Page 112 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 112
العـدد 31 110
يوليو ٢٠٢1
د.أحمد جار الله ياسين
(العراق)
أوستراكا “سمر لاشين” الشعرية
الرجل عليه أن لا يفتح لها إلا إذا كانت مصدر حياة نصوص سمر لاشين بوح أنثوي حر بلا
له ،وهي بتلك المواصفات المثالية تتوافر في امرأة
مهادنة مستسلمة فحسب. قيود ،تعبي ًرا عن الطبيعة النسوية بكل ما فيها من
لكن قلع تلك الصورة -التي يصر الرجل على أسرار وخيال ورغبات وعاطفة وأفكار تجاه العالم
تثبيتها بمسامير (سلطته وأعرافه وهيمنته
وعنصره المناظر لها :الرجل ،وقد وجدت لها في
الذكورية) -من الذاكرة الأنثوية يستلزم استحضار فضاء قصيدة النثر مساحة فنية مناسبة للتعبير
نقيضها ومنذ بداية الديوان ،وعبر مصاحبة لصيقة الشعري ذي النزعة السردية المكتظة بالمفارقات
للصفات السابقة بصفات تناقضها وتتصارع معها، والسخرية والمجازات والرموز والإيقاعات الداخلية.
من أجل الإعلان الصريح عن حضور امرأة أخرى وتحاول الشاعرة سمر لاشين ب ّث طمأنينة الدعوة
ليست التي يريد الخطاب الذكوري التقليدي تثبيت
إلى الخضرة الواردة بجملة العنوان في الإهداء
صورتها وصفاتها وترويجها وإقرارها وإقناع أي ًضا بإعادة النسوة إلى فضائهن البشري الآمن
النسوة ذوات الوجوه الخشبية بتبني نمطها ،وإنما الأخضر ،ومحاولة نزع المسامير (مصدر الوجع
والتثبيت) من ذاكرتهن ،بعد أن تماهى وجودهن
هي امرأة جديدة ،امرأة المتناقضات التي تحمل
إلى جنب الصفات السابقة صفات أخرى فهي: (بعلامات الوجه والذاكرة) مع الخشب حتى
الجامحة ،المتبرجة ،الخشنة ،المالحة ،الجامعية، تقبلن التشبه به وبالوجع المستمر في حياتهن
الشاعرة ،البعيدة ،الثرثارة ،وهي التي ربما لن بسبب حضور هذا الرمز الذكوري (المسامير)
تكون بصفاتها الجديدة مصدر حياة للرجل ،وإنما في المحسوس الجمالي للمرأة (الوجه) والمعنوي
ستكون بتناقضاتها الحادة مصدر غياب صورة (الذاكرة) ..الذي يريد تثبيت صورتها في الحياة
الفحل التي ينتظر رسمها أغلب الرجال بيد امرأة بمنظور واحد ما ،حدده لها الرجل النمطي فحسب،
نمطية وفق مقاييس الثقافة الذكورية المتسلطة.. ينطلق من رؤية مثالية للأنثى بوصفها كما جاء في
غيا ٌب تعبر عنه رمز ًّيا الجملة الخبرية (أنا قبرك) الإهداء :التقية ،الصوفية ،الجميلة ،العذبة ،الفلاحة،
ست البيت ،القريبة ،الصامتة ،وعندما تطرق باب