Page 239 - merit 53
P. 239

‫الملف الثقـافي ‪2 3 7‬‬

‫بقيم الحشمة والعفة والوقار‪.‬‬                                   ‫مريم قدميري في مونديال قطر‬
  ‫وتنطوي هذه الاستراتيجية‬
‫المظهرية على إيحاءات كثيرة‪،‬‬           ‫(الترازا) إحدى رموزه‬    ‫ولبنى الجوهري‬
    ‫منها تشبث المغاربة بقيم‬           ‫المائزة‪ ،‬وهي من القطع‬
     ‫التراث الحضاري للأمة‬         ‫الرئيسة في النسق اللباسي‬                     ‫اللباس المغربي‪ ،‬أولهما‬
     ‫المغربية‪ ،‬وانفتاحهم على‬        ‫للمرأة لحمايتها من أشعة‬                 ‫معاصر يتمثل في سروال‬
    ‫قيم المعاصرة‪ ،‬فض ًل عن‬          ‫الشمس‪ ،‬فض ًل عن لباس‬                      ‫الجينز وقميص المنتخب‬
  ‫تنوع الهوية الثقافية للأمة‬        ‫الملحف الصحراوي الذي‬                  ‫المغربي‪ ،‬وثانيهما أصيل هو‬
   ‫المغربية بمكوناتها العربية‬      ‫ينتشر على نطاق واسع في‬                 ‫اللباس الأمازيغي السوسي‬
  ‫والأمازيغية والصحراوية‪.‬‬        ‫الجنوب المغربي‪ ،‬وهو لباس‬                 ‫الخاص بالمرأة الذي يتشكل‬
   ‫‪ -2‬القضية الفلسطينية‬          ‫من قطعة واحدة غير مخيطة‬
                                 ‫تلفه المرأة على جسدها عندما‬                   ‫من قطع متميزة‪ ،‬منها‬
‫والنبذ الشعبي للإسرائيلي‪:‬‬            ‫تخرج إلى الفضاء العام‪،‬‬                   ‫«الصاية» التقليدية‪ ،‬وما‬
    ‫الصورة من الاستجابات‬            ‫وذلك للتعبير عن تشبعها‬                 ‫يصاحبها من إكسسوارات‬
                                                                            ‫في طليعتها الحلي الفضية‪،‬‬
‫البلاغية التي أنتجها الجمهور‬                                             ‫والأحجار الكريمة‪ ،‬ثم اللباس‬
      ‫خلال المونديال للتعبير‬                                                ‫الريفي الذي تعد الشاشية‬

    ‫عن مواقفه السياسية‪ ،‬لما‬
‫تنطوي عليه من قوة تأثيرية‬

      ‫في الوجدان؛ فالصورة‬
     ‫بألف كلمة عند ريجيس‬
 ‫دوبري‪ .‬وقد حظيت القضية‬
  ‫الفلسطينية بحضور وازن‬
   ‫في الملاعب وفي هوامشها‪،‬‬
      ‫من خلال دوال رمزية‬

       ‫متعددة‪ ،‬منها الكوفية‬
  ‫والعلم واللافتات الدالة على‬
‫فلسطين‪ .‬وقد تفاعل مع هذه‬

    ‫الدوال الرمزية الجمهور‬
 ‫العربي الذي تشكل فلسطين‬

   ‫جز ًءا لا يتجزأ من ذاكرته‬
   ‫الفردية والجمعية‪ ،‬إذ دأب‬
    ‫المنتخب المغربي مث ًل على‬
    ‫رفع العلم الفلسطيني مع‬
  ‫العلم المغربي في الملعب بعد‬
    ‫كل انتصار‪ .‬خلا ًفا لذلك‪،‬‬
‫واجه إعلاميو الدولة العبرية‬
 ‫نب ًذا شعبيًّا في كل مكان‪ ،‬مما‬
   ‫دفع كثي ًرا منهم إلى إخفاء‬
  ‫هويته‪ .‬وقد عبرت الصورة‬

     ‫الكاريكاتيرية عن سبب‬
   234   235   236   237   238   239   240   241   242   243   244