Page 292 - merit 53
P. 292

‫«ك ُّل شيء جاهز الآن»‪:‬‬                             ‫العـدد ‪53‬‬                          ‫‪290‬‬
     ‫أربعين كاملة‪ ،‬لا شيء فيها‪،‬‬
                                                                            ‫مايو ‪٢٠٢3‬‬              ‫الأزر ُق‪ :‬في حفنة ما ٍء‬
         ‫غير ريح أبي ُعها للمراكب‬                                                                               ‫البقيّ ُة‪:‬‬
           ‫التي ُمنذ أربعين عا ًما‪،‬‬                 ‫ُك ِّذب حتى الم ْوت‬
                  ‫وبلا ُمقايض ٍة‪،‬‬        ‫المرأ ُة التي على ر ِّف الشاع ِر‪،‬‬                  ‫علب ُة ألوا ٍن لوجهي ال َّرمادي»‬
                                       ‫ضمت الشاعر في ب ْطنها‪ :‬بح ًرا‬
         ‫تغادر الميناء من دوني»‪.‬‬                                                             ‫جعل الهامش‬
  ‫إن المميز في مجموعة «لا تلتفت‬                     ‫وماتت ع ْجفاء»‪.‬‬                          ‫الأنثوي مت ًنا‬
   ‫لنراها» إعادتها قول الحياة من‬
                                       ‫الشاعرة التي باعت‬                               ‫كتبت سامية ساسي عن هواجس‬
     ‫جديد على طريقتها البسيطة‪،‬‬           ‫الرياح للمراكب‬                                ‫المرأة وعالمها‪ ،‬عن عشقها وجنونها‬
  ‫وخلقها لنظام جديد في التِّدلال‪،‬‬                                                      ‫ووجعها‪ ،‬فجعلت المه َّمش الأنثوي‬
‫وجعلها من المه َّمش مشغ ًل شعر ًّيا‬   ‫وكان للألم نصيب من نصوص‬                           ‫متنًا‪ ،‬وانتصرت لتفاصيل حياتها‬
                                       ‫الشاعرة‪ ،‬حيث تكشف لنا عن‬
    ‫محم ًل بأسئلة الذات والكتابة‬         ‫لحظة المكاشفة الشعرية‪ ،‬أو‬                           ‫وشواغلها الشخصية الأش َّد‬
     ‫وإنشائيَّة التفاصيل‪ ،‬فلم تعد‬                                                      ‫حميميَّة‪ ،‬ظهر ذلك بشكل لافت في‬
‫القصيدة اليوم رهينة البعد المج َّرد‬   ‫الإطالة على مدار ال ُّرعب على ح ِّد‬
    ‫عن اليوم َّي‪ ،‬وإ َّنما هي قول في‬   ‫عبارة محمد اليوسفي‪ ،‬فتنتهي‬                                  ‫نصها «حمل كاذب»‪:‬‬
                                                                                                      ‫ال ّشاع ُر الذي قال‪:‬‬
         ‫الوجود وفعل فيه في آنٍ‬         ‫حياتها كما بدأت تبيع الرياح‬
                                      ‫للمراكب‪ ،‬فيستحيل بذلك الفراغ‬                      ‫حفن ُة الما ِء في ج ْيبي الضي ِق‪ :‬بح ُر‬
                                       ‫امتلا ًء بالكلمات‪ ،‬تقول في نص‬
   287   288   289   290   291   292   293   294   295   296