Page 259 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 259

‫‪257‬‬             ‫ثقافات وفنون‬

                ‫سينما‬

‫ريتشارد كورتيس‬  ‫روجر ميشيل‬                 ‫استوعب إجابة وليام ثاكر‪.‬‬      ‫الهوليوودي‪ ،‬أو بين كتابة الدراما‬
                                             ‫يقول الإنجليزي‪ :‬حسنًا‪،‬‬           ‫البريطانية الثقيلة‪ ،‬وبين خفة‬
 ‫توبول‪ .‬يدافع مارتن بأن رينجو‬               ‫ثم يسأل عن أعمال جون‬
‫ستار كان بعي ًدا عنه‪ .‬يقول وليام‬                                            ‫الإخراج الأمريكي التجاري‪ .‬في‬
‫ثاكر‪ :‬إذن من الممكن أن يكون َم ْن‬         ‫جريشام‪ ،‬فيقول وليام ثاكر‬          ‫الفيلم هناك تشهير هوليوودي‬
                                              ‫بأن هذه أي ًضا روايات‪.‬‬     ‫واضح‪ ،‬بثقل دم الإنجليز‪ ،‬وعسر‬
   ‫رأيته‪ ،‬ليس رينجو ستار‪ .‬يرد‬                  ‫يصمت الإنجليزي مرة‬         ‫هضمهم في فهم النكتة‪ ،‬ومع ذلك‬
 ‫مارتن بجدية وتأنق‪ :‬أعتقد ذلك!‬               ‫ثانية‪ ،‬ويقول‪ :‬حسنًا‪ ،‬ثم‬        ‫تشعر هوليوود بالدونية دائ ًما‬
                                             ‫يسأل عن «ويني ذا بو»‪،‬‬           ‫أمام الدراما الإنجليزية‪ُ .‬تبادر‬
   ‫قسوة الدراماتورجي المحترف‬                  ‫شخصية الدب الخيالية‪،‬‬           ‫آنا سكوت بتقبيل وليام ثاكر‬
 ‫ريتشارد كورتيس غير محدودة‬                                                 ‫دون كلمات‪ .‬يضرب وليام ثاكر‬
  ‫في فيلم «نوتينج هيل»‪ ،‬مع أنها‬            ‫الكرتونية‪ ،‬التي كتبها آلان‬    ‫ضربته المرحة‪ ،‬الثقيلة‪ ،‬ويقول لآنا‬
 ‫قسوة فنيَّة‪ ،‬فهو لا يحرم مارتن‬                ‫ألكسندر ميلن‪ .‬باتفاق‬       ‫سكوت‪ ،‬بأنه كان يريد أن يعتذر‬
                                                ‫ضمني‪ ،‬بين هوليوود‬           ‫عن التعبير الكارثي «سوريالي‬
   ‫فقط من مجرد الرؤية العابرة‬
   ‫لنجم الروك رينجو ستار‪ ،‬بل‬               ‫وريتشارد كورتيس‪ ،‬أشهر‬                            ‫لكنه لطيف»‪.‬‬
                                            ‫كتَّاب الدراما البريطانيين‪.‬‬    ‫كنا نعلم بحسب ميلان كونديرا‬
     ‫يفتح آفاق الفشل الكوميدي‬                                            ‫أن الثقل والخفة لا يلتقيان‪ ،‬إلا أن‬
  ‫المُر في عقول المشاهدين للفيلم‪،‬‬             ‫ُتنصب في فيلم «نوتينج‬       ‫السيناريست ريتشارد كورتيس‪،‬‬
  ‫بحيث أن أحدهم يتخيل ملص ًقا‬                 ‫هيل»‪ ،‬فخاخ الكوميديا‪،‬‬
  ‫كبي ًرا على أحد الجدران‪ ،‬بتوقيع‬              ‫لردود أفعال الإنجليز‪،‬‬          ‫له قول آخر‪ .‬الخفيف يتصيد‬
   ‫بانكسي‪ ،‬لرينجو ستار وبول‬                                               ‫الثقيل‪ .‬اللطف صائد السوريالية‪.‬‬
 ‫مكارتني‪ ،‬بينما يقف مارتن أمام‬                     ‫المتأخرة‪ ،‬الكارثية‪،‬‬    ‫تقبل آنا سكوت اعتذار وليام عن‬
‫الملصق العملاق حالمًا‪ ،‬معتق ًدا‪ ،‬أن‬     ‫والناتجة ليس فقط عن انعدام‬        ‫تعبيره الكارثي‪ ،‬وترى أن تقديم‬
 ‫بانكسي وضع شخ ًصا مجهو ًل‬                ‫سرعة البديهة‪ ،‬بل أي ًضا عن‬      ‫حبات المشمش المنقوع في العسل‬
  ‫مع النجم بول مكارتني‪ ،‬أي أن‬         ‫إهمال‪ ،‬وكسل‪ ،‬ولا مبالاة‪ ،‬وثقة‬
‫مارتن نفسه كان من الممكن له أن‬         ‫استعمارية غائرة‪ ،‬بأنهم أسياد‬        ‫قبل القبلة‪ ،‬كان أشد كارثية‪ ،‬أو‬
                                        ‫العا َل‪ .‬تراود وليام ثاكر فكرة‬      ‫كان أشد جاذبية‪ .‬شرح وليام‪،‬‬
                                     ‫أن يبوح‪ ،‬لمساعده مارتن‪ ،‬بزيارة‬          ‫وهو ُيق ِّدم لآنا حبات المشمش‬

