Page 114 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 114

‫العـدد ‪31‬‬   ‫‪112‬‬

                                                     ‫يوليو ‪٢٠٢1‬‬

  ‫والعاطفة ودخلت منطقة نفسية حرجة أقرب إلى‬                     ‫لا يسمحون لي بالرقص مع رجل غريب‬
 ‫المازوخية التي تتلذذ منتصرة بانكسار الأخريات‬           ‫لتصل في خاتمة النص إلى نتيجة مفادها تساؤل‬
 ‫وعذابهن‪ ،‬كما في هذه الصورة السوريالية المرعبة‬
 ‫للمتلقي‪ ،‬والعادية ج ًّدا بالنسبة لأي امرأة طبيعتها‬                 ‫صعب وحرج تكون الوحدة إجابته‪:‬‬
‫الأنثوية لا تقبل سوى احتكار الحبيب وحدها دون‬                     ‫ماذا أفعل لأخرجهم جمي ًعا من غرفتي‬

    ‫الأخريات حتى لو اضطرت إلى قتلهن بالخيال‬                                            ‫وأغني وحدي‬
                                     ‫الشعري‪:‬‬                                  ‫أغني في غرفة تتسع لي‪،‬‬

           ‫ما أضعف أن تكافح امرأة رج ًل نحي ًل‬                                                ‫وأغنية‬
                                 ‫برجولة طاغية‬                    ‫وحبيب خارجها ينتظر أن أرقص معه‬

                          ‫يقول بصوته الخشن‪:‬‬                                          ‫فأرقص وحدي‪.‬‬
           ‫سينتهي كل شيء سري ًعا يا صغيرتي‬                  ‫وتتجلى المرأة الوحيدة بهيئة صخرة في نص‬
  ‫بينما يقصف ببلطته رؤوس النساء اللائي يقفن‬           ‫(طوب أخضر في وجه الريح)‪ ،‬عاجزة عن الرقص‬
                                                        ‫مع (رجل يعني موسيقى وشع ًرا ورق ًصا ونه ًرا‬
                                   ‫وراء رغبتها‬         ‫مسكو ًنا بالحب)‪ ،‬في مقابل امرأة أشبه بـ(صخرة‬

                                                                                            ‫وحيدة)‪.‬‬
                                                       ‫الشاعرة تريد أحيا ًنا أن تقدم نصو ًصا عن (امرأة‬
                                                     ‫عادية‪ ..‬عادية ج ًّدا) تحت ضغوط العادات والتقاليد‪،‬‬
                                                       ‫كما في أنموذج النص الذي يحمل الجملة السابقة‬

                                                        ‫عنوا ًنا له‪ ،‬وتكون فيه المرأة رم ًزا للمدينة نفسها‬
                                                      ‫التي تتسم بكونها عادية اي ًضا‪ ،‬ينقصها مثل المرأة‬
                                                     ‫بطلة النص لمسات جمالية تغير مظهرها وجوهرها‪،‬‬
                                                     ‫لأنها امرأة عادية مث ًل (لا تحب الفساتين القصيرة‪،‬‬
                                                     ‫ولا تضع مساحيق التجميل إلا ناد ًرا‪ ،‬والتي تتحدث‬

                                                           ‫معك في كل شيء إلا الحب‪ ،‬ولا تبوح لرجلها‬
                                                         ‫برغباتها وأحلامها لأنها مقتنعة أن الكتمان أمر‬
                                                        ‫طبيعي بالنسبة لامرأة عادية)‪ ،‬إنها مثل مدينتها‬
                                                     ‫العادية التي تكثر فيها المقابر بدل البيوت‪ ،‬والصبار‬
                                                     ‫بدل الأزهار‪ ،‬ولا تحب الأغاني والرقص‪ ،‬ولا تسمح‬
                                                        ‫للنساء بالضحك بصو ٍت عا ٍل‪ ..‬إنها مدينة تعاني‬
                                                        ‫الاختناق رمز ًّيا بدليل أنها لا تؤمن بغير الأزرق‬

                                                                         ‫لو ًنا للحياة وتتجاهل ما عداه‪:‬‬
                                                       ‫(مدينتنا ينقصها أن تؤمن أن هناك ألوانا عديدة‪/‬‬

                                                                            ‫بالحياة غير اللون الازرق)‬
                                                        ‫سمر لاشين لا تقدم نصو ًصا مغايرة عن طبيعة‬
                                                       ‫المرأة‪ ،‬كما هي ببدائية رغباتها الفطرية‪ ،‬أو تحاول‬
                                                       ‫أن تجعلها ترتدي قنا ًعا غير قناعها بوصفها تبقى‬
                                                         ‫أنثى لها عواطفها ورغباتها ونزواتها‪ ،‬حسناتها‬
                                                      ‫وسيئاتها‪ ،‬تقدمها بنزعة نسوية جريئة مهما كانت‬
                                                        ‫درجة رغبتها في التواصل مع الرجل في حكايات‬

                                                           ‫النصوص حتى لو تجاوزت الرغبة حد العقل‬
   109   110   111   112   113   114   115   116   117   118   119