Page 115 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 115

‫نون النسوة ‪1 1 3‬‬                                                      ‫ويعلقهن جمي ًعا في هواء غرفته‬
                                                   ‫ومثلما المرأة بدائية بمشاعر حبها وغيرتها وكيدها‪،‬‬
  ‫أبطال نصوص سمر لاشين ساخرة منه (النساء‬
‫خلقن‪ /‬وفي رقبتهن حبل‪ /‬يشده أب أو أخ أو زوج‬                 ‫فإن الرجل كذلك يظهر بدائيًّا في ندائها له‪:‬‬
                                                                                 ‫أيها الرجل البدائي‬
   ‫أو ابن) أو معجبة به (متى تأخذني على حصانك‬
 ‫الجميل أيها الرجل الد ّب)‪ ،‬لكن من دون النظر إليه‬         ‫لا أريد أن أتحدث بعد اليوم عن ثمالة القبل‬
                                                                                        ‫من فضلك‬
    ‫بوصفه أنموذ ًجا معيبًا‪ ،‬لأننا هنا أمام نصوص‬
     ‫شعرية وليست نصو ًصا اجتماعية أو أخلاقية‬                               ‫أعد لي شفتي وخذ قبلتك‬
                                                                                      ‫وتقول أي ًضا‪:‬‬
           ‫تستدعي الحكم والتقييم لهذا الانموذج‪:‬‬
                ‫كل امرأة تحتاج أن تنضج على يد‬                  ‫مرورك كان عسكر ًّيا قاسيًا وملمو ًسا‪.‬‬
                                     ‫رجل قاس‬       ‫ولعل أنموذج الرجل الخشن والقاسي والبدائي هو‬
                      ‫رجل ينفخ الغبار في عينيها‬
                             ‫فلا تشعر أنها غبية‬       ‫من رواسب المرجعية الثقافية الفلاحية وأدبياتها‬
                    ‫حين تلقي كل محصول قلبها‬             ‫التي تشبعت بها الذاكرة الأنثوية العربية عامة‬
                                   ‫في طاحونته‪.‬‬
                                                   ‫والمصرية خاصة‪ ،‬وهذا الأنموذج تتسلل ملامحه في‬
  ‫وفي صورة أخرى ترسم القصيدة حضور الآخر‬
 ‫في تجربة النص العاطفية بخطوط خشنة ج ًّدا فهو‪:‬‬

                   ‫الوحش ينام معي على السرير‬
                            ‫يشبه حيوا ًنا ضخ ًما‬

                   ‫أنفاسه حارة ولها صوت عال‬
  ‫هذه الصور وغيرها بحق الرجل هي التي‬
   110   111   112   113   114   115   116   117   118   119   120