Page 82 - merit mag 36- dec 2021
P. 82
العـدد 36 80
ديسمبر ٢٠٢1
اليوم الذي لم يستطع أن يقف فيه تحت شرفة أو
شباك حبيبته ،يبث لها ما في قلبه من لوعة وأسى
وأحاسيس الغرام.
وقال :كلهم عملوها إلا أنا ،وكان عليَّ أن أحذ َو
حذوهم وأعملها مع زينب الجزار.
قال عبد الجبار :ومن هي زينب هذه ،لم أسمعك
تنطق باسمها يو ًما أمامي؟
بعد ساعة وقف جعفر ليغادر المكان على غير
عادته ،فاستغرب عبد الجبار منه ذلك ،فقال :إلى
أين يا جعفر ،فالليل ما زال في أوله؟
عبر جعفر الجسر القريب من مقهى «الجندول»
إلى الجهة الأخرى ،سار وحي ًدا ،وقد دارت في
رأسه أفكار شتَّى ،أزاحها عنه قبل أن يقف أمام
بيت زينب الجزار ،والـ»الجزار» ليس لقبًا لزينب،
اسمها الحقيقي زينب إسماعيل ،إنما هي مهنة
والدها فالتحق باسمها.
ضرب جعفر شباكها العلوي بحصاة صغيرة
وناعمة التقطها من الأرص ،وانتظر قلي ًل ،فتحت
زينب نافذتها فرآها كما لو كانت شرفة قريبة
الشبه بشرفة الممثلة ناتالي وود أو «إيمان»
في فيلم «أيام و ليالي» ،وهو واقف تحتها لا
ينقصه غير الجيتار ،ليعزف على أوتاره أغنية
نجاة الصغيرة «د ّوارين في الشوارع ،د ّوارين
في الحارات ،يا شباكهم يا اللي ضايع عن عين ّي
سلامات» ،وقبل أن يعيد على أسماعها المقطع
ثانية ،أضاء أحدهم النور داخل البيت ،وظهر الأب
بعدها وقد فتح الباب ،راف ًعا العصا في اليمنى
والساطور في اليسرى.
في اليوم الثاني ،في مقهى الجندول ،وصل جعفر
فسأله عبد الجبار :ما الذي حصل ،ورم أزرق
اللون تحت عينك اليمنى وجرح في الفك!
قال جعفر :اللعنة على الشرفات التي وقف تحتها
شعراء التروبادور ،وعلى فيلم «قصة الحي
الغربي» ومعه فيلم «أيام وليالي» ،وعلى شرفات
الأفلام الأخرى.
-2جيمس بوند العراقي
أتيحت الفرصة لمازن بعدما وصل إلى المستوى