Page 3 - الدولة
P. 3
اﻟﻣﻌﺎﻧـــــــﻲ :اﻟﺣﻖ – اﻟﺳﯾﺎدة – اﻟﻣواطﻧﺔ – اﻟﺳﻠطﺔ – اﻟﻌﻧف – اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ – اﻟدﯾﻣﻘراطﯾّﺔ –
اﻟﻣواطن اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ...
اﻟﺗﻣﮭﯾــــد :ﻟﻌ ّل اﻟ ّرﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟ ّدواﻋﻲ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾّﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل ﻣن اﻟ ّدوﻟﺔ ﺑﯾن ﺣ ّدي
اﻟﺳﯾﺎدة واﻟﻣواطﻧﺔ ﻣﺑﺣﺛﺎ ﻓﻠﺳﻔﯾّﺎ ،ﺗﺗﺣ ّدد ﻣن ﺧﻼل طرح اﻟ ّﺳؤاﻟﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﯾن وﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻹﺟﺎﺑﺔ
ﻋﻧﮭﻣـــــﺎ:
-أ ّوﻻ :ﻣﺎ اﻟذي ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﯾﮫ ﻓﻲ اﻹﻧﺳﺎن ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻧﻔ ّﻛر ﻓﻠﺳﻔﯾﺎ ﻓﻲ اﻟ ّدوﻟﺔ؟.
-ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻣﺎ اﻟذي ﯾﺷ ّرع ﻟﻠﺗﻧﺎول اﻟﻔﻠﺳﻔﻲ إدراج ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟدوﻟﺔ ﺿﻣن ﺗﻔﻛﯾرھﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﯾم ﺑﯾن
اﻟﻧﺳﺑﻲ واﻟﻣطﻠﻖ؟.
ذﻟك أ ّن اﻟﺳؤال اﻷ ّول ،ﯾﮭدف طﺑﻘﺎ ﻟﻣﻧطوﻗﮫ إﻟﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ رﺻد اﻟﻣدﻟول اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﺿﻣن ﻣﺟﺎل
اﻟواﻗﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟذي ﺗﻌﺑّر ﻋﻧﮫ اﻟ ّدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣواطﻧﺔ واﻟﺳﻠطﺔ واﻟﺳﯾﺎدة وأﺷﻛﺎل
اﻟﺣﻛم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،وﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎﻧﯾّﺔ اﻟﻔردﯾّﺔ واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾّﺔ ﻓﻲ أﺑﻌﺎدھﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾّﺔ وﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺣرﯾّﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻌﻧف اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﯾﺛﻧﯾﮭﺎ ﻋن
اﻟﺗﺣﻘﻖ ﺑﻔﻌل ﺻدوره ﺑﺷﻛل ﻏﯾر ﻣﺑ ّرر ﻋن اﻷﻓراد واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ،أو ﺑﻔﻌل اﻧﺑﺛﺎﻗﮫ ﺑﺷﻛل ﻣﺑ ّرر
ﻋن اﻟدوﻟﺔ ذاﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ إﻛراھﺎت اﻟﻘواﻧﯾن اﻟ ُﻣﻠزﻣﺔ ﻹرادات
ورﻏﺑﺎت اﻟﺟﻣﯾﻊ وﺿﺑط اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻠزﻣن ﺑﺎﻹذﻋﺎن ﻟﮭﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾﻖ ﻣدﻧﯾّﺔ اﻹﻧﺳﺎن.
وﺑﮭذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ،ﻓﮭو ﺳؤال ﯾطﻠب ﺗﻣﺛﻼ ﻣﻌﻘوﻻ وﻣﻘﺑوﻻ ﻟواﻗﯾّﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﺿﻣن ﻣواطﻧﺗﮫ اﻟﺗﻲ
ھﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾرة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻋن ﺗﺣﻘّﻘﮫ اﻟﻔﻌﻠﻲ ﺿﻣن واﻗﻊ اﻹﺟﺗﻣﺎع اﻟﻣدﻧﻲ واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻛﻣﺎ ﺗﺣددھﺎ
طﺑﯾﻌﺗﮫ وﺗﺎرﯾﺧﮫ وﺛﻘﺎﻓﺗﮫ .وھو ﻓﻲ ذات اﻟﺣﯾن ﺳؤال ﯾﺗر ّﺻد ﺗﻣﺛل اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﺛﻠﻰ اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ
ﻟﻺﻧﺳﺎن ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﻛون ﻣواطﻧﺎ .ﻛﻣﺎ ﯾﮭدف ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ إﻟﻰ اﺳﺗﺧﻼص ﻣﻌﻧﻰ اﻟ ّدوﻟﺔ واﻟﻧظر
ﻓﻲ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﺗﻣﺛل اﻹطﺎر اﻷﻧﺳب ﻟﻺﻧﺳﺎن أم أﻧﮭﺎ ﻣﺟ ّرد وھم ﻣن واﺟﺑﻧﺎ اﻟﺗﺧﻠص ﻣﻧﮫ.
أ ّﻣﺎ اﻟﺳؤال اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋن ﻣﺷروﻋﯾّﺔ اﻟﺗﻧﺎول اﻟﻔﻠﺳﻔﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﯾﺎدة واﻟﻣواطﻧﺔ ،وﻋﻼﻗﺗﮭﺎ
ﺑﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻘﯾم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾّﺔ ،ﻓﮭو ﺗﺳﺎؤل ﯾُﺳﺗﻔرغ ﻣن ﻛل ﻣﺑ ّرراﺗﮫ ﻟﻣﺟ ّرد ﺗذ ّﻛر اﻟدور اﻟ ّﺳﯾﺎﺳﻲ
ﻟﻠﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟﻌﻘﻼﻧﯾّﺔ ﻣﻧذ ﻧﺷﺄﺗﮭﺎ ﻣﻊ "ﺳﻘراط" اﻟذي ﺗﻛﻔّل ﺑﻧﻘد ﺳﯾﺎﺳﺔ "أﺛﯾﻧﺎ" اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾّﺔ
)اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟ ّدوﻟﺔ( اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﻧﺗﺳب إﻟﯾﮭﺎ ،وﺣﻣل ﻣواطﻧﯾﮭﺎ ﻋﻠﻰ أن ﯾﻔ ّﻛروا ﺑﻌﻘوﻟﮭم دون ﺗﺳﻠﯾم
ﺑﺷراﺋﻊ اﻟﺳﻔﺳطﺔ آﻧذاك ﻓﺗ ّﻣت ﻣﺣﺎﻛﻣﺗﮫ وإﻋداﻣﮫ .وھو ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻣﮭ ّﻣﺔ
-ص-01