Page 121 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 121

‫نون النسوة ‪1 1 9‬‬                                            ‫الأنثوية والانعتاق من ربقة الموجودات المضايقة‪.‬‬
                                                               ‫وتتمثل الرغبة في الأنوجاد في قول الشاعرة‪:‬‬
  ‫المجموعة قد اتخذت مثل هذا الصنيع مسل ًكا دون‬                ‫الصبيّة التي كان ْت كلما سقط رمش على خدها‬
  ‫أن يتنافى ذلك مع هاجس الانفلات من وطأة ذلك‬                                                       ‫تقول‪:‬‬
   ‫الواقع‪ ،‬وأعتقد أن ذلك وحده قمين بأن يخلق لنا‬
    ‫أجواء شعرية رائقة كما هو واضح في نصوص‬                ‫متى تأخذني على حصان َك ال ّسمين‪ ،‬أ ّيها ال ّرج ُل الدب‬
                                                           ‫سأهدي َك ال ٌّسمكة الملونة في قلبي‪ ،‬وأنشر بالمنشا ِر‬
       ‫مجموعة (على الأوستراكا أن تظل خضراء)‪،‬‬                                ‫جناح ّي وأعلقهما على با ِب بيت َك‬
‫وبالعودة إلى ما وصلنا إليه من مقررات دعونا نقرأ‬             ‫«أنا لا أح ُب ال ّرجال الأصغر سنًّا؛ لأنهم مرضى‬
                                                            ‫نفسيون‪ ،‬ولا كبار ال ّسن؛ لأنهم غريبو الأطوار»‪.‬‬
                                         ‫قولها‪:‬‬                                                 ‫(ص‪)92‬‬
‫لسو ِء الح ِظ أ ّنها بعد أ ْن أصبح ْت زوجة ال ّرجل الدب‬
                                                         ‫والمفارقة التي تحصل في صياغة الحلم أننا كثي ًرا ما‬
                 ‫صار وجهه ناش ًفا ومخيفا للغاية‬           ‫نقع ضحية الواقع فنرتد خائبين إلى نقطة انطلاقنا‬
 ‫فكانت ترمم التفاصيل المتعرجة في جسده بالألوان‬            ‫الأولى‪ ،‬وهكذا نجد أن أغلب النصوص الحكائية في‬

                                        ‫الحديثة‬
                                ‫والصور العارية‬

                                              ‫‪..‬‬
                                        ‫وتردد‪:‬‬
  ‫في قلبي سمكة صغيرة ملونة‪ :‬نصبوا لها الشباك‬
‫لا تخبروا البحارة‪ :‬إن البحر في غرفتي وأن السمكة‬
        ‫التي يبحثون عنها تسبح في قلبي‪( .‬ص‪)13‬‬
    ‫والمثابة الثالثة من مثابات الانعتاق في المجموعة‬
    ‫يمكن أن يجدها القارئ بالقول المعلن الصريح‪،‬‬
 ‫فقد تخبرنا عدد من نصوص المجموعة بتلك المثابة‬
 ‫دونما مواربة أو دوران‪ ،‬ومن ثم لا يعوزنا التدليل‬
  ‫على ذلك البتة‪ ،‬ففي (طوب أخضر في وجه الريح)‬
     ‫تفتح الشاعرة نصها بقول يشي بصراحة غير‬
                                         ‫مدعاة‪:‬‬
‫سعيت لاختطاط مسارات حريتي الكاملة بينما رجل‬
                                  ‫بكفين عظيمين‬
     ‫يطفئ في الأفق كل مصابيح الطريق‪( .‬ص‪)33‬‬
    ‫ولا تفارق الصنعة الجدلية هذه الآلية الانعتاقية‬
       ‫أي ًضا‪ ،‬فكما نلاحظ أن‪ :‬السعي قابله الإطفاء‪،‬‬
     ‫والحرية قابلها المنع‪ ،‬والأنا المتكلمة قابلتها هو‬
                         ‫الرجل بكفيه العظيمتين‪.‬‬
‫وفي نص آخر لا نجد ممانعة من البوح بما يدور في‬
   ‫لحظات اللقاء‪ ،‬وكأننا أمام رغبة كاملة للانعتاق‪:‬‬
            ‫سريعا سينتهي كل شيء يا صغيرتي‬
  ‫قال الرجل بصوته الخشن وهو يتطلع إلى س ّرتي‬
                      ‫لماذا لا تقبّلين شفتي بعنف‬
               ‫وتطحنين هذا العشب الجاف عليها‬
               ‫أستلقي بهدوء بين ذراعيه المتعبتين‬
          ‫أشعر أني أنغرس في جسده حتى عظامه‬
   116   117   118   119   120   121   122   123   124   125   126