Page 238 - merit 53
P. 238

‫العربية الذهبي خلال معارك‬            ‫واجه إعلاميو الدولة العبرية‬
   ‫بدر واليرموك والقادسية‬          ‫نب ًذا شعب ًّيا في كل مكان‪ ،‬مما‬

 ‫ووادي ُلكة المجيدة‪ ،‬مع قادة‬           ‫دفع كثيًرا منهم إلى إخفاء‬
‫حربيين من عيار القعقاع بين‬              ‫هويته‪ .‬وقد عبرت الصورة‬
                                          ‫الكاريكاتيرية عن سبب‬
     ‫عمرو‪ ،‬وطارق بن زياد‪.‬‬
                                      ‫كراهية العربي للإسرائيلي‪،‬‬
  ‫‪ -2‬بلاغة الصورة‬                  ‫وهو قتل الإنسان الفلسطيني‬
                                   ‫الأعزل‪ .‬فخلف يد الإعلامي التي‬
       ‫تشكل الصورة نس ًقا‬          ‫تحمل الميكرفون‪ ،‬بوصفه أداة‬
 ‫تواصليًّا فاع ًل في الحضارة‬       ‫لنقل الحقيقة‪ ،‬يد الجندي التي‬
                                    ‫تحمل أداة الجريمة المسؤولة‬
         ‫الإنسانية‪ ،‬مما حدا‬
     ‫بجورج غوسدورف إلى‬                        ‫عن قتل الفلسطيني‪.‬‬
   ‫وسم الحضارة المعاصرة‬
 ‫بـ»حضارة الصورة»‪ .‬وتعد‬              ‫كما جرت نكبة البلجيكيين‬      ‫إذ لم يتم حسم أم المعارك‪،‬‬
    ‫الصورة من الاستجابات‬              ‫أمام كتيبة أهل المغرب في‬    ‫وهي معركة الظفر بالكأس‬
 ‫البلاغية التي أنتجها جمهور‬           ‫«موضع يقال له الثمامة»‪،‬‬      ‫الذهبية‪ ،‬إذ تشكل المعارك‬
    ‫كرة القدم لتمرير مواقفه‬        ‫وهو موضع يستعيد موضع‬
   ‫تجاه قضايا مختلفة‪ ،‬منها‬         ‫«معركة وادي ُلكة» بالأندلس‬       ‫السابقة معارك صغرى‪،‬‬
    ‫الهوية الثقافية والقضية‬           ‫التي انتصر فيه طارق بن‬     ‫أنهت حلم المنتخبات العربية‬
 ‫الفلسطينية ومقاومة خطاب‬                                          ‫في المرور إلى الدور الثاني‪،‬‬
                                             ‫زياد على الإسبان‪.‬‬  ‫باستثناء كتيبة أسود الأطلس‬
          ‫الشذوذ الجنسي‪.‬‬             ‫تصعب المطابقة بين مجالي‬     ‫التي وطئت كتيبة الكنديين‪،‬‬
  ‫‪ -1‬اللباس آلية للتعريف‬            ‫المصدر والهدف‪ ،‬لأن الفعل‬     ‫فالتحقت بكتائب الأقوياء في‬
                                      ‫الحربي يستند إلى «آليات‬
         ‫بالهوية المغربية‪:‬‬          ‫القتل الحقيقي»‪ ،‬بينما يقوم‬                ‫الدور الثاني‪.‬‬
 ‫يعد اللباس علامة سيميائية‬         ‫الفعل الكروي على «الطقوس‬       ‫‪-3‬الميدان‪ :‬لقد جرى تمثيل‬
‫ممتلئة دلاليًّا‪ ،‬لما ينطوي عليه‬       ‫الرمزية» في منظور سعيد‬     ‫فضاء لعبة كرة القدم تمثي ًل‬
‫من إيحاءات اجتماعية ودينية‬          ‫بنكراد‪ .‬هنا‪ ،‬تؤدي استعارة‬   ‫حربيًّا‪ ،‬فنكبة الأرجنتين أمام‬
                                    ‫الحرب في خطاب كرة القدم‬
     ‫وسياسية‪ .‬فاللباس عند‬           ‫وظيفة استعادية‪ ،‬إذ يتم من‬      ‫أحفاد أهل بدر واليرموك‬
  ‫رولان بارث نسق تواصلي‬            ‫خلالها استعادة زمن البطولة‬   ‫حدثت في «موقعة مشهودة»‪،‬‬

     ‫يساعدنا في التعرف على‬                                          ‫عرفت عند العجم بـ»يوم‬
  ‫ذواتنا‪ .‬وقد اتخذ الجمهور‬                                           ‫الهرير» بأرض الدوحة‪.‬‬
  ‫المغربي اللباس دا ًّل أيقونيًّا‬
 ‫للتعريف بالهوية المغربية في‬
‫المونديال‪ ،‬إذ عبرت من خلاله‬
   ‫المؤثرتان المغربيتان مريم‬
   ‫قدميري ولبنى الجوهري‬

    ‫عن تنوع مكونات الهوية‬
    ‫المغربية‪ .‬فقد استعرضت‬
    ‫المؤثرتان في فضاء سوق‬
   ‫واقف بالدوحة نمطين من‬
   233   234   235   236   237   238   239   240   241   242   243