Page 133 - merit mag 36- dec 2021
P. 133

‫‪131‬‬  ‫تجديد الخطاب‬

‫السفارة الفلسطينية في العاصمة‬          ‫وشتم الأكاديمي والفيلسوف‬             ‫المرتقب في الموجة الحضارية‬
     ‫البولندية وارسو‪ ،‬بمشاركة‬         ‫«آلان فينكلفروت»‪ ..‬قائلين له‪:‬‬          ‫الأوروبية الثالثة الحالية‪ ،‬في‬
                                       ‫«أيها الصهيوني الحقير إرحل‬           ‫موضوع الظاهرة الصهيونية‬
 ‫سفير دولة فلسطين لدى بولندا‬                                                  ‫العنصرية فيمكن القول إن‬
     ‫محمود خليفة‪ ،‬إن ما يحدث‬             ‫من هنا‪ .‬نحن شعب فرنسا‪.‬‬            ‫الصهيونية ستكون واح ًدا من‬
                                        ‫فرنسا لنا يا أيها الصهيوني‬      ‫مؤشرات تفكك متلازمات المسألة‬
  ‫في غزة هو مأساة إنسانية ولا‬                                           ‫الأوروبية‪ ،‬مع التأكيد على ثنائية‬
 ‫يمكن أن نبقى سلبيين حيال ما‬                            ‫الحقير»(‪.)29‬‬          ‫«المتن والهامش» أي ًضا بين‬
                                        ‫وفي تأكيد على الانفصال بين‬      ‫القواعد الشعبية والمتون الحاكمة‪،‬‬
               ‫يجري هناك»(‪.)31‬‬                                          ‫فمث ًل يزداد تشدد المتن الفرنسي‬
 ‫وفي أمريكا نفسها «تبنى مجلس‬               ‫المتون الجرمانية الحاكمة‬
                                      ‫ومتلازماتها الثقافية في فرنسا‬            ‫في دعمه للصهيونية تأث ًرا‬
       ‫طلاب الدراسات العليا في‬      ‫والقواعد الشعبية المتمردة عليها‪،‬‬     ‫بمركزية الذات الأوروبية حينما‬
    ‫جامعة فرجينيا التقنية قرا ًرا‬                                       ‫تبنت الصهيونية فيما بعد الحرب‬
 ‫يدعو الجامعة إلى مقاطعة جميع‬             ‫قد «قالت صحيفة معاريف‬
‫المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية‬     ‫العبرية‪ ،‬اليوم السبت‪ 26 ،‬مايو‪/‬‬          ‫العالمية الثانية على أثر مذابح‬
‫المتواطئة في الحفاظ على الاحتلال‬                                            ‫النازية ضدهم‪ ،‬وشيئًا فشيئًا‬
   ‫الإسرائيلي الذي ينكر الحقوق‬        ‫أيار‪ ،‬إن أغلب الفرنسيين يرون‬         ‫أدرجت الصهيونية ومعاداتها‬
                                       ‫في الحركة الصهيونية مؤامرة‬            ‫ضمن السياق الأوروبي عن‬
      ‫الفلسطينية الأساسية»(‪،)32‬‬                                             ‫معاداة السامية‪ ،‬التي ظهرت‬
     ‫كما حدث أن طرح موضوع‬                ‫يهودية‪ ..‬وذكرت الصحيفة‬           ‫كمفهوم في الحاضنة الأوروبية‬
                                         ‫العبرية أن ‪ %26‬ممن أجري‬          ‫نتيجة موقف مسيحيي أوروبا‬
       ‫أن «يصوت مجلس مدينة‬          ‫عليهم الاستطلاع يؤيدون فرض‬          ‫من اليهود ورفضهم تمايزهم أو‬
