Page 287 - merit 53
P. 287

‫‪285‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫تأبين‬

     ‫سامية ساسي‪..‬‬

     ‫كانت قصيدة على‬                                                       ‫عبد الوهاب‬
                                                                          ‫الملوح‬
     ‫درجة من التجاوز‬
                                                                          ‫تونس‬

                                     ‫والتسامي!‬

    ‫يؤكد شعرية الزوج المتجاوزة‬       ‫اختراق للزمن وقدرة على الصبر‬         ‫أن أبقى محتفظة بنفس‬              ‫"غريب‬
   ‫لشرط وضعه الاجتماعي كرب‬           ‫في ظل ظروف اجتماعية بئيسة‪،‬‬            ‫النظرة إلى شخص ما‬
‫عائلة في مجتمع محكوم بالعادات‬        ‫لو لم تكن مبنية على رؤى أعمق‬          ‫طوال ثلاثين عا ًما‪ ،‬أن‬
  ‫والتقاليد المضطهدة‪ ،‬ولكن يؤكد‬        ‫في العلاقة بين امرأة ورجل في‬          ‫يمضي الزمن وتمر‬
                                     ‫مجتمع متخلف كالمجتمع العربي‬               ‫السنوات وتتبدل‬
      ‫أكثر إيمانه بزوجته المبدعة‬     ‫الإسلامي‪ ،‬والذي لم يتحرر بعد‬
    ‫باعتبارها إنسا ًنا‪ ،‬يضيف لهذا‬      ‫من الخضوع لحالة الاضطهاد‬           ‫المشاهد وتبقى صورته‬
 ‫ما قد ُت ْقدم على فعله الزوجة من‬    ‫الاجتماعي داخل الأسرة خاصة‪،‬‬             ‫كما ق َّرت في نفسي في لقاءاتنا‬
 ‫ابتكارات‪ ،‬وما قد يسبب لها ذلك‬         ‫وأنه من الصعب ‪-‬وإن لم يكن‬                                 ‫الأولى»‪.‬‬
‫من اتعاب وأخطار‪ .‬غير أن الرباط‬
    ‫بين الشاعر يوسف خديم الله‬           ‫من المستحيل‪ -‬ترسيخ علاقة‬          ‫هذه عبارة لافتة لصاحبة «ثلاثية‬
    ‫وسامية ساسي الأم الشاعرة‬             ‫بين اثنين إذا كانا خصو ًصا‬        ‫غرناطة» وهي لافتة لأنها تقاوم‬
                                       ‫من الوسط الأدبي‪ ،‬رغم بعض‬             ‫الصدأ وتتحدي البلى في العلاقة‬
      ‫الزوجة كان حالة استثنائية‬           ‫الحالات النادرة مثل محمد‬
  ‫بامتياز‪ ،‬لأنها أعلى سم ًّوا وأرقى‬  ‫الماغوط وسنية صالح‪ ،‬أمل دنقل‬              ‫بالآخر القريب المقرب بمريد‬
  ‫تجليًا من كل بقية الزيجات التي‬     ‫وعبلة الرويني‪ ،‬على أحمد سعيد‬         ‫البرغوثي زوجها الصديق؛ يعرف‬
   ‫أتيت على ذكرها‪ ،‬يكفي أن نقرأ‬
‫قصيدتها «تعلِّم ُه ال ّرق َص» (ص‪)11‬‬                  ‫وخالدة سعيد‪.‬‬           ‫الجميع ذلك الرابط المقدس ببن‬
                                      ‫وقد أكدت مثل هذه الارتباطات‬            ‫رضوي عاشور الكاتبة ومريد‬
     ‫من ديوان «لا تلتفت لنراها»؛‬     ‫أنه من الممكن التمرد على الزواج‬
    ‫لنرى بعين قلوبنا قداسة هذه‬       ‫المدني ليصبح زوا ًجا إبداعيًّا‪ ،‬بما‬       ‫البرغوثي الشاعر الكثير‪ ،‬بل‬
                                                                          ‫يمكن اعتبار الاثنين من الثنائيات‬
          ‫العلاقة ومدى سموها‪:‬‬
                                                                              ‫الاستثنائية في الوسط الأدبي‬
                                                                           ‫العربي‪ ،‬فلم تكن علاقتهما مجرد‬
   282   283   284   285   286   287   288   289   290   291   292