Page 43 - الملكية الفكرية العدد الثاني17-8-2025
P. 43

‫لجنة حماية الملكية الفكرية ‪ -‬المجلس الأعلى للثقافة‬

                                       ‫اقت ارحنا الخاص‪:‬‬           ‫ففـي الفـرض الـذي يقـوم فيـه المصـور بالتقـاط صـورة‬
                                                                  ‫لمـال مملـوك للغيـر دون إذنـه‪ ،‬يثـور التنـازع بيـن مالـك‬
    ‫لـو أردنـا التوفيـق بيـن سـلطات مالـك الدعامـة الماديـة‬       ‫الشـيء‪ ،‬الـذي يتمتـع عليـه بحـق اسـتئثاري‪ ،‬والمصـور‬
    ‫وحقـوق مؤلـف المصنـف المعبـر عنـه فـي هـذه الدعامـة‪،‬‬          ‫الـذي أبـدع المصنـف الذهنـي وهـو صـورة هـذا الشـيء‪.‬‬
    ‫فإننـا ننصـح بضـرورة اللجـوء إلـى العقـد‪ .‬فالمشـرع ينـص‬
    ‫علـى أن للمؤلـف أن ينقـل إلـى الغيـر كل أو بعـض‬                      ‫فمـا هـي الحلـول المقترحـة لتسـوية هـذا التنـازع؟‬
    ‫حقوقـه الماليـة المبينـة فـي هـذا القانـون‪ .‬ويشـترط لانعقـاد‬
    ‫التصرف أن يكون مكتوًبا‪ ،‬وأن ُيحَّدد فيه «كل حق على‬            ‫لـو أخذنـا بالـ أري القائـل بـأن حـق الملكيـة لا يقـع إلا‬
    ‫حـدة يكـون محـ ًا للتصـرف‪ ،‬مـع بيـان مـداه‪ ،‬والغـرض‬           ‫علـى الأشـياء الماديـة‪ ،‬فـإن فـض هـذا التنـازع لـن يكـون‬
    ‫منـه‪ ،‬ومـدة الاسـتغلال‪ ،‬ومكانـه» (مـادة ‪.)2/149‬‬               ‫بالأمـر العسـير؛ فمالـك المـال لـن يكـون لـه حـق ملكيـة‬
    ‫«ويكـون المؤلـف مالـ ًكا لـكل مـا لـم يتنـازل عنـه ص ارحـة‬    ‫إلا عليـه وحـده‪ ،‬وليـس علـى صورتـه‪ ،‬أمـا الصـورة فتعـود‬
    ‫مـن حقـوق ماليـة‪ ،‬ولا ُيعـد ترخيصـه باسـتغلال أحـد هـذه‬       ‫للمصـور‪ ،‬لكونهـا شـيًئا غيـر مـادي يخـرج عـن نطـاق‬
    ‫الحقـوق ترخي ًصـا منـه باسـتغلال أي حـق مالـي آخـر‬
                                                                                                   ‫سـيطرة المالـك (‪.)32‬‬
       ‫يتمتـع بـه علـى المصنـف نفسـه» (مـادة ‪.)3/149‬‬
                                                                  ‫وقـد اقتـرح البعـض (‪ )33‬لفـض هـذا الت ازحـم‪ ،‬اعتبـار‬
    ‫وعليـه‪ ،‬فعنـد الاتفـاق مـع المهنـدس المعمـاري علـى‬            ‫عـدم تعبيـر المالـك عـن إ اردتـه ص ارحـة فـي منـع الغيـر‬
    ‫إعـداد التصميمـات اللازمـة للبنـاء المزمـع إنشـاؤه‪ ،‬مـن‬       ‫مـن إنتـاج صـورة أموالـه‪ ،‬قرينـة علـى قبولـه بذلـك‪،‬‬
    ‫الممكـن الاتفـاق بينهمـا علـى أن يتنـازل عـن حقـه فـي‬         ‫وتترتـب علـى هـذه القرينـة قرينـة أخـرى بقبولـه اسـتغلال‬
    ‫اسـتغلال الصـورة الخاصـة بهـذا البنـاء‪ .‬وفـي اعتقادنـا‪،‬‬       ‫هـذه الصـورة‪ .‬ولكننـا نـرى أن هـذا الحـل لا يقـدم فائـدة‬
    ‫فـإن هـذا الاتفـاق لـن يؤثـر علـى الحـق الأدبـي للمهنـدس‬      ‫مـن الناحيـة العمليـة؛ لأن المالـك لا يسـتطيع أن ُيعّبـر‬
    ‫المعماري‪ ،‬لأن اسمه سيظهر بطبيعة الحال على البناء‬              ‫عـن إ اردتـه برفـض إنتـاج صـورة أموالـه‪ ،‬إذ إنـه فـي‬
    ‫وعلـى الصـورة ذاتهـا‪ .‬أمـا بالنسـبة للمصـور الفوتوغ ارفـي‪،‬‬    ‫معظـم الحـالات لا يعلـم بتصويـر أموالـه إلا بعـد نشـر‬
    ‫فمـن الأصـل يجـب ألا يقـوم بالتصويـر قبـل الحصـول‬
    ‫على إذن من المالك‪ ،‬إلا إذا كان المال مسرًحا لتظاهرة‬                                            ‫الصـورة وتوزيعهـا‪.‬‬
    ‫عامـة‪ ،‬أو فـي حالـة إعـام الجمهـور بكارثـة طبيعيـة أو‬
    ‫غير طبيعية وقعت وتسـتدعي تصوير المال‪ .‬فالمصور‬                 ‫ونظـًار لضعـف هـذا الحـل‪ ،‬فإننـا نعتقـد بوجـوب‬
    ‫لا يقـوم بأخـذ مشـهد مـن مشـاهد الطبيعـة ظهـر فيـه‬            ‫حصـول المصـور علـى إذن مـن مالـك الشـيء المـادي‬
    ‫العقـار عر ًضـا‪ ،‬بـل هـو يصـور المـال بطريقـة مباشـرة‬         ‫قبـل قيامـه بتصويـره بهـدف الاسـتغلال المهنـي لصورتـه‪.‬‬
    ‫وأساسـية من أجل اسـتغلال الصورة تجارًيا‪ ،‬فلا أقل من‬
    ‫أن يحصـل علـى إذن المالـك‪ ،‬والـذي قـد ُيمنـح بمقابـل‬                                             ‫‪ 3	 2‬حول هذا الحل‪ ،‬ارجع‪:‬‬
                                                                  ‫‪R. HAMOU, art. préc., P.22.‬‬
                                       ‫أو بـدون مقابـل‪.‬‬
                                                                                                            ‫‪ 3	 3‬ارجع فى ذلك‪:‬‬
                                                                  ‫‪F. ZENATI, obs. sous Cass. 1ere civ. 10 mars 1999,‬‬
                                                                  ‫‪RTD civ., (4) oct.-dec. 1999. Spec: P. 859.‬‬

‫‪43‬‬
   38   39   40   41   42   43   44   45   46   47   48