Page 41 - الملكية الفكرية العدد الثاني17-8-2025

‫لجنة حماية الملكية الفكرية ‪ -‬المجلس الأعلى للثقافة‬

‫بعيـد مـا هـو منصـوص عليـه فـي المـادة ‪ 544‬مدنـي‪،‬‬ ‫الت ازحـم بيـن المالـك العـادي للمـال‪ ،‬والشـخص الـذي‬
‫بشـأن الملكيـة العاديـة‪ .‬وقـد تابـع ‪ Gautier‬تحليلـه‬ ‫أبدعـه‪ ،‬ملاحظـاً أن صـورة المقهـى تشـكل ملكيـة غيـر‬
‫بقولـه‪« :‬إن المصنـف يتمثـل فـي العقـار‪ ،‬وبالتالـي فـإن‬ ‫ماديـة ينبغـي أن تخضـع لنظـام قانونـي خـاص بهـا‪ .‬وقـد‬
‫المهنـدس المعمـاري هـو صاحـب حقـوق المؤلـف عليـه”‪.‬‬ ‫أكـد أن مبـدع المـال (المهنـدس المعمـاري فـي حالتنـا)‬
‫وهـو مـا يمنـع إمكانيـة أن يفيـد مالـك الدعامـة الماديـة مـن‬ ‫لـه حـق ملكيـة فكريـة علـى مـا أبدعـه‪ ،‬لقـاء المجهـود‬
‫الذهنـي الـذي بذلـه فـي ابتـكار المصنـف‪ ،‬اسـتناداً إلـى‬
‫المـال غيـر المـادي‪ ،‬أي مـن الصـورة (‪.)24‬‬ ‫المادة (‪ )1-111.L‬من تقنين الملكية الفكرية الفرنسـي‪،‬‬
‫والتـي اسـتوحت مضمونهـا مـن المـادة ‪ 544‬مـن التقنيـن‬
‫ومـن خـال هـذا التحليـل‪ ،‬يمكننـا القـول إن الشـيء‬ ‫المدنـي‪ ،‬التـي تقضـي بـأن المؤلـف يتمتـع علـى مصنفـه‪،‬‬
‫المـادي يدخـل فـي نطـاق الملكيـة التقليديـة‪ ،‬فـي حيـن‬ ‫لمجـرد إبداعـه‪ ،‬بحـق ملكيـة غيـر ماديـة اسـتئثاري‪ُ ،‬يحتـج‬
‫أن صورتـه‪ ،‬التـي تمثـل نسـخاً لشـكله المـادي الخارجـي‪،‬‬ ‫بـه علـى الكافـة‪ .‬ويلاحـظ أن هـذا النـص يشـبه إلـى حـد‬

‫تدخـل فـي نطـاق الملكيـة غيـر الماديـة‪.‬‬ ‫قامـت السـيدة ‪ Gondrée‬بعمـل «كارت بوسـتال» يمثـل واجهـة‬
‫المنـزل‪ .‬وفـى عـام ‪ 1994‬قامـت شـركة ‪ Dubrey‬للنشـر بتوزيـع‬
‫لكـن السـؤال الـذي يطـرح نفسـه هـو‪ :‬هـل تسـتوعب‬ ‫«بطاقـات بريديـة» لصـورة المقهـى المملوكـة للسـيدة ‪ Gondrée‬دون‬
‫قواعـد الملكيـة التقليديـة الأشـياء المعنويـة أيضـاً؟‬ ‫الحصـول علـى ترخيـص منهـا‪ .‬رفعـت السـيدة ‪ Gondrée‬دعـوى‬
‫علـى الشـركة مطالبـة بتوقيـع الحجـز علـى هـذه البطاقـات البريديـة‬
‫فلـو أخذنـا بالـ أري القائـل بـأن المـادة ‪ 544‬مـن‬ ‫والكليشـيه المسـتخدم لتصنيعهـا‪ ،‬وكذلـك التعويـض عـن الضـرر‬
‫التقنيـن المدنـي الفرنسـي تنطبـق كذلـك علـى الأشـياء‬ ‫الـذى أصابهـا‪ .‬وقـد أسسـت دعواهـا علـى مكناتهـا كمالـك للمـكان‪،‬‬
‫غيـر الماديـة‪ ،‬لوجـب الاعتـ ارف بـأن لمالـك الشـيء‬ ‫وعلـى المنافسـة غيـر المشـروعة التـى تعرضـت لهـا‪ ،‬واسـتعمال‬
‫المـادي حـق ملكيـة علـى صورتـه‪ ،‬باعتبارهـا مـن الأمـوال‬ ‫اسـمها فـى غـرض تجـارى بـدون ترخيـص منهـا‪ .‬رفضـت محكمـة‬
‫المعنويـة‪ .‬لكـن مـا مصيـر حقـوق المهنـدس المعمـاري‬ ‫اسـتئناف ‪ Caen‬جميـع طلباتهـا علـى سـند مـن القـول بـأن‪« :‬التقـاط‬
‫الـذي أعـد التصميمـات المعماريـة للبنـاء؟ فهـذا الأخيـر‬ ‫الصـورة بـدون إذن مالـك العقـار الظاهـر أمـام أعيـن الجمهـور‬
‫ُيعـد‪ ،‬بـا شـك‪ ،‬مؤلفـاً لمصنـف ذهنـي‪ ،‬طبقـاً لتشـريعات‬ ‫ونشـرها من أجل الاسـتغلال التجاري‪ ،‬لا يشـكل اعتداء أو مساسـاً‬
‫بالسـلطات المقـررة للمالـك علـى شـيئه» حتـى لـو كان العقـار‬
‫الملكيـة الفكريـة‪.‬‬ ‫يمثـل الموضـوع الرئيسـي للصـورة كمـا هـى الحـال فـى القضيـة‬
‫المعروضـة‪ .‬وأضافـت المحكمـة بـأن صـورة الأمـوال غيـر مشـمولة‬
‫ألا يثيـر ذلـك تنازعـاً بيـن حقـوق مالـك البنـاء‪ ،‬الـذي‬ ‫بحمايـة القانـون‪ ،‬فاسـتعمال الصـورة لا يكـون محظـو اًر إلا فـى‬
‫يملـك بالتبعيـة صورتـه‪ ،‬وحقـوق المعمـاري الـذي أبـدع‬ ‫حالـة الاعتـداء أو المسـاس بحرمـة الحيـاة الخاصـة أو فـى حالـة‬
‫هـذا البنـاء؟ أليسـت ملكيـة الجانـب المعمـاري تتضمـن ـ‬ ‫التعسـف الواضـح والـذى لـم يقـم الدليـل عليـه فـى الدعـوى الماثلـة‬

