Page 125 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 125
نون النسوة 1 2 3 وسلاح ُه المسلّط ضدهم.
ك ّل أمورهم الخفيّة التي ينكرونها؛ يخبئونها في
وشواربهم السكاكين التي تر ّقد النّساء بين أقدامهم
كالهياكل الباردة. عب ّي.
أنا س ّرهم.
()7
()5
أدخ ُن سيجارتي
وأنظ ُر من نافذتي باتجاه ال ّشارع تسأل المرأة التي أنجب ْت ظلّها ولم تقتله:
تقع عيني على بائع اللبن جال ًسا على القهوة يدخن هل قابل أح ٌد منكم ظله؟
أنظر إلى أصابعه التي تمسك ال ِّشيشة
هل عرف لونه أو بأي لغة يتح ّدث؟
إنها كاملة؛ هل قابل أحدكم ظلي ذات رغب ٍة أو ذات سخ ٍط،
فلماذا إذن كان يع ُّد أصابعه بد ًل من النقود؛
عندما أعطى لجارتي حفنة من اللّبن ،تشربها كلها ذات معصيّة أو ذات توب ٍة؟
أتعرفون ظلي؟!
وتلحس باطن كفيه؟
ولماذا بعد أن أعطته نقو ًدا من حصالة صدرها هو امرأ ٌة غجر ّية بعيني ِن واثقتي ِن تلون
حوافهما بالكح ِل الأسود ،ال ّسائب والحار،
لم َي ُعد يصب لها اللبن في الإناء،
و َيع ُّد أصابعه ،بعد كل مرة ،ويكرر الع ّد؛ تحسبًا عينان واسعتان متو ّهجتان هائجتان.
امرأة يسك ُن في شفتيها النهر بأسماك ِه
لعدم الخطأ
هل كانت جارتي تشرب أصابعه بد ًل من اللبن؟! وتماسيحه وجنياته الطيبة.
وفي شعرها الليل بغول ِه وكائناته ولونه الأسود
()8
تض ّفره ضفير ًة واحد ًة بطو ِل اللّيل
عندما تزورني أمي ك ّل جمعة وتلفه حول رأسها كالجنيّا ِت.
تفت ُح مطبخي وثلاجتي؛ لتتأكد من مخزون الطعام
جسدها تش ّع منه ال ّشمس حين تكون في العتمة،
لد َّي ويصي ُر عتم ًة حين يحالف َك الضوء.
وتراجع معي عدد الزيارات التي قم ُت بها لأقارب
()6
زوجي
ويعجبها أن صوتي لم يطلع عندما تشاجر معي علي ِك أن تخمني ما الذي أحضرته ل ِك
وأخبئه تحت ردائي ،يقول ظليّ
زوجي؛ أخبريني لا وقت لد َّي ،قل ُت
بسبب الملح الزائد في الطعام والعلاقة الحميمية.
هذه شفر ٌة ضعيها لزوج ِك تحت لسانك
ولا يهدأ لها بال حتى تقع عينيها على وهذه تفاحة خبئيها لحبيب ِك في قلب ِك.
العلامة الزرقاء في رقبتي مجنو ٌن أن َت ،قل ُت،
تطمئن أني مازل ُت أشرب اللبن من الإناء وحين سلم ُت له نفسي طواعي ًة ،وكن ُت امرأ ًة لطيف ًة
وأمسك النقود في يدي وصالح ًة؛
ولا حصالة في صدري كمعظم النساء ،التي تشرب ولم تجرح ال ّشفر ُة يده ،حين حشرها في فمي.
أصابع ال ّرجال ولم يعرف مكان التفاحة المخبئة في قلبي ،حين
ولم أخبرها طب ًعا أني أكتب ال ّشعر قضم ثديي.
كانت ستقطع رأسي. سمع ُت ظلي الذي أدار ظهره لي ،يسب الأزواج
أمي في كل مرة «تبوس» رأسي القتلة
على الحروب التي خسرتها حتى أكون زوجة