Page 229 - merit 53
P. 229

‫‪227‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

   ‫تلاه نشر إعلامي ممنهج‬                                        ‫يمكن النظر إلى العدوى في‬
   ‫لرواية الكراهية العربية‪،‬‬                                   ‫سياقها الحالي بكونها سلا ًحا‬
  ‫يدفعنا إلى افتراض وجود‬
    ‫نية مسبقة نحو توظيف‬                                           ‫يحتوي على مجموعة من‬
‫الاستجابات مستقب ًل كأمثلة‬                                    ‫المعارف والأدوات والخبرات‬
‫وشواهد على سلوك «معاداة‬
                                                                    ‫تمكن الجمهور العربي‬
                 ‫السامية»‪.‬‬                                       ‫من استدعائها في مضمار‬
                                                                 ‫مقاومة محاولات الإعلام‬
     ‫خاتمة‬                                                     ‫(الإسرائيلي) تمرير أغراضه‬
                                                              ‫دون وعي منه(‪ .)6‬ولأن نجاح‬
  ‫خلص المقال إلى عدة نتائج‬            ‫محسن بن عمير المري‬      ‫خطاب سلطوي ما في تحقيق‬
     ‫أهمها توظيف الجمهور‬                                      ‫وظائفه يقاس أسا ًسا بقدرته‬
      ‫العربي ثلاثة أنواع من‬       ‫ينسيهم واقع الصراع»(‪.)8‬‬      ‫على السيطرة على استجابات‬
                                     ‫ورغم ملامح الارتباك‬       ‫مستهلكيه(‪ ،)7‬يمكن استنتاج‬
  ‫الاستجابات‪ ،‬هي‪ :‬المقاطعة‪،‬‬                                   ‫فشل الإعلام (الإسرائيلي) في‬
      ‫والإنكار‪ ،‬والطرد‪ ،‬وأن‬        ‫البادية‪ ،‬والإقرار بوجود‬      ‫توليد استجابات جماهيرية‬
                                  ‫فجوة بين توقعات سابقة‬
   ‫انتشارها على نطاق واسع‬         ‫وبين الواقع الفعلي‪ ،‬إلا أن‬       ‫مرغوبة تصب في خدمة‬
‫مرده أو ًل إلى أسباب معرفية‬                                                    ‫مخططاته‪.‬‬
                                     ‫بوادر استغلال الموقف‬
   ‫مرتبطة بالموروث الثقافي‪،‬‬         ‫بدأت في الظهور مبك ًرا‪،‬‬   ‫ثال ًثا‪ :‬استغلال محتمل‬
   ‫وثانيًا إلى العدوى الناجمة‬      ‫سيما تصدير (إسرائيل)‬
 ‫عن تأثير النظير‪ ،‬وما يترتب‬      ‫صورة سلبية عن الجمهور‬               ‫تكشف ردود الأفعال‬
                                     ‫العربي‪ ،‬وتعمدها إبراز‬        ‫(الإسرائيلية)‪ ،‬الإعلامية‬
     ‫عليها من تفعيل الأفراد‬     ‫مصطلحات مثل‪( :‬الكراهية‪،‬‬            ‫والرسمية‪ ،‬عن حالة من‬
   ‫خاصية المشابهة والتماثل‬     ‫والعداء‪ ،‬والغضب‪ ،‬والخوف‪،‬‬       ‫الصدمة والذهول تجاه ردود‬
                               ‫والاعتداء‪ ،‬والتهديد) وربطها‬        ‫أفعال الجماهير العربية؛‬
      ‫مع مواقف وسلوكيات‬        ‫بالدولة المستضيفة‪ ،‬في إشارة‬     ‫فالنتائج المتوقعة عن اتفاقية‬
   ‫أفراد آخرين‪ ،‬وأن احتمال‬        ‫ضمنية إلى مسؤولية قطر‬          ‫«أبراهام» وجهود الدعاية‬
 ‫استغلال الاستجابات دعائيًّا‬    ‫عن تفشي هذه الاستجابات‬           ‫الرسمية في مجال التطبيع‬
                                   ‫دون مجابهة مماثلة لتلك‬           ‫الشعبي جاءت بخلاف‬
      ‫في مضمار إقناع العالم‬      ‫التي تعرض لها مشجعون‬
 ‫بكراهية العرب لـ(إسرائيل)‬        ‫يرتدون الزي الصليبي أو‬            ‫المأمول‪ .‬وتقول الكاتبة‬
                                 ‫يضعون شعار «المثلية»(*)‪.‬‬     ‫الإسرائيلية «ميخال أهروني»‬
     ‫محتمل وقائم‪ .‬وتقودنا‬            ‫ومن غير المعلوم إذا ما‬   ‫في مقالها بصحيفة «يسرائيل‬
   ‫النتائج إلى استنتاج حقيقة‬       ‫خططت (إسرائيل) سل ًفا‬
                               ‫استغلال المونديال لمصلحتها؛‬       ‫هيوم»‪« :‬هؤلاء هم الناس‬
    ‫ثابتة مفادها عدم تفويت‬       ‫لكن تعمد بعض الإعلاميين‬         ‫الحقيقيون (في إشارة إلى‬
 ‫الجمهور العربي أي مناسبة‬          ‫(الإسرائيليين) التحرش‬      ‫الجمهور العربي)‪ ..‬لا يحبون‬
                                   ‫بالجمهور العربي بهدف‬          ‫إسرائيل‪ ،‬ويتضامنون مع‬
    ‫محلية أو دولية يجد فيها‬      ‫تحصيل ردود فعل سلبية‪،‬‬          ‫إخوانهم الفلسطينيين‪ ،‬ولن‬
‫فرصة سانحة لتأكيد انتمائه‬                                        ‫ينجح أي اتفاق مهما كان‬
‫للقضية الفلسطينية وإسناده‬
‫لها‪ ،‬سيما إذا ما تحررت هذه‬                                          ‫احتفاليًّا وناج ًحا في أن‬

   ‫الفرص من هيمنة وتحكم‬
‫السلطة؛ ولنا في سيف القدس‬

   ‫عام ‪ 2021‬ومونديال قطر‬
           ‫‪ 2022‬خير دليل‬
   224   225   226   227   228   229   230   231   232   233   234