Page 254 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 254

‫العـدد ‪31‬‬   ‫‪252‬‬

                                     ‫يوليو ‪٢٠٢1‬‬

  ‫لديه قدر من الحرية‪ ،‬وقادر على‬
  ‫تحرير نفسه نسبيًّا‪ .‬إنه يحاول‬
 ‫قدر الإمكان أن يعتمد على نفسه‬
    ‫أي ًضا‪ .‬وهو يعرف كيف يقول‬
   ‫كلمة «لا»‪ ،‬ويناور ويبحث عن‬
‫أخف الأضرار‪ ،‬لكي يكتسب المزيد‬
  ‫من الأرض والخبرة‪ ،‬ويستطيع‬
‫أن ينتقل من منطقة الرفض بقول‬

    ‫«لا» إلى منطقة «لا‪ ،‬أنا أريد»‪.‬‬
     ‫عندما رفضت «يارا» الشيء‬
 ‫الذي اشتراه لها «شامبا»‪ ،‬سواء‬
    ‫فعلت ذلك باستعلاء أو بدون‬
   ‫استعلاء‪ ،‬هذا كان مه ًّما للغاية‪.‬‬
 ‫فما هي علاقة شامبا بها أص ًل؟!‬
  ‫هناك أي ًضا فرق بين أن يدعوك‬
   ‫أحد ويقول لك إنه يدعوك وأنه‬
  ‫سيتحمل نفقة الدعوة‪ ،‬وبين أن‬
‫يضعك أمام الأمر الواقع ويورطك‬
     ‫حتى لو كان ضميره خال ًصا‬
    ‫ونواياه طيبة‪ .‬إننا نتحدث عن‬
   ‫مساحات الحرية‪ ،‬والاستئذان‪،‬‬
     ‫وعدم الوقوع في فخ «هاوقع‬
  ‫له رمشين وآخد اللي أنا عايزاه‬
   ‫وبعدين اقلبه»!!! إن «يارا» هنا‬
      ‫موقفها مهم للغاية ويعكس‬
     ‫رؤية وسلوكيات وتصرفات‬
   ‫جيل‪ ،‬إنها قادرة على قول «لا»‪،‬‬
     ‫وخصو ًصا عندما يتم فرض‬
    ‫الأمر عليها‪ ،‬أو حتى يبدو أن‬
  ‫الأمر فرض عليها‪ .‬أما موضوع‬
‫زياد‪ ،‬فهو معقد ومركب‪ ،‬لكنه مع‬
    ‫ذلك يتصرف بحرية وبمرونة‬
 ‫ومتجاوب ولديه قدر من الحدس‬
    ‫والمشاعر والأحاسيس المثقفة‪،‬‬
 ‫وهذه كلها بذور جيدة‪ ،‬ومختلفة‬
    ‫تما ًما عن تلك «الخرابة» التي‬
    ‫أنتجت كل القمامة الأخرى في‬
    ‫المسلسل‪ .‬أما «سارة» و»منة»‬
   ‫فأقدارهما مختلفة‪ .‬وكل منهما‬
   249   250   251   252   253   254   255   256   257   258   259