Page 86 - merit 52
P. 86

‫العـدد ‪52‬‬                                               ‫‪84‬‬

                                                                                ‫أبريل ‪٢٠٢3‬‬

‫مروة على‬

‫(السودان)‬

‫لم تكوني كافية‬

‫رغم أن ِك تعلمت البكاء بشك ِل حقيقي ما غادر ِك الألم‬                                                       ‫لم تكوني كافية‪..‬‬
                  ‫وما تعلمت كيف تكونين كافية‪..‬‬                                       ‫ما ُكن ِت سوى وهم ألفت ُه الخطى والكلام‬
                                                                            ‫تسمعين ما لا ُيسمع‪ ،‬وتمشين في ُطرقا ٍت لا يمشي‬
‫لم تكوني كافية منذ المرة الأولى التي التقي ِت فيها ب ِه‬
                  ‫لذلك تدفق بداخل ِك مرات كثيرة‪..‬‬                                                                ‫فيها أحد‪..‬‬

‫في ذلك اللقاء الأول ما كان علي ِك أن تتمادي في النظر‬                              ‫لأ َّن النار التي أوقدتها في ِك كانت بر ًدا وسلا ًما ما‬
   ‫ليد ُخل قلبك تائ ًها و ُيدرك أنه قد ض َّل طريقه إلي ِك‬                         ‫في‬  ‫أ َّن ال ُحب الذي‬  ‫دكاانخلت ِككاكف َّيسةرل ُكحلر أ ِقصمناخاِموالف ُهصُرمغ ِتم‬
                                                                            ‫ي ِد‬  ‫في‬  ‫ووضع الفأس‬
‫ليخاف بعدها من أن ُيسمع ِك الحقيقة ‪-‬حقيقة أن ِك لم‬
                                   ‫تكوني كافية‪-‬‬                                                          ‫الوقت‪..‬‬

       ‫أن يتكلم حتى فيسحب ُه الكلام إلى تعاست ِك‪..‬‬                                                         ‫لأ َّنك لم تكوني كافية‬
        ‫لم يكن ليفهم أن ِك ُكن ِت تش ُعرين بك ِل شيء‪..‬‬                                            ‫غرق ِت وحد ِك ولم تكن يد ُه هنا‬
       ‫كان يعلم أن ِك تسمعين ما لا ُيسمع ولا ُيقال‪،‬‬                               ‫لقد ُكنت شيئًا بين أشياء كثيرة ربما لهذا السب ِب‬
        ‫تمشين في الطرقات التي لا يمشي فيها أحد‬
         ‫بُرغغطما ِءذلالك تصممادت اىلذفييإيخفشاءفنفعماس ُهتعحنت ُِهك للذين‬                              ‫ُكن ِت خفية عنه فلم ير ِك‬
                                                                                                   ‫رغم أنه كان في رحا ِب رؤا ِك‪..‬‬
                                      ‫يشعرون‪..‬‬
                                                                                                              ‫لم تكو ِني كافية‬
                              ‫تمادى في قتل ِك ب ِه‪..‬‬                                                  ‫لإنبا ِت الفرح في عينيه‪،‬‬
    ‫كنت في ك ِل مرة تموتين فيها ُتبعثين لعذا ٍب أكبر‬                         ‫لليالي الحزينة وال ُحزن الذي في المدينة الخالية من ُه‪..‬‬
                                                                                            ‫لم تكوني كافية ل ُتعيديه إلى نفسه‪..‬‬
                                         ‫ل ُتدركي‬                           ‫ُكن ِت قليلة ج ًّدا تفوق ِك حيرته كقطر ِة دمع في بح ٍر من‬
 ‫أن ِك لم تعودي كافية أو أن ُه لم ُيحبك منذ البداية وما‬                                        ‫السؤال‪ ،‬كنت عادية واعتيادية‪..‬‬

                      ‫ُكن ِت إ َّل وه ًما ألفت ُه ال ُخطى‪..‬‬
   81   82   83   84   85   86   87   88   89   90   91