Page 79 - merit mag 36- dec 2021
P. 79
77 إبداع ومبدعون
قصــة
أفلامه ومسلسلاته ومسرحياته. العلم وطلب النساء في نفس الوقت!
كل أعماله دعوة للضحك .كوميديا لا توجه لك أية أما زوجها محمد رضا فكان ُيعطي لعشيقها بنفسه
رسالة ولا ترهق دماغك بأي معنى .لا تلومك على
شيء ولا تعدك بأي شيء .فقط تساعدك كي يمر ما سيجعله فح ًل مع زوجته ،ثم يقف في المطبخ
ويضرب رأسه بالأطباق الصيني ،لأنه لا يعرف
الوقت وأنت تضحك.
هذه هي «التفاهة النقية» التي لم أعثر عليها أب ًدا في لماذا هي غاضبة منه.
لم أنس كيف كانت شويكار تغافل زوجها الساذج
أي كتاب .ولا في تجارب الحياة نفسها. ثم تتصل بعشيقها في التلفون« :أنا ملتهبة ع الآخر
-9 يا دكتور».
خلال مشواره العاطفي وضع الرب في طريق هذا
في غرفة المدينة الجامعية أطلق شريكي لحيته،
وانتظم في الصلوات والمظاهرات .مساء كل يوم الدكتور «الجبان» ك ًّل من هند رستم وشويكار
كن ُت أذهب إلى إحدى سينمات الدرجة الثالثة .ولكي وشمس البارودي .لذلك ،وأثناء خروجي من
أتحاشى فضوله كنت أخبره أنني ذاهب إلى أقاربي
السينما ضبط ُت نفسي أغني الأوبريت العربي الذي
في عين شمس مرة وفي المنيب مرة. كان رائ ًجا آنذاك« :أجيال ورا أجيال ها تعيش على
كان صديقي مؤمنًا طيبًا ،الأمور لديه إما أبيض
حلمنا ..جايز ظلام الليل يبعدنا يوم إنما ..يقدر
أو أسود .من دون مناسبة قال لي إن هياتم شعاع النور يوصل لأبعد سما!” ثم أصدر صو ًتا
مثواها جهنم وبئس المصير .كل من تعرض لحمها
بذيئًا بشفتي.
الرخيص زانية ،وكل زانية في النار.
بدهيات صديقي الطيب واضحة صارمة .ليس فيها -7
تأويلات ولا مجازات .كن ُت معجبًا بالوضوح الذي
لأن صورة فيفي عبده وهي ترقص في مجلة
يرى به الأشياء ،والأحكام التي يطلقها بضمير «الموعد» ظلت عالقة في ذاكرتي ،لم أتردد في قطع
مرتاح. تذكرة لدخول فيلمها «القاتلة» في سينما التحرير.
كان الفيلم يحكي عن طفلة تعرضت للاغتصاب،
كانت لحيته تطول ،وأحكامه تزداد صرامة. فأصيبت بعقدة تدفعها لقتل كل رجل يضاجعها.
أخبرني يو ًما أن زميلتنا سلوى «زانية» .كان
مستلقيًا على السرير الأرضي ،وكن ُت في الأعلى. كانت تسعى بنفسها إلى الرجال .تضاجعهم ثم
سألته« :عرفت إزاي؟ أنت شوفتها عريانة زي تقتلهم.
هياتم؟». هذه ليست فيفي عبده ،هذه ملكة النحل الشريرة
قال« :قوة عطرها تدل بشكل قاطع أنها زانية». بصدرها العرمرم!
لم أخبره أنني معجب بزميلتنا سلوى ،وأتمنى فع ًل
أن أراها عريانة .وفي يوم رآنا في المدرج ونحن دفع ُت ثمن التذكرة الغالية من دم قلبي لأشاهد
نضحك م ًعا .عاد إلى غرفتنا غاضبًا .الغرفة التي فيفي عبده وهي ترقص بساقيها القويتين بما
ترك ُته يضع فيها كل شيء من مصاحف وبخور
يكفي لجر مقطورة.
وأسوكة ،ولم أضع فيها أي شيء يخصني. لا تعنيني عقدة طفولتها في شيء .كن ُت أغلق
قاطعني يومين بسبب هذه الواقعة. عيني على مشاهد القتل ثم أفتحهما على مشاهد
تمني ُت لو تفهم حبي لسلوى وما تفعله بقلبي المضاجعة.
نظراتها الضاحكة الرقيقة .بل أصر على ترك كل حيلة للقتل ،كانت في حقيقتها ،حيلة لمضاجعة
الغرفة والتبديل مع زميل آخر. أجمل.
قال بأسلوبه الصادم الذي كان يروق لي قبل ذلك:
-8
سمير غانم أقرب فنان كوميدي إلى قلبي .أحب كل