Page 85 - حلقة دراسية - نهائية
P. 85
الخاتمة
لقد أفصح الكيلاني عن أن من أهم الدوافع التي دفعته للتأليف للأطفال ،هو استخدام القصة كوسيلة للتربية ،حين
يقول إنه أرى الأمم الحديثة قد اهتمت بالطفل منذ نشأته ،فأعد له مفكروها مكتبات تجمع ط ارئف من القصص ،سهلة
الأساليب ،قريبة إلى ذهنه ،مسايرة لنموه ،تنشر الفضيلة وتقتلع جذور الرذيلة ،وفنون من الفلسفة الأخلاقية .فقد أبرز
هذا الجانب بوضوح في شخصيات قصصه ،حتى لو تعارض هذا أحياًنا مع ضرو ارت الصياغة الفنية ،وكان يعبر
أحياًنا عن القيم السلوكية كما يتصورها هو ،أو كما يتصورها مجتمع الثلاثينيات ،وليس طبًقا لما تقتضيه أسس التربية
الحديثة للأطفال ،لكنه نجح في معظم الأحيان في إب ارز وتأكيد القيم الخلقية والإنسانية العامة ،من خلال شخصيات
قصصه .وكان اتجاهه يتركز على الاستفادة من الت ارث الإسلامي والعربي والآداب الغربية عن طريق الفن
القصصي ،وكونه مصد ار من مصادر التذوق الجمالي كلمة وصورة ،ولكون القصة أدًبا مقروًءا وتتنوع بتنوع
مضامينها مما يجعلها تظفر بأكثر من هدف ،وبذلك يتشكل الهدف جمالًّيا تربوًّيا أخلاقًّيا وعلمًّيا.
وبما أن البحث يتركز حول تأثير ألف ليلة وليلة على أدب الأطفال ،حاولت أن أوضح بأهمية الليالي في تزويد
الأطفال بالقيم التربوية والمعلومات العلمية من خلال حكايات كامل الكيلاني .بعيًدا عن أسلوب الوعظ والتعليم،
خاصة أن الليالي لديها طاقات ايحائية وفنية ومضامين مدهشة ،مما يمنحها قدرة سحرية في جذب الأطفال إليها.
وبذلك يتضح لنا أن الكيلاني قد نجح في توظيف هذه القيم بأساليبه الأدبية في تنمية المها ارت الحياتية للطفل،
وتزويده بكل ما هو مفيد ،لهذا نستطيع أن نلمس انعكاسات القصص على أدب الأطفال بنا ًء على ما سبق ذكره.
وعليه يمكن القول أن من ق أر قصص الكيلاني ،وأيا كان عمره ،يشعر وكأنه مسافر بين عوالم الخيال والواقع .فهذه
القصص ُجمعت على أنها حكايات كان يحكيها الرواة ،على أن تضيف في نهاية كل قصة قيمة تربوية أو أخلاقية،
أو حكمة يستقيها القارئ من خلال النصوص الأدبية.
وفي خاتمة هذا البحث أحمد الباري على نعمه .ها أنا أضع قط ارتي الأخيرة بعد رحلة بين تفكر وتعقل في
موضوعات .وقد كانت رحلة جاهدة للارتقاء بدرجات العقل ،ومع ارج الأفكار .فما هذا إلا جهد مقل ولا أدعي فيه
الكمال .ولكن عذري إن بذلت قصارى جهدي ،فإن أصبت فلذلك م اردي وإن أخطأت فلي شرف المحاولة والتعلم.
85