Page 54 - فن المقال الصحفي
P. 54

‫ومن جهة أورى فإن أية رحيفة‪ ،‬تفتقر في سياستها التحريرية إلى هدف‬
‫ماء أو تغدو بلا سياسة تحريرية على الإطلاق‪ ،‬إنما تشيه غاليا محركة بطاريته‬
‫مستهل ة تصلح‪ .‬والتشبيه شا ع جار على الألسن ول نه مناسب‪ .‬والصحيفة‬
 ‫في هذه الحال بلا لاول و قو ‪ .‬والفساد الذي يدب في أعمد الأويار پلی عاد‬
‫إهمال وظيفة المقال الصحفي‪ ،‬وتصيح الصحيفة مزيجا من الأويار غير‬
‫الواضحة وغير المهضومة‪ ،‬وبصفة عامة بدون هدف إ مجرد محاولة لإثار‬
‫ا هتمام بين الق ارء‪ ،‬وتيف دا ما وجها لوجه مع المذهب القا ل بأن الح أسام‬
‫المعرفة باعتياره الوسيلة الولايد ستم ارر ا هتمام‪ ،‬والتعادلية الوظيفية تضع‬
‫إلى جانب الخبر ال اري ‪ -‬وال ارئ لي دا ما في "سياسة"‪ .‬إنها ‪ -‬كما يقول د‪.‬‬
‫ألامد زكي ‪ -‬آ ارء تغزو م ارفق العيش جميعا‪ ،‬تغزو التربية والتعليم‪ ،‬تغزو ش ون‬
‫الشياب جميعا‪ ،‬ربية اليوم ورجال الغد‪ ،‬تغزو معاهد العرفان جميعا‪ ،‬من ال تاتيب‬
‫الصغير إلى الجامعات ال بير ‪ ،‬تغزو الفلاح في مزرعته فردا‪ ،‬وتغزوه أسر‪،‬‬
 ‫وتغزوه ف ة قد ت ون أكبر الف ات جميعا‪ ،‬تغزو الصانع في مصنعه‪ ،‬وعلى ما د‬
‫المصنع ومن بعد رواح‪ ،‬وتغزوه منفردا‪ ،‬وتغزوه مت تلا‪ ،‬وتصحب املا له‪ ،‬لاييما‬
‫رار‪ ،‬ونلى أي شي رار‪ .‬وغير الفلاح‪ ،‬وغير الصانع‪ ،‬توجد في الأمة طوا ف‬
‫أورى تامل العيش وتخشاه‪ :‬مدرسون‪ ،‬كتية‪ ،‬تجار عمال تجار ‪ ،‬رجال الشرطة‪،‬‬
‫رجال جيش‪ ..‬كل هذه ش ون‪ ،‬متوافقة ألايانا متخالفة ألايانا بد من أن يقال‬
‫فيها على الملأ اليتنور بها النام‪ ،‬بد من بسطها على ما د يتداول النام من‬
 ‫لاولها‪ ،‬وليست ما د اوسع و أشيع؛ من ما د الصحافة‪ ،‬ما د ال أری؛ ما د‬

                                                              ‫ارط ار الآ ارء‪.‬‬

                                                             ‫‪40‬‬
   49   50   51   52   53   54   55   56   57   58   59