Page 4 - الأخلاق-الخير-والسعادة
P. 4
إن ھذه اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻹﺣراﺟﺎت ،وﻣﺎ ﺗطرﺣﮫ ﻣن ﺗوﺗرات وﺗﻔرﺿﮫ ﻣــن
ﺗﻣﺛل ﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻧﮭﺎ إﻻ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺗد ّرج وإﺷﻛﺎﻟﻲ ﻓﻲ ذات اﻟوﻗت،
ﻧﻘ ّدره ﺿﻣن ﺗﺧطﯾطﻧﺎ اﻟﺗﺎﻟﻲ:
*** اﻟﺗﺧطﯾــــــــــط:
-1ﻓﻲ أھﻣﯾّﺔ اﻷﺧﻼق وﻋﻼﻗﺗﮭﺎ ﺑﺎﻟﺧﯾر واﻟﺳﻌﺎدة.
-2ﻓﻲ ﻣﻌﻧﻰ اﻟواﺟب اﻷﺧﻼﻗﻲ.
-3اﻟواﺟب اﻷﺧﻼﻗﻲ ﺳﺑﯾل ﻟﻐُﻧم اﻟﺳﻌﺎدة.
-4ﻋدم ﺗطﺎﺑﻖ اﻟواﺟب اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻣﻊ ﻣطﻠب اﻟﺳﻌﺎدة.
-5ﻓﻲ ﺗﻧﺳﯾب ﻣطﻠب اﻟﺳﻌﺎدة.
....................................................................................................
1
ﻻ ﯾﺧﺗﻠف اﻟﻧﺎس ﻓﻲ ﻋﺻرﻧﺎ ﺣول ﺗر ّدي اﻟوﺿﻊ اﻷﺧﻼﻗﻲ اﻟذي أﺻﺑﺢ ﻣﺣﻛوﻣﺎ ﺑﻘﯾم اﻟﻧﺟﺎﻋﺔ
واﻟ ّرﻓﺎه ،واﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻹﺳﺗﮭﻼﻛﯾﺔ اﻟظرﻓﯾّﺔ اﻟﻣﺗﺑ ّدﻟﺔ ،وﻛل ذﻟك ﺗﺣت ﺗﺄﺛﯾر ووﻗﻊ اﻷﻧظﻣﺔ
اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ذات اﻟﺗو ّﺟﮫ اﻟذي ﺗﺣﻛﻣﮫ اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﻛدﯾس اﻟﺛروة واﻟرﺑﺢ ﻣن ﺟﮭﺔ ،دون اﻛﺗراث
ﺑﺎﻟﻘﯾم ،واﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻹﻣﺑرﯾﺎﻟﯾّﺔ ذات اﻟﺗو ّﺟﮫ اﻟﻛﻠﯾﺎﻧﻲ اﻹﺳﺗﺑدادي اﻟﻌﻧﯾف اﻟذي ﺗﺣﻛﻣﮫ
اﻟ ّرﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﻣزﯾد اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺳﻠطﺔ واﺣﺗﻛﺎرھﺎ إﻟﻰ اﻟﺣدود اﻟﻘﺻوى ﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ.
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻛﺗﺳﺎح اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻛل اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﻘﯾﻣﯾّﺔ ،وﺗﺣوﯾﻠﮭﺎ ﻟﻺﻧﺳﺎن ﻣن ﻛﺎﺋن ﻋﻣﻖ
أﻧطوﻟوﺟﻲ ﯾﺣﯾل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣﻌّن ﻷﺟل اﻟﻔﮭم إﻟﻰ ﻛﺎﺋن ﻣﺳ ّطﺢ اﻷﺑﻌﺎد ﯾﺗ ّم اﻹﻛﺗﻔﺎء ﺑﺗﻔﺳﯾره
ﺿﻣن ﺷﺑﻛﺔ ﻣﻌﺎدﻻت ﺻﺎرﻣﺔ .ﺛ ّم ﺗﺣوﯾﻠﮫ ﻣن ذات ﺗﻌﺗﺑر اﻹﺧﺗﻼف اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻟﺗﻧوع
اﻟﺣﺿﺎري ﺳﻣﺔ وﺟودھﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ وﻣﺻدر ﺛراﺋﮭﺎ إﻟﻰ ذات أﺣﺎدﯾّﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﺗﺄزﻣﺔ اﻟﮭو ّﯾﺔ
ﻣﺗﻣﺎﺛﻠﺔ ﺑﻛل اﻟذوات ﻓﺎﻗدة ﻟﺗﻣﯾّزھﺎ وﻓرادﺗﮭﺎ .وأﻣﺎم ھذا اﻟﺗر ّدي اﻟذي ﯾُﻔﻘد اﻹﻧﺳﺎن ﻗﯾﻣﺗﮫ،
ﺗﺻﺑﺢ اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ واﻹﯾﺗﯾﻘﯾّﺔ ُﻣﻠ ّﺣﺔ ﺑﻌد أن اﻋﺗﻘدﻧﺎ ﻟزﻣن طوﯾل ﻓﻲ ﻧﻔﺎذ
أدوارھﺎ وﺑﻌد أن ازداد ذﻟك اﻹﻋﺗﻘﺎد ﺗﻛﺛﻔﺎ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻣﻧطﻖ اﻟﻌوﻟﻣﺔ ،ﻋﺳﺎﻧﺎ ﻧﻌﺛر ﻣن ﺧﻼل ھذه
اﻟﻌودة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾُﻌﯾد ﻟﻘﯾﻣﻧﺎ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾّﺔ اﻟﻣﮭدورة ﻣﻛﺎﻧﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﺻﻣﯾم وﺟود ﺻﺎر ﻣﺗﺄزﻣﺎ،
وﯾﺳﺗﻌﯾد ﺑﮫ اﻹﻧﺳﺎن رھﺎن إﻧﺳﺎﻧﯾﺗﮫ وﻛوﻧﯾﺗﮫ .وﻟﻛن ،أ ّي ﻣﻌﻧﻰ ﻟﻺﯾﺗﯾﻘﺎ وأﯾّﺔ دﻻﻟﺔ ﻟﻸﺧـــﻼق؟.
-ص - 02