Page 117 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 117

‫نون النسوة ‪1 1 5‬‬

                                                     ‫د‪.‬علي حسين يوسف‬

                                                                       ‫(العراق)‬

‫ثمة امرأة مشغولة (دائ ًما) تحاول الانعتاق‪..‬‬
‫قراءة في «على الأوستراكا أن تظل خضراء»‬

‫امرأة تعلن أنها أنثى المتناقضات التي غالبًا ما توجه‬  ‫منذ الصفحات الأولى في مجموعة (على الأوستراكا‬
  ‫خطابها للرجل معلنة أنها ‪-‬في الوقت ذاته‪ -‬حياته‬
                                         ‫وقبره‪.‬‬          ‫أن تظل خضراء) الشعرية تضع الشاعرة سمر‬
 ‫وما تقدم يمكن أن يعد مدخ ًل صال ًحا لتتبع خيوط‬       ‫لاشين ‪-‬بوعي منها‪ -‬نفسها في مفترق طرق دف ًعا‬
                                                     ‫للظن الذي قد يتلبس القارئ ويشي له بأن الشاعرة‬
‫القضية الأساسية التي وظفت لها الشاعرة تجربتها‬
     ‫الشعرية في هذه المجموعة التي بين أيدينا‪ ،‬ولا‬        ‫تبحث عن يقين ما‪ ،‬فهي لا تكاد تجد نفسها في‬
     ‫نجافي الصواب إذا قلنا بأن تلك القضية تتمثل‬         ‫مكان حتى يدفعها دفق الوجود إلى مكان مضاد‬

‫بمطلب الإنوجاد بوصفها ذا ًتا تتطلب موض ًعا يحقق‬           ‫آخر‪ ،‬ويبدو هذا الأمر واض ًحا من خلال البناء‬
 ‫لها وجو ًدا لائ ًقا‪ ،‬لكن أيحق لنا أن نبحث عن فكرة‬   ‫المكون من ثنائيات متقابلة بوضوح لأغلب نصوص‬
     ‫عامة واحدة سعت لطرحها هذه المجموعة؟ ثم‬           ‫المجموعة‪ ،‬بل إن ذلك شكل هوية ملموسة ومميزة‬
   ‫لو سلمنا بوجود مثل تلك الفكرة بوصفها مطلبًا‬        ‫ممكن أن تعرف الشاعرة به‪ ،‬فسمر لاشين لا تريد‬
    ‫راهنيًّا؛ فهل حافظت الشاعرة سمر لاشين على‬         ‫أن تعلن هوية قارة ثابتة‪ ،‬ولا تريد أن يظن القارئ‬
 ‫هذا المطلب في النصوص كلها دون أن توقع نفسها‬
   ‫في تناقض أو تعسف؟ ثم ما الآليات اللغوية التي‬        ‫أنها تكتب الشعر بحثًا عن هوية محددة فهي منذ‬
       ‫أتبعتها الشاعرة في التعبير عن فكرتها تلك؟‬                       ‫البداية تعلن إنها في الوقت ذاته‪:‬‬
    ‫وما تقدم يمكن أن يصاغ بطريقة أخرى ليكون‬                                          ‫الجامحة‪ /‬التقية‬
    ‫السؤال عن المعنى البارز في المجموعة‪ ،‬ومن ثم‬                                   ‫المتبرجة‪ /‬الصوفية‬
   ‫سوف يترتب على ما تقدم سؤال‪ :‬ما الذي أخفاه‬                                        ‫الجميلة‪ /‬الخشنة‬
                               ‫النص بين طياته؟‬                                        ‫العذبة‪ /‬المالحة‬
                                                                                   ‫الفلاحة‪ /‬الجامعية‬
‫وعن الطرق التعبيرية المتبعة يمكن القول‪ :‬أ ُّي الطرق‬                              ‫ست البت‪ /‬الشاعرة‬
     ‫اتخذت في التعبير عن الفكرة الناظمة؟ الإعلان‬                                     ‫القريبة‪ /‬البعيدة‬
       ‫الصريح أم الإضمار والتخفي أو الجمع بين‬                              ‫الثرثارة‪ /‬الصامتة‪( .‬ص‪)7‬‬
                                      ‫الطريقين؟‬
                                                     ‫فمن خلال هذه الثنائيات يمكن لنا أن نزعم أننا إزاء‬
   112   113   114   115   116   117   118   119   120   121   122