Page 234 - merit 53

‫العـدد ‪53‬‬ ‫‪232‬‬

‫مايو ‪٢٠٢3‬‬ ‫الذين يريدون التعبير عن‬
‫معتقداتهم وأفكارهم‪ ،‬لكن‬
‫الثقافة العربية الإسلامية‪،‬‬ ‫الصورة (‪)3‬‬ ‫الرسالة المضادة لا تعتمد‬
‫بينما تشير صورتان‬ ‫على الحركة نفسها من دون‬
‫للمسلمين‪ ،‬ويبرز صوت‬ ‫إضافة‪ ،‬إذ تتجلى الإضافة‬
‫لأوزيل إلى جنسيته من‬ ‫الدفاع عن حقوق المثليين‬ ‫في صورة اللاعب الألماني‬
‫جهة (ألمانيا)‪ ،‬وغمزة‬ ‫في دولة تجرم هذه العلاقة‪.‬‬ ‫السابق مسعود أوزيل الذي‬
‫وكأن هذه الحادثة تبرز‬
‫عينه في تلميح إلى الشك‬ ‫أن الثقافة الغربية تحاول‬ ‫وضع الجمهور صورته‬
‫وعدم الإعجاب بما قام‬ ‫فرض قيمها على الثقافة‬ ‫ُبغية استدعاء اتهام الاتحاد‬
‫به اللاعبون الألمانيون من‬
‫جهة أخرى‪ .‬وتحمل هذه‬ ‫الإسلامية‪ ،‬وأن الحوار‬ ‫الألماني لكرة القدم له‬
‫المكونات دلالة مضاعفة‬ ‫المتح َّد َث عنه ليس سوى‬ ‫بمزج الرياضة بالسياسة‬
‫تم ِعن في رسم التمايز‬ ‫تلطيف لفظي لعولمة تهدف‬ ‫إثر تضامنه مع اضطهاد‬
‫بين الثقافتين الغربية‬ ‫إلى إضفاء التجانس على‬ ‫الحكومة الصينية لمسلمي‬
‫والإسلامية‪ ،‬وهو ما يعزز‬ ‫العالم من الناحية الثقافية‪.‬‬ ‫الروهينغا‪ ،‬وهو ما يمعن في‬
‫استحالة إضفاء التجانس‬ ‫تتكون الصورة من مشيرات‬ ‫رسم صورة مناقضة للتعامل‬
‫على الثقافات‪ ،‬فلكل ثقافة‬ ‫ثقافية عدة‪ ،‬فالذين يرفعون‬ ‫مع القضايا السياسية الغربية‬
‫ما يميزها عن غيرها‪،‬‬ ‫والإسلامية‪ ،‬إذ يتم الصمت‬
‫صورة اللاعب أوزيل‪،‬‬
‫ويضفي هذا التمايز‬ ‫ويضع أحدهم يده على‬ ‫عن الاضطهاد الصيني‬
‫الفرادة على الإنسان‪،‬‬ ‫فمه محاكاة لفعل المنتخب‬
‫ويتيح التدافع الكوني في‬ ‫الألماني‪ ،‬يلبسون لبا ًسا‬
‫خليجيًّا تقليد ًّيا يشير إلى‬
‫العالم برمته‪.‬‬
‫لقد قال الصحفي البرازيلي‬
‫نيلسون فالكو رودريغيز‬

‫‪Nelson Falcão‬‬
‫‪« :Rodrigues‬في كرة‬
‫القدم‪ :‬العمى الأسوأ هو‬
‫النظر إلى الكرة فحسب»(‪.)9‬‬
‫ونفهم من هذا الكلام أن‬
‫كرة القدم ظاهرة اجتماعية‬
‫مركبة تمزج بين الرياضة‬
‫وعلم النفس والسياسة‬
‫والاقتصاد إلى غير ذلك‪.‬‬
‫وكما قال ماثيو تايلور‬
‫‪»Matthew Taylor‬لا‬
‫ُيط َر ُح اليو َم سؤال ارتباط‬

‫كرة القدم بالقضايا‬
‫السياسية‪ ،‬بل بطبيعة‬
‫التداخل بينهما(‪ .)10‬وما دام‬
‫التداخل لا يمارس تميي ًزا‬
‫ضد مجموعة اجتماعية‬
‫معينة أو ثقافة معينة‪ ،‬فهو‬