Page 257 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 257
255 ثقافات وفنون
دراما
والانتهازية والأخلاق المزيفة من أن مؤنس يتعطر ،وعلى بالمجتمع وعلاقة المجتمع بها.
والإحساس بالدونية والجهل الكمودينو المجاور للسرير يظهر فهي التي تسافر وتخرق القانون،
والاستكبار وتضخم الذات. وتدين أمريكا لأنها تريد أن تنفذ
مزيل العرق .يمكننا أن نعرف القانون .هذا على الرغم من وجود
«مؤنس» و»بدر» جديران أنها أشاحت بوجهها وسدت
بمقالات منفردة من حيث الأداء أنفها لا لأن رائحته غير جيدة، مساحات فساد لا بأس بها في
والتمثيل وقدرة الممثلين الاثنين ولكن لأنها لا تطيق أن يلمس أمريكا نفسها .إنها تدين أمريكا،
جسدها (ضرورة درامية أي ًضا لما
على أداء وفهم دوريهما ،ومن سيأتي) ،ولكنها هي التي ذهبت وهي التي هربت إلى أمريكا
حيث البناء الدرامي للشخصيتين إليه ،وهي التي وافقت على الزواج وانتهكت القانون.
منه ،وهي التي كتبت ابنها ،وابن
كشخصيتين رئيسيتين .أما رجل آخر ،باسمه وووووو.. “هنا» شخصية مريضة ومهزوزة
محاولات جر المسلسل على وسيئة التربية ،لأنها من تلك
أرضية الدين والصراع مع وأشياء كثيرة. النوعية التي يقول أصحابها
أمريكا ،فالمسألة لا علاقة لها إننا هنا أمام تصرفات قد يكون
بالدين أو التدين والإخوان ومصر الكثير منها مشاب ًها لما يحدث في «اتدلعي عليه شوية ،وخدي اللي
وأمريكا والكلام الفارغ الذي الواقع ،والبعض الآخر منها قد إنتي عايزاه وبعدين اقلبيه» ،أو
يحاولون جر هذا المسلسل المهم يكون امتدا ًدا لما يحدث في الواقع. «استخدمي دموعك لاستدرار
نحوه .المسألة أعمق من الدين
والتدين والقشور السطحية ولكن سوء التربية واضح، العطف والتجييش من أجل
التي تهم المشاهد العادي الذي وأخطاء التربية واضحة للغاية، هدف ما» .قد لا تعي «هنا» ذلك،
يتتبع تطور الأحداث والأكشن سواء لدى «هنا» أو «حازم» أو ولكنها امتداد لهذا التفكير .إنها
والتشويق ،ويخضع كالمن َّوم أسرهم جمي ًعا .وعلينا أن نفهم
مغناطيسيًّا لكلمة «إسقاطات» أن «سوء التربية» هنا لا يقتصر في الحلقة الرابعة والعشرين
المضحكة التي يتم استخدامها تذهب إلى «مؤنس» في غرفة نومه
بشكل مضحك وبائس في آن م ًعا. فقط على الجانب الأخلاقي
هذا المسلسل مصري حتى النخاع التربوي ،بل يمتد إلى علاقة الدولة وتخلع ثيابها لتبقى بقميص
ويحتاج إلى تأ ٍّن في النظر إليه بالمجتمع من جهة ،وعلاقة الدول مكشوف .ولكنها ترفض أن
يقبلها .ثم تشيح عنه وهي تسد
والتعامل معه والمجتمع كل على حدة بالأفراد أنفها! إنها لم تتعلم حتى أن
رجا ًل ونسا ًء .إننا في دائرة مغلقة تدير هذه اللحظة الغريبة التي لا
يمكن التعامل فيها بهذا الشكل
من العطن والرداءة والتخلف حتى لو كان مؤنس قد خرج من
أي «بكابورت» للتو ،على الرغم