Page 251 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021

‫‪249‬‬ ‫ثقافات وفنون‬

‫دراما‬

‫وجمل ما عن مسلسل يسمى‬ ‫لا شك أن‬ ‫والرياضية‬
‫بهذا الاسم‪ ..‬والطبيعي أن ُت ْب َنى‬ ‫المسرح كـ»أب»‬ ‫المدفونة في تفسير «الماء بالماء»‪،‬‬
‫الأعمال الدرامية بقوانين الدراما‬ ‫ويتعمقوا لدرجة أنه لو كان نيوتن‬
‫وليس بقوانين صناعة السجاد‬ ‫للدراما يعتمد‬ ‫حيًّا يرزق لفكر مائة ألف مرة في‬
‫على قوانين‬ ‫الإفصاح ليس فقط عن قوانينه‪،‬‬
‫مث ًل‪.‬‬ ‫بل وأي ًضا الكشف عن علاقته‬
‫إن حقيقة وواقع علاقة قوانين‬ ‫الحركة والفعل‬
‫نيوتن بالحركة وبردود الأفعال‪،‬‬ ‫ورد الفعل‪ ،‬لأن‬ ‫بالفيزياء وبالعلم أص ًل‪.‬‬
‫هذه هي الدراما‪.‬‬ ‫إن قوانين نيوتن الكلاسيكية‬
‫لا يمكن أن تكون مبر ًرا لأي‬ ‫وللعلم‪ ،‬المسرح‬ ‫ظلت تلعب دو ًرا مه ًّما في العديد‬
‫«هراء» من قبيل «ليه لأ يعني ما‬ ‫من العلوم والفنون حتى بداية‬
‫نسميش أي عمل باسم قوانين‬ ‫موجود قبل‬ ‫القرن العشرين تقريبًا‪ ،‬وإلى أن‬
‫نيوتين؟!»‪ ،‬أو «باسم َعا َل نيوتن»‬ ‫السير إسحق‬ ‫استطاع الرعيل الأول لمكانيا‬
‫أو «باسم تداعيات نيوتن»‪ ..‬وإذا‬ ‫نيوتن‪ .‬وكان‬ ‫الكم‪ ،‬وعلى رأسهم هيزنبيرج‪،‬‬
‫تتبعنا هذا المنطق‪ ،‬فسوف نقدم‬ ‫يعتمد على نفس‬ ‫في إقرار العالم الجديد وفتحه‬
‫قوانين الحركة‬ ‫بقوانين فيزياء الكم‪ ،‬وت َّوج هذا‬
‫في رمضان أو شعبان المقبلين‬ ‫والفعل ورد‬ ‫العالم السيد أينشتاين بنظريتيه‬
‫مسلس ًل خرافيًّا باسم «لعبة‬ ‫النسبيتين العامة والخاصة‪ ،‬وتلاه‬
‫هرتز» لنتحدث فيه عن موجات‬ ‫الفعل‪ .‬وإذا‬ ‫كل العلماء والتلاميذ الذين عملوا‬
‫الدراما واهتزازات الأفق الدرامي‬ ‫حاولنا أن نكون‬
‫في العلاقات بين الأبطال من جهة‪،‬‬ ‫في هذا المجال‪.‬‬
‫وبين الأبطال والواقع من جهة‬ ‫أنا ًسا طيبين‬
‫أخرى‪ ،‬عبر الشخصيات المهتزة‬ ‫وصالحين‪،‬‬
‫على سبيل المثال‪ .‬ومن المؤكد أننا‬
‫لو تحدثنا أي ًضا عن طاقة الممثل‪،‬‬ ‫سندرك على الفور‬
‫لأن الممثل لديه طاقة والطاقة‬ ‫أن الحركة والفعل ورد‬
‫تنتقل من كذا لكيت‪ ،‬وعن الطاقة‬ ‫الفعل موجودة قبل وجود‬
‫وعلاقاتها بمنظومة العلاقات‬ ‫المسرح نفسه‪ .‬فعن أي شيء‬
‫الاجتماعية للأبطال‪ ،‬فمن الممكن‬ ‫نتحدث‪ ،‬وأي شيء نبرر؟! هل‬

‫أن نقدم عم ًل باسم «لعبة‬ ‫فع ًل نفسر «الماء بالماء»؟ هل هي‬
‫أينشتاين وماركس مث ًل» على‬ ‫فع ًل «رقاصة وبترقص»؟!‬
‫اعتبار أن هناك علاقات اجتماعية‬
‫ما بين البطل ووالدته أو طليقة‬ ‫إن قوانين نيوتن من المفروض‬
‫والد البطل مع رئيسه في الشغل‪..‬‬ ‫أن تنطبق على الدراما بشكل عام‬
‫أعتقد أن الخيال يتسع لأكثر‬
‫من ذلك‪ ،‬وأن التعمق والتقعر قد‬ ‫وليس على عمل درامي بعينه‪،‬‬
‫يفسدان الطبخة بسبب قليل من‬ ‫لأننا عندما ُن ْق ِصر تفسيرات‬
‫«النيوتنيين الجدد في التلفزيونات‬
‫الملح‪.‬‬ ‫والمسلسلات المصرية»‪ ،‬عبر‬
‫وأخي ًرا‪ ،‬حتى نظريات الدراما‬ ‫قوانين نيوتن الثلاثة‪ ،‬على هذا‬
‫تطورت‪ ،‬عمليًّا‪ ،‬منذ ستينيات‬ ‫العمل تحدي ًدا (لعبة نيوتن)‪،‬‬
‫وسبعينيات القرن العشرين‪،‬‬ ‫ننزع عن الأعمال الأخرى صفة‬
‫الدراما‪ .‬وإذا لاحظنا جي ًدا‪ ،‬سنجد‬
‫ودخلت إليها عناصر تشير‬ ‫أنهم يتحدثون عن قوانين الدراما‬
‫بشكل عام وليس بالضبط عن‬
‫مسلسل اسمه «لعبة نيوتن»‪،‬‬
‫حتى وإن كانت هناك كلمات‬