                                           ‫الممثلة الشهيرة آنا سكوت‪،‬‬           ‫المنقوع في العسل‪ ،‬بأن طعم‬
                                        ‫لمكتبته الصغيرة‪ ،‬لكنه يتراجع‬      ‫العسل أزاح تما ًما طعم المشمش‪.‬‬

                                          ‫في النهاية‪ ،‬لأن مارتن يبوح‬          ‫تع َّجب وليام من محل إعراب‬
                                     ‫لوليام‪ ،‬بأنه شاهد مر ًة في شارع‬       ‫المشمش‪ ،‬وقال‪ :‬إذا كن ِت تريدين‬
                                      ‫كينسينجتون‪ ،‬الموسيقي والمغني‬          ‫العسل‪ ،‬فلما لا تشترين العسل‬
                                     ‫البريطاني الشهير‪ ،‬وعازف درامز‬
                                                                                                ‫مباشر ًة؟‬
                                         ‫البيتلز في الستينيات‪ ،‬رينجو‬        ‫في مكتبة وليام ثاكر الصغيرة‪،‬‬
                                      ‫ستار‪ .‬قال مارتن‪ :‬أعتقد أنه هو‪،‬‬
                                       ‫أو ربما كان «عازف الكمان على‬             ‫المتخصصة في كتب السفر‬
                                     ‫السطح» لـ»توبي»‪ .‬يصحح وليام‬               ‫والرحلات‪ ،‬يدخل إنجليزي‪،‬‬
                                     ‫ثاكر لمارتن‪ :‬تقصد توبول‪ .‬الفيلم‬      ‫ويسأل بوقار عن أعمال تشارلز‬
                                                                              ‫ديكنز‪ .‬يرد عليه وليام ثاكر‪،‬‬
                                          ‫الموسيقي الكوميدي «عازف‬           ‫بأنهم يبيعون فقط كتب السفر‬
                                     ‫الكمان على السطح» ‪ ،1971‬بطولة‬            ‫والرحلات‪ ،‬وليس الروايات‪.‬‬
                                                                           ‫يصمت الإنجليزي قلي ًل‪ ،‬وكأنه‬
                                       ‫حاييم توبول‪ .‬يقول وليام ثاكر‬
                                     ‫لمارتن‪ :‬لكن رينجو ستار لا يشبه‬
   254   255   256   257   258   259   260   261   262   263   264