Page 66 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 66

‫العـدد ‪32‬‬            ‫‪64‬‬

                                                ‫أغسطس ‪٢٠٢1‬‬

                                                ‫محمد عبد الحميد توفيق‬

                                                ‫خطوتان الوجع‬

         ‫‪ -2‬سأنبت كام ًل‬                                     ‫‪ -1‬الشارع‬

       ‫إذا لم أستيقظ من نومي فاحتفظي بأناملي‬                    ‫الشار ُع الذي تقاب ْلنا فيه أو َل مرة‬
                     ‫ضعيها تميمة على صدرك‬                                   ‫لم يم ْت ميت ًة طبيعية‬
                      ‫وتحدثي معها نيابة عني‬
                          ‫لا تبوحي بأسرارها‬                           ‫كان حالمًا فقذفوه بالفجيعة‬
                                                                    ‫كان برا ًحا فضيَّقوه بالكراهية‬
 ‫كانت تغوص في طين الحقل بحثًا عن رسالة من‬               ‫وكانت تصط ُف أشجار الكافور على جانبيه‬
                ‫الله خبأها بين البذور المطمورة‬                  ‫فمنعوا العشاق من الالتقاء تحتها‬
                    ‫كانت تتلمس دموع اليتامى‬                     ‫ومع مرور الأيام قطعوا الأغصان‬
                                                ‫وصنعوا من الجذوع أبوا ًبا تحجب الضوء عن نهود‬
‫كانت تتحدث مع الجبال والرمال والبيوت العتيقة‬
  ‫أناملي طيبة ج ًّدا وتحب السهر مثلك ترفقي بها‬                                           ‫البنات‬
     ‫ولا تبكي حينما تداعبين بها وجهك الحزين‬                                  ‫شارعنا مات مقتو ًل‬
             ‫مرريها على مكمن اللهفة بحنو بالغ‬            ‫ومصابيح الأعمدة أصبحت باهتة وكئيبة‬
                   ‫ثم صلي معها صلاة النشوة‬                     ‫ولم يعد في يميني كتا ٌب أُر ّتله علي ِك‬
      ‫ولا ترسليها في أثري قبل اخضرار سنينك‬                             ‫لنصلي م ًعا تحت الكافورة‬
           ‫كفني أناملي بهدبيك وشعرك الطويل‬                  ‫الشارع مات‪ ..‬والكتاب فقد صلاحيته‬
           ‫ثم اغرسيها في مقبرتي لأنبت كام ًل‪.‬‬                       ‫والصلوات لم تعد تغيث قلبي‬
                                                             ‫ولم يبق سوى الحلم بنهدي ِك عاريين‬
                                                                  ‫وحضنك يفتح لي طري ًقا واس ًعا‬
                                                                     ‫ويبعث لي قم ًرا أمنحه آيتي‪.‬‬
   61   62   63   64   65   66   67   68   69   70   71