‫بالضـرورة ـ ملكيـة صورتـه؟‬ ‫أمـام المحكمـة‪.‬‬
‫طعنـت السـيدة ‪ Gondrée‬بالنقـض علـى حكـم الاسـتئناف‬
‫فمـا الحكـم إذا أذن المعمـاري للغيـر باستنسـاخ‬ ‫واسـتندت فـى حيثيـات طعنهـا علـى نـص المـادة ‪ 544‬مـن التقنيـن‬
‫صـورة البنـاء الـذي ُنفـذ علـى أسـاس تصميماتـه‪ ،‬بينمـا‬ ‫المدنـى وقالـت إن الاسـتغلال التجـاري لصـورة المـال يدخـل ضمـن‬
‫رفـض المالـك ذلـك؟ وقـد وقـع هـذا الفـرض بالفعـل فـي‬ ‫المكنـات التـى يمنحهـا هـذا النـص للمالـك‪ ،‬وإن لهـذا الأخيـر الحـق‬
‫فـى الترخيـص أو المنـع لـكل اسـتعمال لصـورة المـال‪ ،‬بحيـث‬
‫‪ 24‬ارجع فى ذلك ‪:‬‬ ‫يشـكل كل اسـتعمال غيـر مرخـص بـه اعتـداء علـى حـق الملكيـة‪.‬‬
‫‪«Lorsque l’oeuvre est un immeuble, c’est donc‬‬ ‫وهـذا الاعتـداء واضـح ولا شـك فيـه فـى هـذه الحالـة حيـث كانـت‬
‫‪l’architecte qui sera le titulaire des droits», v. P.-‬‬ ‫الطاعنـة تقـوم بالاسـتغلال التجـاري لصـورة عقارهـا بنفسـها وذلـك‬
‫‪Y. GAUTIER, «Le droit subjectif sur l’image d’un‬‬ ‫علـى شـكل بطاقـات بريديـة ‪ .Cartes postales‬وفـى ‪ 10‬مـارس‬
‫‪bien, ou comment la cour de cassation cree de la‬‬ ‫‪ 1999‬قضـت الدائـرة المدنيـة الأولـى لمحكمـة النقـض بنقـض‬
‫‪(para-propriete intellectuelle)», note sous Cass‬‬ ‫الحكم وإحالة الدعوى لمحكمة اسـتئناف ‪ Rouen‬وذلك اسـتنادا إلى‬
‫‪1re civ., 10 mars 1999; JCP ed. G., 1999, jur. II,‬‬ ‫نـص المـادة‪ 544‬مـن التقنيـن المدنـي الفرنسـي‪ ،‬وأعلنـت المحكمـة‬
‫‪10078.‬‬ ‫ص ارحـة «أن للمالـك ـ وحـده ـ حـق اسـتغلال أموالـه فـى أى شـكل‬
‫مـن الأشـكال» وأن «اسـتغلال المـال فـى شـكل صـور فوتوغ ارفيـة‬
‫يمثـل اعتـداء علـى حـق الانتفـاع المقـرر للمالـك»‪ .‬ارجـع للمؤلـف‪،‬‬

‫حمايـة صـورة الأمـوال‪ ،‬المرجـع السـابق‪ ،‬رقـم ‪ 68‬ومـا بعدهـا‪.‬‬

‫‪41‬‬