Page 79 - merit 52
P. 79
77 إبداع ومبدعون
شعر
برهان كارليتو
(السودان)
هشاشة التفاصيل الصغيرة
فتحرم الأشجار بطاقتها في فوهة بندقية تالفة ،تصرخ ال ُجرح القديم
والمدارس حصصها الفائضة عارية من أجل إشعال الفتنة، ينمو..
بشجا ِر الأطفال لتزداد حيوية والشمس تخلع ملابسها ،كي
والحديقة موسيقاها ،التي تتك َّدس وكعصفور في حنجرة ثائر تشرق على ُحلمنا المسجون في
فيها ُق ُبل خصبة يثرثرا م ًعا إحدى رصاصات ُجندي
والليل طفولتها البريئة ،التي ُتترك لميلاد هويتهما المهملة ،عند ُدرج فقيرة من السلام ،والحب
مهترئ في مبنى الأمم المتحدة!
فيها الأثداء عارية من حماقة ننطفيء
ح َّمالات الصدر نها ًرا لنا آخر ذاكرة جريئة كآخر مصباح ُقصفت قريته
في رصي ٍف
ُجرحنا القديم أكبر بطائرات حربية
كأننا القراصنة الذين ثقبوا اقتحمته اعتصام من المنافي
ومنشورات العساكر لتدبير والأرض
سفينة نوح الانقلاب ،ومعارك سرية اقتربت تتم َّزق بالحروب الطاحنة ،وخطايا
ليغرقها الطوفان!
من النضوج أنطولوجيتنا النكرة
نحن لنا معنى من الحزن
المجازر التي لا تخطئ التاريخ عن هكذا فجيعتنا ومظهر من نرجسية محتقرة
تهزمنا هشاشة التفاصيل
نسيانه ،والمواعيد الكاذبة التي وفي داخلنا
تمتهن الخيانة الصغيرة خيبة باتساع الكون ،تنفجر بعن ٍف
ُتفلت منَّا الملاجيء ،القصيدة، وحينًا تتكاثف لتأكل أوردة حياتنا
و ُطرق ته ُّرب أنبياء الله من أداء ابتهال الطيور ،ذاكرة استقلال
رسالاتهم ،ورصاصة جهلت بسيرورة رشيدة ،كزهرة ُتطعم
وظيفتها الأولية بلا ِد أفريقيا الصاخبة الفراشات رحيقها السا َّمة
نحن أصغر من ال ُجرح الذي يصلبنا بلاغة ورطة المسيح في
يحاصرنا وما نحن
نحن في مهبل الحتمية صحرا ِء ارتقائه سوى انتخاب التناقض ،وبكائيات
مختارون أن نسير في ُطر ٍق واللحظة
خاطئة. شوبنهاور
التي تبخل فيه السماء أن تمارس باحثون
الجنس مع الأرض عن وط ٍن
لتهدينا رذاذات المطر