Page 184 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 184

‫العـدد ‪32‬‬                            ‫‪182‬‬

                              ‫أغسطس ‪٢٠٢1‬‬                           ‫في صلب القضايا المهمة‬
                                                                  ‫والمستجدة المتعلقة بمنع‬
    ‫فإنهم يحتلون الصفوف‬          ‫المساواة للأشخاص ذوي‬             ‫العنف الجنسي وأشكال‬
   ‫الأمامية للتربية الجنسية‬      ‫الإعاقة) لاكتساب معارف‬           ‫العنف الأخرى‪ .‬أما فيما‬
‫سواء أرادوا ذلك أم لا‪ُ .‬يظهر‬     ‫حول هذه الحقوق وكيفية‬        ‫يتعلق بالحق في المساواة فقد‬
‫بحثنا أنه حتى لو كانوا ذوي‬    ‫تطبيقها‪ .‬لا يزال يتعين العمل‬     ‫تم تأطيره فقط ضمن فئات‬
  ‫نوايا حسنة فإنهم يجدون‬        ‫على تنفيذ سياسات تعليمية‬        ‫الرجال والنساء و‪،LGBTI‬‬
  ‫صعوبة في تثقيف أطفالهم‬                                          ‫غير أن مقاربة شاملة لا‬
     ‫حول الجنس‪ .‬لذلك فإن‬          ‫مدرسية لتطوير برنامج‬           ‫تزال بعيدة المنال كون أ ّن‬
   ‫الأمر يتعلق بإشراكهم في‬     ‫شامل للتربية الجنسية قائم‬        ‫الأشخاص ذوي الإعاقة لا‬
  ‫العملية‪ ،‬لا سيما من خلال‬    ‫على حقوق الإنسان‪ ،‬بنا ًء على‬         ‫يؤخذون بعين الاعتبار‪.‬‬
‫منحهم فرص تدريب وتأهيل‬                                              ‫بصرف النظر عن عدم‬
  ‫في التربية الجنسية القائمة‬     ‫خبرة متخصصي الصحة‬                 ‫وجود اتفاق على تطبيق‬
    ‫على الحقوق الجنسية‪ .‬لا‬    ‫الجنسية بالتعاون مع عاملين‬      ‫الحقوق بشكل مستجد؛ يجب‬
  ‫يمنح الآباء والمختصون في‬                                       ‫ملاحظة عقبة أخرى وهي‬
   ‫كثير من الأحيان الصوت‬             ‫آخرين مثل ممرضات‬             ‫التفسير الفردي للحقوق‬
                              ‫المدارس ومعلمي علم الأحياء‬        ‫(«لدي الحق في‪ ،‬لدي الحق‬
      ‫للأطفال والشباب ‪-‬لا‬     ‫أو العاملين في مجال الارشاد‬          ‫بـ»)‪ ،‬والتي تعد تعابير‬
  ‫سيما أنهم المستفيدون من‬                                         ‫تسخر الحقوق كأداة‪ ،‬في‬
  ‫التثقيف الجنسي‪ -‬للتعبير‬        ‫الاجتماعي المدرسي؛ كون‬       ‫حين أن مبدأ الحقوق هو أنها‬
  ‫عن احتياجاتهم في التربية‬      ‫لا الآباء ولا المدرسة كهيئة‬   ‫غير قابلة للتجزئة‪ ،‬ويشترط‬
                                ‫كلية يقدمون تعلي ًما شام ًل‬    ‫عدم تجزئة الحقوق في إطار‬
    ‫الجنسية‪ ،‬على الرغم من‬       ‫تما ًما‪ ،‬بسبب نقص المعرفة‬       ‫العدالة الاجتماعية لضمان‬
    ‫أن أساليب التدريس من‬        ‫والمهارات‪ ،‬حيث يرى الآباء‬      ‫ممارسة حقوق كل مواطن‪،‬‬
     ‫قبل العاملين من خارج‬        ‫والمتدخلون في المدرسة أن‬          ‫غير أن السؤال الشائك‬
    ‫المدرسة تتسم بالتفاعلية‬     ‫المراهقين هم أصغر من أن‬        ‫الذي يطرح نفسه هو كيفية‬
  ‫بشكل عام‪ُ .‬يظهر بحثنا أن‬     ‫يتعرفوا على هذه الحقوق أو‬        ‫التحكم في الحقوق دون أن‬
  ‫حق المشاركة ُيفهم على أنه‬    ‫يقدرون أن بعض محتويات‬              ‫تكون مجزأة أو إلزامية؟‬
   ‫حق الوالدين في المشاركة‬     ‫التربية الجنسية أمر مفروغ‬
‫وليس حق المراهقين‪ ،‬غير أنه‬       ‫منه في مجتمعنا‪ ،‬لذا يجب‬            ‫رغم أن بحثنا لم يقدم‬
 ‫ينبغي تطبيق مبدأ المشاركة‬                                       ‫إجابة فلسفية قانونية على‬
  ‫المنصوص عليه في اتفاقية‬         ‫أن يكون برنامج التربية‬
    ‫حقوق الطفل على التربية‬     ‫الجنسية القائم على الحقوق‬           ‫هذا السؤال فإنه يسمح‬
   ‫الجنسية‪ .‬وهذا من شأنه‬                                        ‫لنا بالرهان على أن التعليم‬
    ‫أن يسمح بتوازن أفضل‬           ‫الجنسية جز ًءا من تعليم‬
‫لمحتوى التربية الجنسية بين‬       ‫الطلاب‪ ،‬تما ًما مثل المناهج‬       ‫هو أفضل بوابة دخول‬
  ‫مفهوم الوقاية المسيطر من‬       ‫المدرسية الأخرى‪ ،‬بمقدار‬       ‫للمراهقين الذين ينشأون في‬
‫ناحية؛ ومناقشة الموضوعات‬        ‫ما يساهم في التربية المدنية‬   ‫مجتمع لا تعتبر فيه ممارسة‬
     ‫التي تشغل بال الشباب‬
 ‫على أساس يومي من ناحية‬           ‫للأطفال والمراهقين‪ .‬كما‬        ‫حقوقهم أم ًرا مفرو ًغا منه‬
 ‫أخرى؛ مثل الهوية الجنسية‬          ‫سيكتسب هذا البرنامج‬           ‫(على سبيل المثال الحق في‬
  ‫والتوجه الجنسي والتنميط‬     ‫صو ًتا نتيجة ارتباطه باتفاقية‬       ‫السلامة الجنسية والحق‬
 ‫والتمييز على أساس الجنس‬       ‫حقوق الطفل‪ ،‬كما أوضحت‬             ‫في الخصوصية والحق في‬
                                    ‫جاكلين ديسكاربنتري‬
                              ‫‪« ،2016‬يمر التعليم الصحي‬
                                    ‫أي ًضا بالتعليم من أجل‬

                                      ‫السلام»‪( .‬ص‪)133‬‬
                               ‫عندما يتعلق الأمر بالوالدين‬
   179   180   181   182   183   184   185   186   187   188   189