Page 122 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 122

‫العـدد ‪31‬‬   ‫‪120‬‬

                                                            ‫يوليو ‪٢٠٢1‬‬

 ‫‪ ..‬تعال لأنام على صدر َك العاري‪ ،‬صدر َك الدافئ‪.‬‬                   ‫أقول‪ :‬شفتاي معضوضتان ومتعبتان أي ًضا‬
                                      ‫(ص‪)611‬‬                                         ‫هل لك أن تقبلني برفق‪.‬‬
                                                                                          ‫يحك قدميه بقدمي‬
 ‫ولو تأملنا الثنائيات‪ :‬عصافير‪ /‬شجر‪ ،‬موسيقى‪/‬‬
‫شع ًرا‪ ،‬رق ًصا‪ /‬هر ًبا‪ ،‬بيو ًتا‪ /‬أس ّرة‪ ،‬نسا ًء‪ /‬أطفا ًل‪..‬‬                      ‫ويقبل أصابعي أصب ًعا أصب ًعا‬
                                                                                                ‫ويقبل عنقي‬
    ‫لأدركنا أن الأنثى المتكلمة بصدد الاعتراف بلا‬
‫انتمائها‪ ،‬حتى وإن اعترفت أخي ًرا برغبتها بالتماهي‬                              ‫وآخر نقطة عرق أسفل ظهري‬
                                                                      ‫ويضم بيديه النحيلتين ساقي إلى فخذي‬
   ‫معه‪ ،‬فإن ذلك لا يعفيها من بروز الأنا الخاصة‬
                       ‫الطامحة لتحقيق حريتها‪.‬‬                                           ‫آه يا إلهي‪( .‬ص‪)73‬‬
                                                             ‫وهنا يبدو أمر التقابل جليًّا بين‪ :‬الرغبة واللارغبة‪،‬‬
‫ويمكن أخي ًرا أن نرصد مثابة أخيرة للانعتاق وهي‬
   ‫مثابة الأمل الذي نجده مبثو ًثا في أكثر من نص‬                ‫وبين الجسد الخشن والجسد الناعم البض‪ .‬لكن‬
                                                                  ‫ذلك كلها يصب في بوتقة النشوة التي تجعل‬
‫من نصوص المجموعة بصورة ضمنية‪ ،‬لكننا نعثر‬
‫عليه واض ًحا جليًّا في نصوص أخرى كما في النص‬                    ‫المتناقضين يبدوان واح ًدا وهو ما تجسد أخي ًرا‪.‬‬
                                                               ‫ويمكن أن نعثر على الثيمة ذاتها في نصها (عناق‬
       ‫صفحة ‪ 931‬الذي افتتحته الشاعرة بقولها‪:‬‬                ‫على مقاس الحب) ص‪ ،79‬وفي نصها (أعد لي شفتي‬
               ‫كل ما أردته‪ :‬أن أمنح العالم أغنية‬
                ‫أن يقبلني على أبواب مدينتنا كلما‬                 ‫وخذ قبلتك) (ص‪ ،)011‬الذي كان ن ًّصا طاف ًحا‬
                        ‫نصبوا فخا ًخا للعصافير‬                ‫بالأنوثة‪ ،‬وكذلك في نصها (القبلات فاكهة الحب)‬
                                                             ‫(ص‪ ،)211‬وفي نص (عارية تما ًما‪ ..‬تعال وامنحني‬
      ‫وتوعدوا النساء بالزواج‪ ،‬وكانوا ح َّرا ًسا على‬
                                ‫غشاء بكارتهن‪.‬‬                                  ‫عباءتك) (ص‪ ،)611‬ونقرأ فيه‪:‬‬
                                                                           ‫جسدي الآن مستيقظ بكامل شغفه‬
    ‫وهنا نجد الشاعرة لا تتوانى في بث أملها الذي‬
  ‫يتمثل في منح العالم أغنية‪ ،‬وأن يقبلها على أبواب‬                               ‫أرتجف من مطاردة الريح لي‬
                                                                     ‫أتفجر عصافير وشج ًرا‪ ،‬موسيقى وشع ًرا‬
    ‫المدينة التي من الممكن أن تكون كناية عن عالم‬                    ‫رق ًصا وهر ًبا‪ ،‬بيو ًتا وأس َّرة‪ ،‬نسا ًء وأطفا ًل‬
    ‫الحرية التي طالما نشدته الشاعرة في نصوص‬
                                                                                ‫الشعر وحده لا يمنحني ثو ًبا‬
                           ‫المجموعة كلها تقري ًبا‬                                 ‫الحب وحده يجعلني عاري ًة‬

                                                                 ‫يقولون لا نجاة لي سوى ظ ٍّل ذكور ٍّي يمنحني‬
                                                                                                    ‫مباركته‬

                                                                          ‫هوامش‪:‬‬

                                                  ‫* د‪.‬علي حسين يوسف‪ /‬أكاديمي وكاتب من العراق‪.‬‬
                                                                                           ‫ملاحظة‪:‬‬

‫أرقام الصفحات الواردة في المتن بعد الاستشهادات الشعرية تعود إلى مجموعة الشاعرة موضوع الدراسة في‬
                                                ‫طبعتها الأولى الصادرة من (دار هن) في القاهرة ‪.1202‬‬
   117   118   119   120   121   122   123   124   125   126   127