Page 81 - thirdsecondary

‫المعرفة عن الآخر‪:‬‬

‫الشكل (‪ :)5‬سوق الورد في دمشق رسمها شارلز روبرتسون‬ ‫كيـف يمكـن لنـا أن نبنـي معرفـة عـن‬
‫عام ‪1859‬م‪ ،‬تظهر اللوحة بوابة سوق لم يعرف مكانه في‬
‫دمشق‪ ،‬ولعل المستشرق اختلط عليه الموضوع بين أسواق‬ ‫الآخـر؟ مـا هـي درجـة الموضوعّيـة؟ مـن‬
‫دمشق وأسواق القاهرة‪ ،‬إذ الباب الموجود في اللوحة مزخرف‬ ‫الصعـب بنـاء معرفـة علمّيـة صحيحـة عـن‬
‫بزخارف هي أقرب إلى الزخارف القاهرّية‪ ،‬أرشيف عماد الأرمشي‪.‬‬ ‫الآخـر دون وجـود علاقـات احتـ ارم متبـادل‬

‫ف ّكر في‪:‬‬ ‫بيـن الطرفيـن‪.‬‬
‫‪ -1‬ما الأسس الواجب اتّباعها عند الكتابة عن الآخر؟‬
‫‪ -2‬كيف يمكن لظاهرة الاستش ارق أن تكون موضوعّية؟‬ ‫اَتّخذت العلاقا ُت منذ نشأت الحضا ارت‬
‫بيـن الشـرق والغـرب الطابـع التجـار ّي‪ ،‬ثـّم‬
‫‪ -3‬توقّع النتائج الثقافّية لوجود ظاهرة الاستش ارق‪.‬‬ ‫دفعـت الأطمـاع الاقتصادّيـة والسياسـّية‬
‫‪ -4‬أين تجد عدم الّدقة في اللوحة؟‬ ‫كلا الطرفيـن لمحاولـ ِة ال َّسـيطرة إو�خضـا ِع‬

‫‪67‬‬ ‫الجانـب الآخـر أو احتوائـه ثقافّيـاً‪.‬‬
‫وفـي العصـور الحديثـة أّدت‬
‫محاولـةُ الغـرب لفهـم ال َّشـرق إلـى نشـوء‬
‫حركـة ُوصفـ ْت بأَّنهـا علمّيـة أُطُلـ َق‬
‫عليهـا الاستشـ ارق‪ ،‬الـذي بلـغ أوجـه فـي‬

‫النصـف الثانـي مـن القـرن التاسـع عشـر‪،‬‬

‫وشـ ّكل بمعظمـه جـزءاً مـن ثقافـة الغـرب‬

‫التـي فرضـت نفسـها علـى أّنهـا الثقافـة‬
‫العالمّيـة الإنسـانّية‪ ،‬وقـد تطـّورت الد ارسـات‬
‫الاستشـ ارقّية مـن د ارسـة اللغـة‪ ،‬إلـى‬
‫د ارسـة التاريـخ‪ ،‬إلـى الد ارسـات الإقليمّيـة‪،‬‬
‫إلـى د ارسـة الإنتربولوجيــا‪ ،‬ومصطلـح‬

‫الاستشـ ارق في حّد ذاته كتسـمية قد اختفى‬
‫و ازل فـي الوقـت الحاضـر‪ ،‬ولكّنـه كحركـة‬
‫ثقافّيـة لا يـ ازل مسـتم اًر بقـّوة‪ ،‬مدفوعـاً بنفـس‬

‫دوافعـه القديمـة‪.‬‬