Page 123 - Pp
P. 123

‫كانت قد أغمضت عينيها وربما لم تسمع جملته الأخيرة‪ ،‬ولأنه‬
‫كان ينتظر منها جوا ًبا اقترب منها وق َّرب وجهه منها ليستمع‪،‬‬
‫كانت آنذاك قد بدأت تفتح عينيها‪ ،‬وعندما رأت وجهه أمامها‬

           ‫صاحت‪ :‬اخرج أرجوك‪ ،‬لا تدعني أرى وجهك ثانية‪.‬‬
‫في اليوم الثاني رأت مارتينا في مكان الثلاجة القديمة أخرى‬
‫جديدة‪ ،‬فتحت بابها ور َّتبت فيها ما حملته معها من لفائف طعام‬
‫وزجاجات عصير‪ ،‬بعد ذلك بساعة‪ ،‬سمعت صوت النقالة تخرج‬
‫من المصعد وسمعت مصطفى يسلِّم عليها وهو يسير في الممر‪،‬‬
‫لكنها تشاغلت عما سمعته ولم تجب‪ .‬ظنَّت زميلتها في العمل أن‬
‫مارتينا أخذت برأيها الذي أعلنته لها بالأمس‪ ،‬وهذه خطوة جيدة‬
‫ُتحسب لها‪ .‬انتظرها مصطفى وهو جالس إلى المنضدة وبجوار‬

           ‫ك ِّفه كوب القهوة يتصاعد منه البخار‪ ،‬لكنها لم تأ ِت‪.‬‬

                                                                             ‫‪123‬‬
   118   119   120   121   122   123   124   125   126