Page 16 - تقرير البحث
P. 16
.4 أ .المق ّدمة
يعد العنف مشكلة اجتماعية إنسانية تمارس بصور وأشكال تختلف باختلاف العادات والتقاليد،
الزمنة ،الظروف الاجتماعية والإنسانية .وتختلف شدته حسب درجة تح ُّّض أفراد المجتمع
ووعيهم وثقافتهم ،كذلك باختلاف الطبقات الاجتماعية وأنماط الحياة فيه .وقد شهدت
المجتمعات العربية مثل غيها من المجتمعات ارتفاعا ملحوظا يف انتشار العنف وأنماط السلوك
غي السوي؛ نتيجة التغيات السياسية ،الاقتصادية ،الاجتماعية والثقافية ال يت تشهدها .حيث
دلت الاحصائيات (الدراسات والبحوث) ال يت تناولت هذا الموضوع على تزايد النماط السلوكية
غي السوية خاصة بي فئة الشباب من عمر ( )05-45سنة و يه الك ري تعددا بي فئات المجتمع
والمحركة له.
وقد سجل تاري خ التعليم يف مؤسساته اليبوية أحداث عنف متعددة الشكال ،أشارت إليها
الإحصائيات والدراسات اليبوية .فقد بينت النتائج ال يت جرت على البيئة التعليمية على وجود هذه
الظاهرة وشعة انتشارها وتفشيها ،المر الذي يستد يع إل لفت الانتباه والتنبه من مخاطرها
وتفاقمها يف المؤسسات اليبوية والتعليمية .حيث تمحورت أشكال ممارسة هذا السلوك بأساليب
مختلفة طالت رموز التعليم من معلمي وإداريي ،والممتلكات بالتخريب والإيذاء.
و يف هذا الإطار تحاول هذه الدراسة الوقوف على العوامل المؤدية لانتشار هذه الظاهرة الخطية
والمتنامية بصفة مستمرة ،والعمل على وضع التوصيات ال يت من شأنها الحد من هذه الظاهرة.
.4 ب .مشكلة البحث وأسئلته
إن انتشار ظاهرة العنف داخل المؤسسات التعليمية يف مختلف دول العالم المتقدمة منها أو
النامية هو السمة الممية لهذا العّض الذي يمتاز بالتطور التكنولو يج والمعر يف ،العولمة والانفتاح
على العالم .لذا اهتم الباحثون يف الآونة الخية بدراسة العنف نظرا للأخطار ال يت يسببها على
مستقبل البناء ونهضة المجتمع ،محاولي رصد هذه الظاهرة والوقوف على أسبابها ،فكان لكل
منهم فلسفته واتجاهه .ولكن لم تحظ هذه الظاهرة بالكتابة والبحث بشك ٍل كا ٍف يتناسب مع
حجم المشكلة ومدى انتشارها وتأثيها السل يت على العملية التعليمية وعلى المجتمع ككل.
جاءت هذه الدراسة للكشف عن العوامل المؤدية للعنف المدر يس يف منطق يت حورة وكسيفة
التعليمية من وجهات نظر المعلمي ،للوقوف على السباب الحقيقية واقياح الحلول.
2