Page 252 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 252
العـدد 31 250
يوليو ٢٠٢1
والذرة والصواريخ الباليستية بصدد قراءة للعمل الفني بداية وتبشر بأن ميكانيكا الكم لم
والدراما الإغريقية والوعظ الديني من الاسم نفسه .ومع ذلك فاسم تلعب دورها فقط في تطوير
« َه َنا» هو الأشمل والأعم والأكثر العلوم والتقنيات الرفيعة ،بل
والأخلاقي ،مع أنهم لو صمتوا مباشرة وذكاء ،والذي يمثل صلب وأي ًضا لعبت وستلعب دو ًرا
قلي ًل ووفروا جهدهم وطاقتهم خ َّل ًقا في الدراما .وطب ًعا فيزياء
«حدوتة» المسلسل .وهو دراميًّا الكم أصلحت الكثير من المفاهيم
لأداء أدوارهم بمهنية ودقة أفضل بكثير من «نيوتن» ومن في الفيزياء الكلاسيكية ،وركنت
وإدراك ،لكان من الأفضل لهم «لعبة نيوتن» التي لم نرها ولم بعضها على الرف ،وانتصرت
نشعر بها ولا علاقة لها أص ًل لأخرى واستعانت بها حتى وقفت
وللمشاهدين وللعمل الفني. بأحداث المسلسل .إن اسم « َه َنا» على قدميها ،وبعد ذلك ركنتها
الغريب ،أنهم كلهم يتعمقون أفضل بكثير من الإبهار المتواضع إلى جانب زملائها من القوانين
ويتقعرون ويتنطع كل واحد منهم للغاية بتلك الكرات التي تتحرك
لشرح دوره وأبعاد هذا الدور وتتماس وتخبط بعضها البعض، الكلاسيكية.
التاريخية والميثيولوجية والدرامية وتخبط رؤوسنا معها .إنه اسم له هناك الكثير من الأبحاث
والإنسانية والأخلاقية والدينية، موسيقاه ،وله وقعه على المشاهد. والدراسات التي تتعرض لتلك
مع أن كل هذا الشرح والتفسير الفكرة الأخرى ،هي أن العمل العناصر الجديدة التي أضيفت
يجب أن يفهمه المشاهد من خلال إلى نظرية الدراما ،أو بالأحرى
التمثيل وأداء الدور بمهنية وإبداع الفني في كثير من الأحيان نظريات الدراما .وبطبيعة الحال،
يكون جي ًدا بدرجات مقبولة. فإن تعدد نظريات الدراما يعود
وفهم وإدراك. ولكن تعمق المخرج وتقعره الفضل فيه إلى فيزياء الكم
إن مسلسل «لعبة نيوتن» حتى في الشرح والتفسير ،يفسد ومفاهيمها وعوالمها المتعددة
نهاية الحلقة الرابعة والعشرين كل شيء .فالمخرج يجب أن والموازية والافتراضية .وفي
هو مسلسل عن «التربية السيئة» يستخدم كل طاقاته وخبراته الحقيقة أي ًضا ،ولأن الغرب
وتهويماته وضلالاته وخيالاته هو الأكثر تطو ًرا ،والأكثر
و»التربية الخاطئة» و»غياب وخياله وأحلامه في العمل مع تقد ًما ،والأكثر توطينًا للعلوم
الدولة» و»ضيق الأفق» ..كل الممثلين ومع الكاميرات ومع والابتكارات بسرعة وعلى الفور،
بقية فريق العمل في اللوكيشن فإن تطبيقات نظريات الدراما
أحداث المسلسل هي نتائج وخارج اللوكيشن ،وليس في بعناصرها الجديدة الإضافية في
مباشرة للعناصر الأربعة وسائل الإعلام ومع الصحفيين السينما والمسرح كانت سبَّاقة
المذكورة .وقد يكون الشاب والإعلاميين من ذوي الرؤى في الغرب .وكانت فنون المسرح
«زياد» ،والفتاة الصغيرة «يارا» والتفكير المتواضعين .أولئك الذين والسينما أكثر وأسرع تطو ًرا،
أخت البطلة ،و»سارة» زوجة يقولون أي كلام ويسألون أسئلة وكانت أي ًضا سبَّاقة في الغرب.
مؤنس ،و»منة» أخت مؤنس، غبية وحمقاء .لا يجب أن يهدر في كل الأحوال ،نحن لا نستطيع
هم الشخصيات الأكثر اتسا ًقا المخرج طاقته في شرح وتفسير أن نحاسب أو نعاقب أو نحاكم
مع أنفسها ،والشخصيات التي العمل الفني لأن ذلك ببساطة المخرج أو الممثلين على اسم
تمنحنا الأمل بإمكانية الشروع في ضد منطق الفن عمو ًما ،وضد المسلسل .لأن الحساب والعقاب
بدايات جديدة بعد دفن كل هؤلاء العمل الفني على وجه الخصوص. والمحاكمات ليست من وظيفة
الموتى والمرضى الذين يتحركون وهذا الأمر يخص أي ًضا الممثلين، الناقد ولا حتى المشاهد ،وإنما
وبالذات نجوم الصف الأول هي أمور تتعلق بجهات تنفيذ
في المسلسل. المهووسين بالشهرة وبإعطاء القانون والشرطة والقضاء .نحن
إن “سارة» خاضعة لذكورية انطباع بأنهم يفهمون في الفضاء
زوجها «مؤنس» عن طريق الدين
والعادات والتقاليد والأعراف،
وليس بسبب ذكوريته مباشرة.
هذا لأن سارة نصف مصرية
ونصف أمريكية ولا تعيش في