       ‫بيرلنغتون الأمريكية يوم‬         ‫المقاطعة الدولية على إسرائيل‪،‬‬
‫الاثنين المقبل على مشروع لتبني‬          ‫وأن هذه المقاطعة حقيقية في‬                   ‫تميزهم في المجتمع‪.‬‬
‫برنامج لمقاطعة إسرائيل وسحب‬         ‫كونها مؤثرة على تل أبيب‪ ،‬وأكثر‬       ‫فسنجد في المتن الفرنسي يحدث‬
      ‫الاستثمارات منها وفرض‬              ‫من ‪ %38‬يرون أن إسرائيل‬
  ‫العقوبات عليها‪ ..‬وجاء في نص‬       ‫أنشئت على فكرة معاداة السامية‪،‬‬             ‫الربط مباشرة بين معاداة‬
‫مشروع القرار أن «مجلس مدينة‬             ‫و‪ %57‬يعتقدون أن إسرائيل‬             ‫السامية القديمة وبين معاداة‬
   ‫بيرلنغتون يعرب عن تضامنه‬            ‫تمثل تهدي ًدا حقيقيًّا في منطقة‬  ‫الصهيونية العنصرية كما أسس‬
  ‫مع الشعب الفلسطيني‪ ،‬ويدين‬            ‫الشرق الأوسط‪ ،‬والكثيرون لا‬
    ‫التشريعات المناهضة لحركة‬         ‫يرونها دولة ديمقراطية أو دولة‬            ‫له جان بول سارتر‪ ،‬أما في‬
  ‫مقاطعة إسرائيل‪ ،‬ويعلن تأييده‬                                            ‫الهوامش فسنجد تزايد المواقف‬
                                                       ‫علمانية»(‪.)30‬‬
                   ‫للحركة»(‪.)33‬‬          ‫وهو ما تكرر في الاعتداءات‬          ‫الشعبية الرافضة للصهيونية‬
‫وفي نيوزيلندا «في مدينة أوكلاند‬           ‫الصهيونية الأخيرة في عام‬       ‫كحركة عنصرية‪ ،‬متجاوزة عقد‬
                                         ‫‪2021‬م حيث ظهرت حركة‬
    ‫كبرى مدن نيوزيلندا‪ ،‬نظمت‬             ‫جماهيرية واسعة في أوروبا‬            ‫متلازمات المسألة الأوروبية‬
   ‫الجالية الفلسطينية وبالتعاون‬        ‫رافضة للصهيونية ومتجاوزة‬           ‫الموروثة مث ًل مع كتاب سارتر‬
 ‫والتنسيق مع شبكة المتضامنين‬          ‫أثر المتلازمات الثقافية الخاصة‬
                                       ‫بالمسألة الأوروبية‪ ،‬حدث ذلك‬           ‫المعنون‪« :‬المسألة اليهودية»‪،‬‬
       ‫مع فلسطين في نيوزيلندا‪،‬‬          ‫في بولندا ونيوزيلندا وأمريكا‬      ‫كما حدث في أحداث «السترات‬
    ‫والجاليات العربية وعدد من‬             ‫وغيرها من الدول الغربية‪،‬‬
     ‫المنظمات التقدمية والروابط‬        ‫ففي بولندا قد «قالت [برلمانية‬          ‫الصفراء» واتهمهم البعض‬
  ‫العمالية والنقابية النيوزيلندية‪،‬‬     ‫بولندية] خلال مؤتمر صحفي‬              ‫بمعاداة السامية‪ ،‬حيث «ثار‬
                                           ‫عقد اليوم الاثنين‪ ،‬في مقر‬     ‫الجدل بعد قيام بضعة أشخاص‬
       ‫مسيرة حاشدة رفع فيها‬                                                   ‫من السترات الصفراء يوم‬
 ‫المشاركون الأعلام الفلسطينية‪..‬‬                                         ‫السبت الماضي في باريس بإهانة‬

     ‫وتحدث في المسيرة عدد من‬
   128   129   130   131   132   133   134   135   136   137   138