Page 65 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 65
63 إبداع ومبدعون
شعــر
-7أسما ُء ال ُغفران
صباح ال َفراشة يا ثييو،
إنه يوم حافل بالمعنى ،هكذا حدس ُت وأنا أخر ُج من
البيت ،وأجدني في درب» ابن تيمية» ،في «طنجة»
التي أح ُب دون أن تحبني ه ْي ،وقبل أن أ ْعرج جهة
اليسار لأنزل المنحدر المفضي إلى زرقة «سور
المعكازين» ،كن ُت أردد مع شيخ الإسلام ابن تيمية
وأنا أفكر فيك :أنا جنَّتي في قلبي ،وقلبِي ِبيد الله..
تذكر ُت كم َل َه ْونا بالسنوات بحثًا عن الجنة،
بينما الجنة في قلبينا ،ألم نكن عابثين ،عالقين في
شباك التيه ،منجرفين مع سيل «الأسئلة الحمقاء
وأ ْج ِو َبتها الأكثر حم ًقا»..
لقد سرني أن دعو ُتك مرا ًرا راضية مرضية إلى أن
تلِ َج تلك الجنة التي في القلب ،كي تورق الحقول
وت ْي َنع المفازات ،وتتدف َّق الأنها ُر بميا ِه ال ًلوع ْي..
دعوتك بيقين تام بأن ال َو َل َه الذي عصف بنا ،م َّد
يده العريضة لينتشلنا من الملل والضجر والرتابة
وعنفوان اليأس وجبروت الكآبات..
أذك ُر كم كنا نل َه ُج بأسما ِء ال ُغفران ،وكم كانت
الشجاعة بيننا تمشي وتجي ُء لتنقذنا من ال ُخسران،
أمتطي شجاعتي وأغفر لك ..وتسر ُج شجاعتك
وتأخذني إلى البعيد في اتجا ِه تلك ال َهدأة اللعينة التي
بسببها لم أ ْب َرح أب ًدا جنوني فيك..
المشيئة مثل الموت ،حتمية وفاصلة ،لا مجال
لمشاك َستها ،وإنها ل ُترهبني وتفزعني وتشت ُت
بعصفها ورياحها أوراق شجريِ ،لجدها ت ْه ِم ُس
لي في نهاية زوابعها« :أنت منذور ٌة ل ِخدم ِة الحياة
بالقصائد حتى الموت».
وأنا لا أخاف لا القصائد ولا الموت ،أخا ُف ألا أعثر
عليك خلف قصائدي ،مثلما أخاف في المو ِت ألا
ترافقني يدك..
ثييو ..بو ِرك َت يا ثييو
أن َت ،طنجة ،والمشيئة والجن ُة التي في قلبي..