Page 288 - merit 53
P. 288

‫العـدد ‪53‬‬                                          ‫‪286‬‬

                                              ‫مايو ‪٢٠٢3‬‬

     ‫على المدونة الشعرية للفقيدة‬  ‫رضوى عاشور‬                                      ‫مريد البرغوثي‬  ‫يوسف خديم الله‬
  ‫سامية ساسي وليوسف خديم‬
‫الله لاكتشاف أنهما‪ ،‬وبالرغم من‬
‫أنهما لا يصدران في كتابتهما من‬
   ‫نفس النبع‪ ،‬لكنهما يلتقيان في‬
 ‫جدول واحد‪ ،‬وبالرغم من أنهما‬
 ‫لا ينهلان من نفس المعجم‪ ،‬غير‬
 ‫أن لغتهما تتصادي متباعدتين‪.‬‬

      ‫لقد استطاعت صاحبة «لا‬
 ‫تلتفت لنراها» أن تؤسس عالمها‬
  ‫الشعري المتفرد بمعزل عن كل‬
‫الأصوات الشعرية التونسية‪ ،‬بل‬
‫وكان نصها على درجة عالية من‬
  ‫الذكاء‪ ،‬أنه ابتكر لنفسه أجنحة‬
‫بمنأى عن أجنحة زوجها يوسف‬

    ‫خديم الله‪ ،‬التي هي بدورها‬
  ‫متفردة‪ ،‬وأكثر ما يلفت الانتباه‬

                                           ‫ح ْلوى‪ ،‬فلا يحلو‪.‬‬                        ‫هذا البيت يتَّس ُع لشاعر ْين فقط‪.‬‬
                                                                                                     ‫هو‪ ،‬لا يتكلَّ ُم‪.‬‬
                                  ‫هو رج ٌل لا يخو ُن حميت ُه‪ ،‬لي ًل‪،‬‬
                                       ‫يغم ُسها كامل ًة في البحر‬                               ‫هي‪ ،‬لا تقول شيئًا‪.‬‬
                                  ‫صبا ًحا‪ ،‬يأك ُل أصابع ُه وحي ًدا‪.‬‬                ‫صبا ًحا‪ ،‬تفت ُح النواف َذ على ص ْيح ْة‬

                                      ‫هي‪ ،‬تع ُّض على شفتي ْيها‪،‬‬                                      ‫«جاك برال»‪.‬‬
                                          ‫هكذا‪ :‬خطو ًة‪ ،‬خطو ًة‪.‬‬                         ‫بخحطذأًا‪،‬ئ ِهي‪،‬دع ُس قدمها الحاف َي َة‬
                                  ‫وقب َل أن يدع َس قدمها بحذائه‪،‬‬                      ‫فتضح ُك‪ :‬على الر ُج ِل أن يتعلَّ َم‬
                                  ‫تع ُّد له قصائ َد عن حبَّة مل ٍح‬
                                              ‫تأكل جثَّت ْين‬                                   ‫الرق َص قب َل ال ِّشع ِر!‬
                                  ‫واح ًدا‬  ‫يبتيع ِلّت ُميالسّر ُعق شصا‪.‬ع ًرا‬  ‫في‬              ‫هكذا‪ :‬خطو ًة‪ ،‬خطو ًة‪.‬‬
                                                                              ‫لا‬            ‫في ُغرفت ْين ُمنفصلت ْين‪،‬‬

                                  ‫التواصل بين الاثنين هنا هو‬                                          ‫هي تر ُق ُص‪.‬‬
                                                                                      ‫ي ُدها الرطب ُة على كت ِف الهواء‪،‬‬
                                  ‫تواصل على المستوى الإبداعي‬
                                                                                                   ‫خ ُّدها على خ ِّده‪،‬‬
                                  ‫البحت‪ ،‬رغم الظرف الاجتماعي‬                         ‫خص ُرها النحي ُل في قبض ِة ي ِد ِه‪،‬‬
                                                                                   ‫يضر ُب بها وج َه مكتبِ ِه في غرفتِ ِه‬
                                  ‫القاسي ج ًّدا‪ ،‬والتواصل بين‬
                                  ‫الاثنين هنا هو تواصل متجاوز‬                                           ‫المجاورة‪.‬‬
                                                                                   ‫فتنتبِ ُه‪ :‬على المرأ ِة أن تتعلّ َم ال ِّشع َر‬
                                  ‫للعلاقة العادية‪ ،‬والتواصل هنا‬
                                                                                         ‫قبل الرقص والح ِّب أي ًضا!‬
                                  ‫هو في حد ذاته مرقى شعري‪،‬‬                                    ‫ترف ُع َشعرها بقل ِمها‪،‬‬

                                  ‫ودون التعرض للخصوصية‬                            ‫تفت ُح ك ُتبًا كثيرة‪ ،‬و ُتع ُّد ل ُه القصائ َد‬

                                  ‫الشخصية للعائلة‪ ،‬فيكفي الاطلاع‬
   283   284   285   286   287   288   289   290   291   292   293