Page 131 - merit mag 36- dec 2021
P. 131

‫‪129‬‬  ‫تجديد الخطاب‬

‫وانغ يي‬       ‫نوريل روبيني‬                                 ‫فرانسيس فوكوياما‬    ‫والتشكيلات المدنية والحضارية‪.‬‬
                                                                                      ‫ويمكن الحديث أخي ًرا عن‬
          ‫هناك لحظة استشرافية ستربط‬           ‫الثقافية والإعلامية‪ ،‬بين المتون‬
            ‫«التصحيح الحضاري» الكبير‬               ‫والهوامش المتعددة‪ ،‬حيث‬           ‫«الدراسات الثقافية» بالمعنى‬
             ‫للمتلازمات الثقافية المرتبطة‬          ‫قد تقبل المتون الجرمانية‬      ‫الأنجلو ساكسوني (‪Cultural‬‬
            ‫بالذهنية الجرمانية‪ ،‬و»المسألة‬
             ‫الأوروبية» الراهنة في المتون‬       ‫الأوروبية‪ /‬الغربية بالمختلف‬           ‫‪ )Studies‬بوصفها ثقافة‬
          ‫والهوامش بمسارين رئيسيين‪،‬‬              ‫والمتعدد الثقافي في سياقاتها‬    ‫مضادة تقع على هامش التنميط‬
                                                ‫طالما يلتزم بشعاراتها العامة‬      ‫والتقعيد‪ ..‬وتتجلى في الثقافات‬
         ‫الأول هو فكرة استعادة «التقييم‬       ‫ويعمل ضمن منظومتها‪ ،‬ولكن‬         ‫الشعبية أو الجماهيرية أو الفئات‬
           ‫الاتفاقي العالمي» لفكرة «القيم»‬   ‫لا تقبله بوصفه الثقافي الخاص‬        ‫المهمشة والأقليات»(‪ ،)24‬ويجوز‬
                                               ‫وترفع من مكانته كنمط ثقافي‬
         ‫والأخلاقيات والدين والروحيات‪،‬‬        ‫ينافس المتون والأنماط الثقافية‬       ‫هنا المقارنة بالثورات العربية‬
            ‫والثاني هو التخلي عن ظاهرة‬         ‫الجرمانية المركزية التاريخية‪،‬‬      ‫الجذرية التي أعلنتها صراحة‬
              ‫سياسية تمثل راسبًا ثقافيًّا‬      ‫في إضافة للتناقضات الأخرى‬           ‫في التمرد على كل مركزياتها‬
                                             ‫بين المتون والهوامش الجرمانية‬     ‫التاريخية مباشرة‪ ،‬يمينًا ويسا ًرا‬
          ‫شا ًّذا تحافظ عليه متون الذهنية‬                                      ‫وسلطة مركزية ممثلة في دولة ما‬
             ‫الجرمانية شر ًقا وغر ًبا حتى‬         ‫الأخرى التي تتصاعد‪ ،‬بما‬       ‫بعد الاستقلال بقلبها العسكري‬
                                              ‫يؤشر على قرب حدوث انفجار‬
           ‫الآن‪ ،‬وهي الظاهرة الصهيونية‬                                                              ‫التاريخي‪.‬‬
             ‫العنصرية المتطرفة وفرضها‬           ‫كبير أو صغير للقيام بعملية‬     ‫وفي سياق المتون والهوامش تلك‬
                                                 ‫«تصحيح حضاري» لهيمنة‬
         ‫فر ًضا على العرب‪ ،‬حيث تفترض‬        ‫الذهنية الجرمانية تلك على الموجة‬       ‫وتفجر تناقضاتهم التاريخية‬
         ‫الدراسة أن التصحيح الحضاري‬            ‫الحضارية الأوروبية الحالية‪.‬‬       ‫يمكن أن نرصد بعض الظواهر‬
                                              ‫‪« -3‬الذهنية الجرمانية» وترقب‬
                ‫لمسار الحضارة الأوربية‬          ‫«التصحيح الحضاري» الكبير‬           ‫الهامة الأخرى؛ مثل تضارب‬
         ‫وموجتها الثالثة‪ ،‬سيتطلب التخلي‬                                           ‫الخطابات الثقافية بين النخب‬
                                                                                   ‫الحاكمة في المتون الجرمانية‬
          ‫عن دعم العنصرية الصهيونية‪،‬‬
         ‫وقد يؤدي إلى تصدعها وتفككها‬                                                    ‫وبين النخب الثقافية في‬
                                                                               ‫الأكاديميات الغربية مث ًل‪ ،‬وكذلك‬

                                                                                   ‫تشكل قوى شعبية متضاربة‬
                                                                               ‫تعبر عن تفجر تناقضات المسألة‬

                                                                                 ‫الأوروبية والذهنية الجرمانية‪،‬‬
                                                                                 ‫سواء معها أو ضدها‪ ،‬فصعود‬
                                                                                  ‫اليمين العنصري شعبيًّا دليل‬
                                                                                  ‫على صعود الذهنية الجرمانية‬

                                                                                   ‫دون أقنعة‪ ،‬وصعود الرفض‬
                                                                                 ‫الجماهيري الشعبي لسياسات‬

                                                                                         ‫ترامب وسياسات دعم‬
                                                                               ‫الصهيونية دليل على تمرد شعبي‬

                                                                                        ‫على الذهنية الجرمانية‪.‬‬
                                                                                       ‫في السياق ذاته تضارب‬
                                                                                  ‫المتون والهوامش نفسه؛ يمكن‬
                                                                                  ‫الحديث عن الخلافات الثقافية‬
                                                                                     ‫والصراع اللغوي والهيمنة‬
   126   127   128   129   130   131   132   133   134   135   136