Page 185 - ملف الإنجاز مقرر المنهج وتنمية التفكير_Neat.
P. 185
المقدمة:
التفكير ملكة يمتلكها جميع البشر حبا الله الإنسان بها دون غيره من المخلوقات وتوظيف هذه
الملكة في مواجهة الصعوبات وحل المشكلات اليومية التي تواجهه تمكنه من التوصل لتفسيرات
متنوعة للظواهر المختلفة المحيطة به والتكيف مع التغيرات السريعة المتلاحقة في كافة جوانب
الحياة.
ولا شك أن لكل فرد أسلوبه الخاص في التفكير ،والذي يتأثر بنمط تنشئته ،ودافعيته ،وقدراته،
ومستواه التعليمي ،وغيرها من الخصائص والسمات التي تميزه عن الآخرين ،الأمر الذي أدى
إلى غياب الرؤية الموحدة لدى الباحثي والتربويي وتباين وجهات نظرهم بصوص مفهوم
التفكير وماهيته.
ويعد التفكير من العوامل الأساسية في حياة الإنسان ،فبه يتم توجيه الحياة وتجنب الأخطار
والتحكم في الطبيعة وتسييرها لصالحه ،ومن أجل ذلك تسعى كل النظم التعليمية إلى تنمية
التفكير لدى المتعلمي في مختلف المراحل العمرية من خلال تدريس التفكير والتدرب على
امتلاك وإتقان مهاراته وإمكانية توظيفها في المكان المناسب والوقت المناسب.
فتدريس وتنمية التفكير لدى المتعلمي ليس بالأمر السهل في ظل وجود بيئات تعليمية
تعتمد على تلقي المتعلم للمعلوماتكما هي دون التفكير فيها ،والعمل على حفظ المتعلم لهذه
المعلومات واستظهاراها (العليمات وآخرون.)2008 ،
وعلى هذا كان من الطبيعي أن تتعالى الأصوات التي تنادي بضرورة تدريس التفكير
للمتعلمي لرفع كفاءة الأداء العقلي لهم باستخدام نماذج تدريس وتعليم التفكير ،التي تساعد
المتعلم على التفكير وتنمية قدراته على الابتكار وممارسة مهارات التفكير في مجالات الحياة
المختلفة.
وتهتم العلوم الطبيعية بدراسة الظواهر المادية على الأرض ،وفي الكون المحيط بنا ،وتشكل
أساسا للعلوم التطبيقية ،وتسهم معها في تقدم الأمم ورقي الشعوب ،وتحقيق الرفاهية للإنسان
؛ فالعلم هو مفتاح النجاح والتنمية .ولهذا يحظى تعليم العلوم الطبيعية بمكانة خاصة في الأنظمة
التربوية ؛ حيث تكرس الإمكانات لتحسي طرق تدريسها ،وتطوير مضامينها وتنظيمها وفق
أحدث التوجهات التربوية ،وتطوير وتوفير المواد التعليمية التي تساعد المعلمي والطلاب على
تحقيق أهداف تدريس هذه المادة على الوجه الأكمل والأمثل .
5