Page 295 - merit 53
P. 295
293 ثقافات وفنون
كتب
هواري بومدين رشيد بوجدرة اليومية يحمل معان عدة ،كالطهر
والنجاسة والشرف والغدر.
شرف ابنته لكنه يغتصب أراضي نوازع الرجال الشيطانية وتستثار يحضر في الرواية دم الختان
الفلاحين ظلما ،ويسلبهم حقوقهم. شبقيتهم ،فيذهبون إلى مضايقتها.
بوجدرة ذهب إلى الأماكن القصية الذي يفزع منه الأطفال ،ويجعلهم
تضعها عائلتها تحت الحراسة يقيمون المكائد لختَّان القرية
في المجتمع الجزائري ليكشف داخل البيت وخارجها ،ترافقها
للقاريء عن بعض التجاوزات لأنهم يعتبرونه عدوهم اللدود،
امرأة عجوز أينما ذهبت. ودم عذرية سامية المسفوح
السياسية والاجتماعية التي كان البيت بالنسبة لسامية مثل
حدثت في فترات حرجة من تاريخ السجن ،وحين تكون بالخارج غد ًرا ،ودم الثوار الذي سال على
الجزائر ،انطلا ًقا من مرحلة الثورة مذبح الحرية ،ودم الديك الذي
تشعر بسجن أشد من سجن
التحريرية وصو ًل إلى الثورة البيت .تجد نفسها في مجتمع ادعت العرافة بأنه سيعيد لسالمة
الزراعية .رشيد بوجدرة يكتب محموم بالجسد ،لا ُتعامل فيه عقلها وصحتها« .كان القوم كلهم
وسط هذا المحيط المبطن بسبيخ المرأة كإنسان له كيانه الخاص،
الصمت والعدم .إنه يفضل الكتابة بل ينظر إليها الرجل كجسد يلبي متخوفين من تدفق الدماء التي
في هوامش الدهر والدمار .رواية غرائزه الجنسية ليس إلا .مجتمع سوف تلطخ الجدار ..ألا يكفيهم
الرعن تميزت بالسرد الفوضوي يتحدث عن الشرف ،يلخصه دم الثوار الممزوج بمياه الشلالات
واللغة المضمرة للإفلات من قبضة الرجل في بكارة ابنته أو أخته ولا
المباشرة والوضوح .نحج بوجدة يعنيه إن ل َّطخ شرف الآخرين.. والوديان ..ألا يكفيهم كل هذه
في الكتابة عن المسكوت عنه في سلمت سامية نفسها لصديقها الدماء الطاهرة يوم كان العدو
فترة من تاريخ الجزائر ،وفضح مهدي حتى تلطخ شرف والدها يلاحقنا فيتهمنا بأننا عصابة
مخططات الإقطاعيين الانتهازية، الإقطاعي الظالم ،انتقا ًما لشرف من المجرمين ليس إلا؟» الرواية
والكشف عن صور الاغتصاب التي المظلومين في وطنها والأخذ لهم ص ،204أرض الشرفاء رويت
بالثأر من مجتمع ذكوري مريض بدماء الشرفاء لتطيهرها من غدر
يمارسها الغالب على المغلوب بأهوائه ،ومن أب يحافظ على
الخائنين.
سامية دلالة رمزية عن الجزائر
التي د َّنس اللصوص والانتهازيون
شرفها الذي دافع عنه الشرفاء،
ونادية تلك العجوز المومس
تمثل فرنسا .تظهر بقناع المحب،
لا تتوانى في عرض إغراءاتها
وخدماتها لتصل لغايات تبتغيها
«نادية مركز المؤامرة وأساسها»
الرواية ص.316
باسم العرف والعادات تقهر
المرأة وتظلم وتسجن ،وتوصف
بالعاهرة على مر السنين إذا
أخطأت ،بينما ُيب َّرأ الرجل من
كل الأخطاء .سامية ابنة إقطاعي
ُعرف بظلمه واستبداده ،سلب
الفلاحين أراضيهم واستغلهم
أسوأ استغلال .كانت فتاة فاتنة
الجمال ،لمَّا تمر بالشارع تتحرك