Page 227 - merit 53
P. 227

‫‪225‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

               ‫الفلسطينية‪.‬‬    ‫موضوعيًّا مع حقيقة وجود‬           ‫«بلاغة الصمت» لامتلاكه‬
       ‫‪ -3‬استجابة الطرد‪:‬‬      ‫الآخر‪ ،‬واتسامها بخصائص‬               ‫ميزات بليغة مشحونة‬
  ‫بموازاة استجابتي المقاطعة‬
   ‫والإنكار‪ ،‬تنطلق استجابة‬          ‫لغوية عاطفية‪ ،‬إلا أنها‬     ‫بمعاني ودلالات وإيحاءات‬
   ‫«الطرد» من قاعدة رفض‬       ‫تعكس دلالة مقبولة لـ»الأنا»‬       ‫ضمنية تعجز أحيا ًنا اللغة‬
   ‫الوجود (الإسرائيلي) على‬
‫أرض دولة قطر ضمن سياق‬          ‫الجمعية في سياقها المقاوم‪،‬‬         ‫المكتوبة أو المنطوقة عن‬
    ‫زماني ومكاني محددين‪،‬‬         ‫بحيث ترفض تقبل فكرة‬              ‫التعبير عما تختلجه من‬
  ‫وقيام العديد من المشجعين‬        ‫وجود كيان (إسرائيلي)‬
     ‫العرب وأصحاب المحال‬                                                       ‫مكنونات‪.‬‬
    ‫التجارية بطرد المراسلين‬   ‫وتستبعد أي علاقة أو حوار‬             ‫‪ -2‬استجابة الإنكار‪:‬‬
  ‫الإعلاميين (الإسرائيليين)‪،‬‬     ‫شعبي معه‪ ،‬وهي تسعى‬          ‫على عكس استجابة المقاطعة‪،‬‬
  ‫وقد تجسدت في العديد من‬                                        ‫تنطلق «استجابة الإنكار»‬
  ‫الأمثلة منها استدعاء مالك‬   ‫بذلك إلى الانسجام مع الذات‬      ‫من قاعدة نفي وجود الآخر‬
  ‫أحد المطاعم للأمن من أجل‬     ‫العربية الجمعية ومقرراتها‬           ‫ورفض قبوله‪ ،‬وإبطال‬
   ‫طرد مراسل قناة كان من‬                                     ‫محاولة المراسل (الإسرائيلي)‬
    ‫مطعمه(‪ ،)4‬ومخاطبة أحد‬          ‫الفكرية من خلال إلغاء‬      ‫تعميم وتثبيت مسمى كيانه‬
  ‫المواطنين القطريين مراسل‬         ‫الآخر معرفيًّا‪ .‬إلى ذلك‪،‬‬    ‫بدي ًل عن لفظة «فلسطين»؛‬
   ‫صحيفة يديعوت أحرنوت‬           ‫يمكن رد بواعث استجابة‬       ‫وقد تجلت استجابة «الإنكار»‬
‫«راز شاشنيك» بالقول «أنتم‬      ‫«الإنكار» إلى التجارب الذي‬     ‫في عدة شواهد منها ما عبر‬
‫غير مرغوب بكم هنا‪ ،‬ابتعدوا‬       ‫خاضها الجمهور العربي‬           ‫عنه مواطن سعودي أمام‬
 ‫من هنا بأسرع ما يمكن»(‪.)5‬‬      ‫والمشاهدات التي استقرت‬            ‫مراسل القناة ‪ 12‬بقوله‬
  ‫وتتكامل استجابة «الطرد»‬       ‫في مخياله حول العنصرية‬         ‫«يوجد فلسطين ولا وجود‬
‫مع الاستجابات سالفة الذكر‬        ‫(الإسرائيلية)‪ ،‬ومقاومته‬      ‫لإسرائيل»‪ ،‬ومواطن لبناني‬
 ‫من ناحية تعبيرها عن حالة‬      ‫محاولات دفعه إلى التراجع‬           ‫بقوله «قل فلسطين ولا‬
    ‫رفض شعبي لكل ما هو‬             ‫عن موروثه الاجتماعي‬        ‫تقل إسرائيل‪ ،‬إسرائيل مش‬
                              ‫والثقافي واستبداله بموروث‬      ‫موجودة»(‪ ،)3‬وأمثلة كثيرة لا‬
                                 ‫جديد يقبل دعاوى وجود‬         ‫يتسع المقال لعرضها‪ .‬ورغم‬
                                 ‫(إسرائيل)‪ ،‬ما يجعل من‬         ‫تعارض استجابة «الإنكار»‬
                                  ‫«الإنكار» استجابة بليغة‬
                               ‫تتحدى خطاب إلغاء الهوية‬
   222   223   224   225   226   227   228   229   230   231   232