬
                                                    ‫أننا في حياة ثانية سنكون صديقتين مقربتين ج ًّدا‪.‬‬
            ‫يمرر أصابعه من اليمين إلى اليسار‬
  ‫ويتوقف أحيا ًنا بأحد أصابع ِه في حرك ٍة دائري ٍة‬                  ‫(‪)9‬‬

                            ‫يل ُف معها رأسي‪.‬‬                               ‫الرجل ذو اللحية الطويلة‬
         ‫أراقب بتركي ٍز –لا أقصده‪ -‬أصابعه تتابع‬            ‫رأيته وهو يتابع خطوات المرأة التي تمشي‬
        ‫سلسلة عمودها الفقري حتي أسفل ال ّظهر‬
                                                                              ‫على الرصيف الموازي‬
           ‫وبداية مؤخرتها دون أن ينجرف أكثر‬                ‫رأيته ينظر إلى ارتفاع ثديها وفتحة جيبتها‬
‫انتبه أن زوجي والأولاد موجودون؛ فاستغفر الله‪،‬‬
                                                                            ‫التي تظهر باطن ساقها‬
                                 ‫وأغير القناة‪.‬‬            ‫ينظر ويقلب في سبحته ويستغفر الله كثي ًرا‪.‬‬
 ‫لكن المشهد يظ ُّل يط ُّل من رأسي ويخرج لي لسانه‬
   121   122   123   124   125   126   127   128   129   130   131