Page 75 - merit 52
P. 75

‫‪73‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫شعر‬

                                                             ‫ُمنذر عشرية‬

                                                                       ‫(السودان)‬

                                      ‫من ثقب حنجرة الناي‬

       ‫من دل َق ريق ميري وردة‬                        ‫أنـــــا‪..‬‬                                ‫َم ْن ثق َب‬
      ‫الأبنوس على آنية النحاس‪،‬‬            ‫من ساقني ِمن كلتا يد َّي‬             ‫حنجرة الناي لير ِّتل هكذا!‬

                         ‫نخب ًـا‬                   ‫لدراس ِة الطب!‬                ‫من غاز َل أُنثى القصائد‬
              ‫للعاشقي َن ال ُسم ْر‪..‬‬                   ‫تبًّـا له‪..‬‬                        ‫وميري وردة‬
                                                                                              ‫الأبنوس!‬
                ‫للوط ِن الأسم ْر‪..‬‬        ‫من شجعني على نفسي!‬
                 ‫للني ِل الأسم ْر‪..‬‬                 ‫لأسمو هكذا؟‬                ‫من ح َّر َض نجيب محفوظ‬
      ‫عاليًا في ُسمرة الأماتونج‪..‬‬                    ‫تبًّـا لي وله‪..‬‬                         ‫ل ُيده َشني!‬
              ‫نخ َب السحاب مع‬
                                      ‫من ح َّث ود مدني ُتكبِّلني قي َد‬   ‫من د َّل درويش على قلبي‪ ..‬ينث ُر‬
                     ‫السحاب‪..‬‬            ‫أنملِها‪ ،‬كيتيمها‪ ..‬ك ُغرابها‪،‬‬          ‫قصائده فتتفت ُق ياسمينًا‬
  ‫ف ُسمرتها المتفحمة ُتشر ُب نبي ًذا‬              ‫كغريمها الأزل ِّي‪.‬‬                   ‫وتستق ُّر كأنها‬
                                                                                        ‫‪-‬لازورد‪-‬‬
            ‫في ُجوبا فتسكر ُهنا‬                   ‫من دغد َغ نفسه‬
                    ‫ال ُخرطوم‪..‬‬       ‫المهزوزة لتضح َك ُبره ًة فبك ْت‬   ‫من أهدى أجاثا كريستي قل ًما ولم‬
                                                                            ‫ُيه ِدها طق ًما قيِّ ًما من الملاعق‪،‬‬
                   ‫مر ًة أخرى‪..‬‬                      ‫أب ًدا على أب ِد!‬                ‫لتحريك الشاي في‬
      ‫من تر َّنم بالشتائم! ونسج‬           ‫من ست َر الض َّجة في قلبه‬                ‫بغداد والقهوة مث ًل‪..‬‬
                                                                                 ‫‪-‬نح ُن الملاعق سيدتي‪..‬‬
                       ‫ضجي ًجا‬                ‫فتس َّرب ْت عب َر ثقو ِب‬       ‫نشر ُب من ُك َّن الأنوث َة‪ ،‬رشفة‬
                    ‫من هدوء‪..‬‬                          ‫انينـه!‬                      ‫رشفة‪ ،‬قطرة قطرة‪،‬‬
        ‫من ش َّد خص َر الكمنجة‪..‬‬                                                              ‫آهة آهة‪..‬‬
        ‫من ش َّد خصر الكمنجة‪..‬‬        ‫من ش ِر َب الصم َت كإسفنج ٍة!‬                       ‫ما المطابخ!‪.-‬‬
‫من ش َّد خاصرة القصيدة ليص ِّف َق‬          ‫وأخم َد دو َّي الذكريات‪..‬‬
                 ‫المسر ُح واللح ُم‬               ‫من اختم َر بكأ ٍس‬                         ‫مرة أخرى‪..‬‬
                                             ‫من دم! وصار يشه ُق‬                     ‫من أوجدني في ُمد ِن‬
                           ‫على‬                           ‫ويشه ُق‬              ‫الضجيج‪ ،‬في بلا ِد الثرثرة‪،‬‬
                     ‫الكراسي!‬                       ‫ويشه ُق حتى‬                      ‫حي ُث ك ُّل الصامتي َن‬
                                                           ‫تخثَّر؟‬
             ‫وما الملاع ْق!‬
              ‫ما الملاع ْق!‬
   70   71   72   73   74   75   76   77   78   79   80